in

طريقة بيتروفسكي في تحليل قصص اختبار تفّهم الموضوع

يعتبر بيتروفسكي أن البطل يمثل المفحوص والأشخاص في محيطه الواقعي فهو قد قبل وجهة النظر التي عبّر عنها (يات) وهي: أن البطل يبين عمّا يفكر فيه المفحوص أو ما يرغب أن يكون، أي الاتجاهات التي يتقبلها بوعيه، ويمثل الأشخاص الآخرون الاتجاهات الأخرى للمفحوص بعد الاختبار.

فالمفحوص يكون مدفوعاً لأن يبتكر تخيلات للمواقف الإنسانية المتبادلة أكثر لأن يتكيف مع أشخاص حقيقيين في المواقف الواقعية غير أنهم ليسوا نفس قواعد التفسير السيكولوجي التي تطبّق على عمل الأشخاص الحقيقيين وعلى عمل الأشخاص التخيليين وقد حدد بيتروفسكي هذه القواعد وكيف نميّز هذين القطاعين كما يلي:

1.   إن الأفعال المتضمنة في قصص الاختبار تخضع بدرجة أقل للانحرافات من الأشخاص، فالفعل غير المقبول ينسب إلى شخص آخر، وغالباً ما يكون ضمنياً أو محذوفاً وتمثل الأفعال المضادة لمختلف الأشخاص في نفس القصة يتناوب الإلزام الداخلي لما يخفيه المفحوص (فمثلاً تبذل المرأة جهدها لأن تعيد الزوج الذي يريد تركها).

2.   إن كل شخص في القصة يعبّر عن جانب من شخصية المفحوص، وتتجه رغبات المفحوص إلى الشخصيات في القصة حيث تتحقق بشكل أكثر وقد يعبّر الراشد عن رغباته الطفلية بأن ينسبها في استجابته إلى طفل، أو يعبّر عن خوفه من الموت بأن ينسبه إلى رجل مسن.

3.   كلما كان الدافع مقبولاً بالنسبة لوعي المفحوص، كلما كان التشابه كبيراً بين المفحوص وشخصية القصة والدافع الأقل قبولاً، فإنه يسقط على شخص آخر من نفس الجنس ومن سن مختلف، أو يسقط على جنس غير جنسه ولكن من نفس السن أو على كل من الجنس والسن المختلف.

4.   عدم إعطاء تفسير دقيق من خلال قصة واحدة، فالتفسير الدقيق يستنتج من عدة قصص للمفحوص فمثلاً إذا كانت القصة تشتمل على القتل والعدوان، فهذا لا يعني وجود رغبة الموت عند المفحوص، وإنما احتمال إلى أن المفحوص يكره شخصاً في المحيط الذي يعيش فيه، أو رغبة في انفصال أحد المحيطين به عنه. إن كل ما يمكننا استنتاجه هو أن هناك حاجة أساسية عند المفحوص غير مشبعة، ولذلك فهي تظهر في صورة قلق وتوتر.

5.   إن قصص الاختبار غالباً ما تعكس المواقف النمطية والسطحية المتطورة عند المفحوص، هذا في حالة ما إذا كانت القصص لها نهاية، أو إذا كانت الدوافع التي يعبّر عنها تتطابق مع المعايير الاجتماعية.

6.   كما يمكن أن تعكس قصص الاختبار عمّا يفكر به أو يشعر به المفحوص إزاء الأشخاص الواقعين في محيطه، ولذلك ممكن أن يظهر هؤلاء الأشخاص متناسقين مع شخصيات القصة.

7.   تعبّر القصص غالباً عن تنوع واختلاف الدوافع، وتردد وقلق المفحوص، وعن عدم تلبيته للذات وغالباً ما تظهر مشاكله التي تبقى من غير حل، كما تظهر الصعوبة في متابعة تحقيق أهدافه الحيوية، والصعوبة في عملية المثابرة والتكيّف.

8.   يظهر موضوع القصة في سلوك المفحوص الذي يتكشف عن شدة الانفعال المصاحبة للموضوع.

9.   في اختبار تفهم الموضوع، ينبغي تطبيق المعايير الشكلية التي تختص في مجرى التخيلات المبتكرة مع تداعي الأفكار (التي تستعمل في المقاييس الإسقاطية الأخرى) لكشف الجوانب المتنازعة في الشخصية، مثل (معدل انخفاض إنتاج الاستجابات، التوقف، الغرابة، زيادة التفاصيل الخيالية، تغير الأسلوب).

هذه هي بعض الطرق المختلفة في تفسير وتحليل اختبار تفهم الموضوع الذي كان لها الفضل في توسيع وانتشار هذا الاختبار واستخدامه في العيادات النفسية بقصد الكشف عن شخصية المفحوص واتجاهاته النفسية فالاختبار يعرّف المعالج بديناميكيات أفكار المفحوص، ويكشف من خلال القصص عن اتجاهات المفحوص نحو البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها وعن حاجاته الملحّة المحبطة والتي تريد الإشباع.

Report

Written by Karmen Barakat

What do you think?

Leave a Reply