in

البصمة الوراثية

يشترك الجنس البشري بهندسة واحدة عند خلقه وبالرغم من ذلك لا يوجد إنسانان متطابقان وعليه فإن المزاج يتباين من شخص إلى آخر وتختلف طباعهما وتتميز طريقة المشي وشكل القوام.

كما يتغير لحن الصوت والقسمات  والتعابير وتراكيب العظام وأخلاط الدم ولعل أكثر الأمور أهمية هو عدم تطابق بصمتين في العالم وقد وجد أن احتمال تطابق بصمتين في العالم واحد من  64 مليار من البشر علماً أن إحصائيات عدد سكان الأرض بلغت 7 مليار.

ولكل إنسان في هذا الكوكب سجله الخاص وتكوينه المحدد منذ ولادته ويمكن القول بأن لكل إنسان هوية خاصة به من ناحية التركيب العضوي أو النفسي ومع هذا الاختلاف والتباين بين كائن وآخر فإن البشر يحصل بينهم التفاهم والتراحم كما قد يحصل التنافس والتخاصم.

البصمة واقتفاء الأثر

تمكّن العلم الحديث والمتطور بوسائله المختلفة من دراسة البصمة وصفاتها وتحديد هوية صاحبها مما جعل دول  العالم تتبنى تطبيقها من الناحية العملية لما فيها من ثبات وفردية بدءاً من بداية القرن العشرين خاصة في جرائم السرقة والقتل والاغتصاب.

فالمجرم يترك وراءه بصمات أصابع اليدين التي من الممكن تحديدها ورفعها عن الزجاج أو عن السطوح الملساء وكشفها عن طريق رشها بمواد خاصة تظهر تفاصيلها وبعد التصوير والتكبير أمكن دراستها بالتفصيل وكشف اقتفاء أثر المجرم.

تعيين البصمة

عندما نمعن النظر في سطح الجلد وباطنه لأصابع اليدين والقدمين نلاحظ وجود خطوط بارزة تدعى الخطوط الحُليمية التي تتوالى وتتمادى بأشكال خاصة من أقواس ومنحنيات ومنحدرات وزوايا وتفرعات وخطوط.

ويقال أنّ البصمتين المحددتين تعودان إلى شخص واحد إذا حصل التطابق بينهن في اثنتي عشرة صفة.

ولقد توصل العلم عن طريق العالم الألماني ماير في عام 1865م إلى أن الخطوط الحليمية في الكفين والقدمين تبقى ثابتة منذ ولادة الشخص وحتى وفاته.

ولقد وضع العالم غالتون كتاباً يتضمن أبحاثاً ودراسات وحقائق عن بصمات الأصابع وقد اعتمدته الحكومة البريطانية عام 1901 مع إجراء بعض التغييرات من قبل العالم هنري.

 كانت أول دولة اعتمدت نظام علم البصمات واستخدمته كشاهد يقيني لكشف هوية الإنسان هي الأرجنتين وذلك في عام 1891م تلتها إنكلترا في عام 1901م ثم أمريكا في عام 1902م.

تكوّن البصمة

يبدأ تكون البصمة في الشهر الرابع من حياة الجنين وتبقى هي ذاتها من المهد إلى اللحد طالما بقيت الجثة بدون تفسخ وإذا كانت في مكان رطب أو محنطة.

وحتى لو حاول شخص ما تغيير وتحريف أشكال الخطوط الحليمية لرؤوس أصابعهم بطرق مختلفة تبوء محاولاتهم بالفشل.

استخدام البصمة الوراثية كدليل جنائي

يتميز جينيوم كل خلية بترتيب جيني محدد لا تتسم به بقايا الخلايا ويمثل ذلك البصمة الوراثية للخلية وقد قامت مراكز الأبحاث الجنائية  بالاستفادة من هذا العلم وذلك للوصول إلى الحقيقة والكشف عن شخصية المجرم عن طريق البصمة الشخصية.

حيث تؤخذ عينة جينية من خصلات الشعر أو من السائل اللعابي أو المنوي وبصمة الشخص وتجري مقابلتها مع البصمات الوراثية المحفوظة والمأخوذة لكل المواطنين في أجهزة حساسة مركزية والتي هي حواسيب المعامل الجنائية.

وقد أنشئت في العديد من الدول المتقدمة الكثير من المعامل الجينوجنائية والتي تستخدم البصمة الوراثية كدليل قاطع ويحاول العلماء حالياً إجراء تجارب للتحكم في إطلاق الرصاص من المسدس بواسطة البصمة الوراثية الجينية للإنسان.

بحيث لا ينطلق الرصاص إلا بإصبع صاحب المسدس فقط أي أن التعامل مع مسدس يتم من خلال صاحبه مما يقلل من حدوث الجرائم.

Report

Written by Carla Obied

What do you think?

Leave a Reply