in

العلاقة بين العوامل الشخصية وحوادث العمل

إنّ ما يقوم به الإنسان من أعمال قد تحتمل تعرضه لأخطار ووقوعه في حوادث وبشكل خاص في بعض الأعمال التي تعتبر مهناً خطرة وينجم عن إخفاق الفرد وفشله في تأدية عمله وقوع الحوادث.

ولا شك في أن العوامل الشخصية للفرد لها تأثير على حرص الفرد أثناء العمل أو الاستهتار أو القيام بأفعال خطرة  ومن هذه العوامل الرؤية الخاطئة والمرض والقلق وعدم الدراية الكافية بطريقة العمل.

العوامل المسببة لوقوع حوادث العمل

من أهم العوامل المسببة لوقوع الحوادث أثناء العمل مايلي:

1- الذكاء

لقد أجريت العديد من الدراسات حول العلاقة بين مقدار الذكاء عند الفرد وحوادث العمل ولقد خلصت هذه الدراسات إلى أنّ وقوع حوادث العمل تقل بشكل كبير ويمكن أن تكون نادرة عند الأشخاص الذين يزيد مستوى ذكائهم عن المتوسط ولا شك أن كل عمل يتطلب شخصاً كفء يمتلك مستوى معين من الذكاء كي يؤديه بالشكل الصحيح.

2- حدة الإبصار

إنّ القدرة البصرية مطلوبة في أي عمل يمكن أن يقوم به الإنسان ومما لا لبس فيه أنه كلما زادت القدرة البصرية عند الشخص كلما قلت نسبة وقوع حوادث العمل.

3- السن والخبرة

يمكن أن نلاحظ أن أي عمل يقوم به الإنسان في المرة الأولى يختلف أداؤه عن المرة الثانية ويتحسن في الثالثة وهكذا كلما زادت خبرة الفرد كلما زاد تمكنه من العمل الذي يقوم بتأديته وبالتالي تنخفض نسبة وقوع الحوادث.

وعامل الخبرة له التأثير الأكبر في نقصان حوادث العمل مقارنة مع عامل السن فعندما يتدرب الفرد بالشكل الصحيح فإنه يكتسب المهارة والخبرة وبالتالي يمكنه معرفة أخطائه وتفادي الوقوع بها.

4- التآزر الحركي

يوجد ارتباط بين حوادث العمل ومستوى التوافق العضلي والحركي عند الإنسان فقد تنتج الحوادث بسبب بطء الفرد في الاستجابة كما أن ضعف القدرة على التوفيق بين حركة اليد والقدم أو ما نسميه بالتآزر يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في حادث سير مثلاً.

5- الحالة الانفعالية

إنّ مشاعر الإنسان قد يكون لها تأثير كبير على قدرة الفرد في إنجاز عمله سواء أكانت مشاعر فرح أو حزن فبعض الأفراد يقعون في حوادث أثناء عملهم نتيجة اكتئابهم وحزنهم وقلقهم. وأيضا إذا كان الشخص مبتهجاً ومسروراً قد يؤدي ذلك إلى تعرضه للحوادث ربما بسبب إنجاز عمله بشكل سريع مما يؤدي إلى عدم انتباهه إلى المخاطر المحيطة بالعمل.

6- السرعة الإدراكية والسرعة الحركية

يتطلب السلوك الآمن عند القيام بعمل ما توافر السرعة الإدراكية والسرعة الحركية عند الفرد وذلك لتجنب وقوع حادث ما ويجب أن تتوافق كلا السرعتين مع بعضهما لأنه إذا زادت سرعة الإدراك وقلت السرعة الحركية كان الفرد معرضاً بشكل كبير للوقوع في الحوادث ولذلك يجب توافر سرعة إدراك الخطر وسرعة الابتعاد عن الخطر وتفاديه.

7- التعب

ينجم عن التعب ضعف في العضلات وانخفاض القدرة على ضبط العمل بشكل دقيق ومما لا شك فيه أنه كلما زادت ساعات العمل زاد التعب وزادت إمكانية وقوع حوادث خطرة.

8- الأسباب النفسية

تقول بعض الدراسات بأن الحوادث لا تأتي مصادفة وأنّ للفرد دور في وقوعها وذلك حسب الدوافع اللاشعورية الموجودة عنده والعوامل النفسية الداخلية كسمات الشخصية والانفعالات. 

فبعض إصابات العمل تنتج كحالة من التكفير عن خطأ ما والشعور بالذنب أو تحقيق لعداء الشخص نحو ذاته أو نحو الآخرين.

ويمكن ألا يكون الشخص واعياً لما ستؤدي إليه الحادثة وقد تطرقت بعض الدراسات والأبحاث إلى العلاقة بين حوادث العمل واضطرابات الشخصية الموجودة عند الفرد.

وخلصت إلى أنً اندفاع الأشخاص بناءً على استياء من العمل أو موقع السلطة يجعلهم أكثر عرضة للوقوع في حوادث العمل حيث يتخذون قرارات غير مدروسة وعشوائية.

Report

Written by Carla Obied

What do you think?

Leave a Reply