in

الوعي الذاتي

هناك نسبة صادمة من الناس لا يمتلكون الوعي الذاتي، حتى لو اعتقدوا أنهم يمتلكونها.

ما هو الوعي الذاتي؟

يُعرف الوعي الذاتي على أنه وعي الفرد بشخصيته، لكن إن الوعي الذاتي الحقيقي يتضمن القدرة على تسمية ليس فقط شخصيتك العامة وسلوكك ولكن أيضاً ما تفكر فيه وتشعر به في الوقت الفعلي، وهو وعي بكيفية تصرفك في لحظة معينة (أو لحظات) وكيف ينظر إليك الآخرون.

الوعي الذاتي في جوهره هو القدرة على معرفة نفسك وكذلك التعرف على تأثيرك على الآخرين.

أهمية الوعي الذاتي

الأشخاص الذين لديهم وعي ذاتي يكونون أكثر سعادة من أولئك الذين لا يمتلكونه، حيث يتمتع الأشخاص المدركون لذاتهم بعلاقات أفضل من جميع الأنواع، فالأشخاص الذين لديهم وعي ذاتي يدركون كيف يشعر مَن حولهم، وعندما يكون شخص ما متناغماً ومدركاً لمشاعر الآخرين، فيمكنه تعديل أفعاله لدعم الرفاهية العاطفية لهؤلاء الأفراد بشكل أفضل، أو ببساطة لديك ما يكفي من البصيرة لمعرفة شعورهم، بطبيعة الحال يرغب معظم الناس في مواعدة شخص كهذا أو أن يكونوا أصدقاء معه وأيضاً العمل معه.

في الواقع إن الأشخاص الذين لديهم وعي بأنفسهم يصبحون رؤساء أفضل ولديهم موظفين أكثر رضاءً، وبالتالي لديهم شركات أكثر ربحية، بمعنى من المفيد حرفياً أن تكون مدركاً لذاتك.

إن الأشخاص الذين ليس لديهم وعي ذاتي عادة ما يكونون غير مهذبين في تلقي الملاحظات أو النقد، كما أنهم ليسوا منفتحين عادةً على سماع وجهات نظر بديلة، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين لديهم وعي ذاتي لديهم أيضاً علاقات أفضل مع أنفسهم، لأنه عندما تكون متناغماً مع ما تشعر به، يمكنك تعديل أفعالك إذا كنت تشعر بشيء سلبي.

علاوة على ذلك، فإن الوعي الذاتي هو الأساس الذي تحتاجه لتكون قادراً على العمل على نفسك، لأنه فقط عندما تكون مدركاً لما أنت عليه، يمكنك اتخاذ خطوات نحو ما تريد أن تكون، فعندما لا تدرك من أين أتيت، أو أين لديك “نقاط ضعف” لا يمكنك محاولة تحسينها.

كيف تتحقق من امتلاكك للوعي الذاتي؟

يعتقد 95% من الناس أنهم مدركون لأنفسهم، لكن 10-15% فقط هم في الواقع يمتلكون الوعي الذاتي.

للأسف لا توجد أي اختبارات للوعي الذاتي يمكن لأي شخص إجراؤها، لذا للحصول على فكرة أفضل عن المكان الذي توجد فيه بما يخص الوعي الذاتي، اسأل نفسك الأسئلة التالية:

1- ما هي الصفات الثلاث التي تصف ما تشعر به حالياً؟

2- ما هو تفكيرك حول الفعل الصحيح الآن؟

3- ما الذي كنت تفكر فيه في آخر مرة قدت فيها سيارتك أو مشيت في مكان ما؟

4- ما نوع الانطباع الأول الذي تعتقد أنك تركته مؤخراً على شخص جديد؟

5- ما رأيك في السمات القليلة الأولى غير الجسدية التي يلاحظها شخص ما عنك؟

إذا كنت قادرا ً على الإجابة على هذه الأنواع من الأسئلة بموضوعية [بطريقة لا تتأثر بالمشاعر أو الآراء الشخصية]، فأنت بذلك تكون مدركاً لذاتك أو على الأقل تمارس الوعي الذاتي في تلك اللحظة، ومع ذلك إذا شعرت أنك تتخذ موقفاً دفاعياً أثناء محاولتك الإجابة على هذه الأسئلة، أو واجهت صعوبة في الحصول على إجابة فقد يكون وعيك الذاتي بحاجة للعمل عليه قليلاً.

كيف تزرع الوعي الذاتي في نفسك؟

الوعي الذاتي ليس سمة شخصية لديك أو لا تمتلكها، على العكس من ذلك فإن الوعي الذاتي هو مجموعة من المهارات التي يمكن لمعظم الناس تعلمها وتحسينها، لكن الأمر يتطلب عملاً شاقاً، حيث يتطلب الأمر مزيجاً من اليقظة والالتزام بالتأمل الذاتي وقوة الإرادة.

تجدر الإشارة إلى أن النرجسيين والأشخاص ذوي السمات الشخصية النرجسية سيواجهون صعوبة بالغة في إدراك الذات حقاً، فبالنسبة لهؤلاء الأشخاص يكاد يكون من المستحيل تصور كيف يراهم الآخرون.

وهنا بعض الأساليب لتعلم كيفية أن تكون أكثر وعياً بنفسك:

أولاً: استمر في طرح الأسئلة الصعبة

يمكنك تكوين مجموعة الأسئلة الخاصة بك، كقاعدة عامة فإن أسئلة “ما” هي أكثر فاعلية في بناء الوعي الذاتي من أسئلة “لماذا”، حيث تميل أسئلة “لماذا” إلى تعزيز التفكير السلبي الحلزوني لأن معظم الناس لا يستطيعون الوصول إلى الدوافع التي يبحثون عنها؛ من ناحية أخرى تظهر أسئلة “ماذا” لتعزيز الموضوعية، ومساعدة الناس على التفكير إلى الأمام (بدلاً من الخلف).

ثانياً:  تعزيز اليقظة

هناك عدد من الطرق لتطوير اليقظة، بما في ذلك:

– التأمل أثناء المشي.

– جلسة التأمل.

– الأكل اليقظ.

– الحركات الواعية.

– تلمس الجسم.

– رسم خرائط الجسم.

ثالثاً: اذهب إلى العلاج

المعالج هو محترف تم تدريبه على مساعدتك في أن تصبح أكثر وعياً بنفسك، تماماً كما لو كنت توظف مدرساً للبيانو إذا كنت تريد تعلم العزف على البيانو، فلماذا لا توظف معالجاً للمساعدة في زيادة معدل الذكاء لديك؟

العلاج المعرفي السلوكي هو نهج علاجي يركز على كيفية تغيير أفكارك يمكن أن يغير مشاعرك، يمكن أن يكون فعالاً بشكل خاص في تطوير الوعي الذاتي.

رابعاً: تدرب على الاستماع

الاستماع هو مجموعة مهارات يمتلكها الكثير من الأشخاص المدركين لذواتهم، وفقاً للجمعية الأمريكية للإدارة العامة FTR: الاستماع ليس مرادفاً للسمع، أكثر من مجرد السماح للأصوات بالوصول إلى أذنيك، فإن الاستماع يتضمن في الواقع هضم ما يقوله شخص ما عاطفياً وعقلياً.

تدرب على الاستماع أثناء محادثتك القادمة مع شخص ما عن طريق الاتصال بالعين، وإيماء رأسك خلال اللحظات المناسبة، وإصدار أصوات التشجيع، وطرح أسئلة المتابعة المناسبة.

Report

Written by MONA AHMAD

What do you think?

Leave a Reply