in

الفيضانات

الفيضانات هي جزء من دورة المياه في الطبيعة, ولذلك لا يمكن تجنبها, فعندما يبدأ الهطل المطري, يحتجز قسم منه بوساطة الاعتراض والاحتجاز السطحي, وعندما تتبلل الطبقة السطحية من التربة وتتشبع جزئياً يبدأ الجريان السطحي, ومع استمرار الهطل يتسرب جزء آخر إلى المياه الجوفية, ويزداد الجريان السطحي في الوقت نفسه.

وعندما تنفذ الإمكانيات الطبيعية لاحتجاز الهطل (الاعتراض, تخزين المنخفضات, الاحتجاز السطحي) يجري الجزء الأكبر منه على سطح التربة ويتشكل الفيضان.

يؤثر الإنسان في دورة المياه في الطبيعة, وبالتالي في حوادث الفيضان, فهو يؤثر في تغير المناخ من خلال الاستخدام الخاطئ والجائر للموارد الطبيعية, ومن خلال استخدام المجاري المائية والمناطق القريبة منها, أو ما يسمى بحرم المجاري المائية, وأحواضها الساكبة.

أنواع الفيضانات

1- فيضانات ناتجة عن سيول مفاجئة.

2- فيضانات ناتجة عن الهطولات الغزيرة.

3- فيضانات ناتجة عن سيول الأعاصير.

4-فيضانات الأنهار.

تسبب الأمطار الغزيرة في الأحواض الساكبة الصغيرة فيضانات مفاجئة, حيث تنشأ موجة الفيضان بشكل مفاجئ جداً في الأحواض الساكبة ذات الميول الحادة, وعندما تكون الفيضانات ذات طاقة كبيرة تجرف معها الأشجار والترب والصخور إلى المجرى المائي, وتهدم جوانب المجرى أيضاً.

أما في المناطق السهلية, فيمكن أن تشكل الأمطار الغزيرة سيولاً مفاجئة, في حين تظهر سيول الأعاصير على شواطئ البحار والبحيرات الكبيرة, حيث تنشأ هذه السيول عندما تقترب العواصف العاتية من الشواطئ دافعة إليها المياه التي يمكن أن يرتفع منسوبها إلى قيمة كبيرة جداً.

أما الأنهار فلا تظهر الفيضانات فيها بشكل مفاجئ, بل يتعلق ارتفاع مناسيب المياه فيها أثناء الفيضانات بحجم الحوض الساكب وخصائصه (شكل الحوض, الميول, تركيب التربة وقوامها, معدل استغلال الحوض) ويتعلق امتداد الغمر وحجمه بالتدفقات المارة, وبشكل واتساع أودية الأنهار والجداول.

تقتصر المساحات المغمورة في الوديان الضيقة على المناطق القريبة من المجاري المائية غالباً, حيث تكون أعماق وسرع الجريان كبيرة, بينما يكون العمر في الأودية الواسعة بأعماق ضحلة وبسرع صغيرة للجريان.

ازدياد ظاهرة الفيضان

الفيضان ظاهرة طبيعية تحدث عندما يزيد منسوب المياه في أي نهر عن مستوى ضفتيه فيطغى عليهما, وقد أظهرت الدراسات الإحصائية تزايد شدة الفيضانات في النصف الأخير من القرن العشرين.

فنهر “اليانجتسي” في الصين مثلاً كان يفيض بشدة منذ قرون, وبمعدل مرة كل عشرين عاماً, أما الآن أصبح يفيض بمعدل تسعة أعوام من كل عشرة, ونهر “الرين” في ألمانيا فقد ارتفع منسوب المياه فيه إلى 7.6 متر فوق مستوى الفيضان 4 مرات فقط بين عامي (1900,1977), بينما ارتفع إلى هذا المستوى عشر مرات في الفترة الممتدة بين عامي (1987,1996).

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تزايد ظاهرة الفيضانات, وأحد أهم هذه الأسباب هو إزالة مساحات واسعة من الغابات والتي كانت تقع عند منابع الأنهار.

فالغابات تستهلك كميات كبيرة من المياه لا تستهلكها الزراعة العادية أو الأراضي العشبية, وقد أدى نقص استهلاك المياه عند منابع الأنهار إلى زيادة كميات المياه التي تنحدر عبر مجاريها, الأمر الذي يؤدي إلى حدوث فيضانات قد تكون مدمرة أحياناً.

تلعب أشجار الغابات دوراً مهماً في استهلاك المياه عند منابع الأنهار, فأوراق الأشجار تحتفظ ببعض مياه الأمطار التي تتبخر مباشرة في الهواء, كما أنها تقلل من أثر قطرات المطر على التربة, الذي يعمل على تفكيك التربة وجرفها إلى مجرى النهر.

أما جذور تلك الأشجار فإنها تمتص المياه من التربة فتجعلها أكثر جفافاً, مما يزيد من قدرتها على استيعاب المزيد من مياه الأمطار, كما أنها تحافظ على تماسك التربة وثباتها, وتقلل من حركة الطمي والرواسب التي تقلل من عمق المجرى المائي, فتنقص بذلك قدرته على استيعاب المياه, الأمر الذي يؤدي إلى فيضانه عند أية زيادة في المنسوب.

وهناك إجراءات عديدة تتخذ لدرء خطر هذه الفيضانات, كبناء الخزانات والحواجز وحفر الخنادق وتنظيم مجاري المياه وغير ذلك من الإجراءات الأخرى.

Report

Written by Abeer Issa

What do you think?

Leave a Reply