in

أثر الحرمان العاطفي على المراهق

يشعر الانسان بالحاجة للعطف منذ مرحلة الرضاعة المبكرة حيث ينطلق كائناً عاجزاً في حياة قاسية يكون فيها بأمسّ الحاجة لعناية الآخرين به ورعايتهم له.

أعراض الرفض والحرمان العاطفي وآثارهما على المراهق 

قد يلجأ المراهق لإقامة عدد من الآليات الدفاعية المرضية عندما يعيش لسنوات طويلة وسط أهل يشعرونه بعدم رغبتهم بوجوده ، والواقع أن المراهق المرفوض يكتشف مبكراً أن الاشخاص الكبار حوله والرافضين له يتقبلون وجوده اكثر اذا سلك سلوكاً ملائماً لهم كتميزه بالمدرسة مثلاً غير أن المراهق المرفوض يعجز عن تشكيل اتجاه ايجابي نحو نفسه فالحب الذي يقدّم مشروطاً انما يشير صراحة الى تفاهة المحبوب وعدم قيمته ويشعر المراهق عندها انه مجبر على خوض معركة عنيفة تجلب له الاستحسان والقبول أو تدفع عنه الاحساس بالرفض واحياناً تتخذ تلك المعركة صيغة تهديم الذات فينسحب ليتجنب المواجهة التي تشعره انه مرفوض ،او يؤدب المراهق نفسه ليبدو طيباً جداً او يثور بصمت فيرفض الطعام وبعض الاوامر بعناد وذلك لجذب الانتباه فهو يفضل ان يتخذ موقفا سلبيا على ألا يثير الانتباه على الاطلاق.

الاعتبارات التي توضح مشكلة الرفض والحرمان

هناك العديد من الاعتبارات التي يجب ان نلاحظها لتتوضح لنا مشكلة الرفض والحرمان العاطفي واهمها :

تنوع الاستجابات للرفض والحرمان 

لابد من التمييز بين الرفض والحرمان فعلى حين يشير الحرمان الى غياب الاثارة يتضمن الرفض ضربا من المعاملة الشديدة او القاسية وبالتالي فهو لايخلو من الاثارة ومن المؤكد ان المراهق المحروم من العطف الوالدي يعيش فراغا عاطفيا يؤدي الى ضرب من التجمد الشعوري او التلبد في الاستجابة العاطفية هذا اضافة الى معاناته للرفض اما المراهق المرفوض فقد لايعاني فراغا عاطفيا الا ان المشاعر الغالبة لديه اقرب الى التعاسة منها الى السعادة نظرا لعدم رغبة الاهل به ونبذ الاخرين له .

ويختلف الطفل المرفوض عن الطفل المحروم في أن الأول يبقى على احتكاك بالراشد على الرغم من النتائج السلبية لهذا الاحتكاك ومامن شك في انه من المفيد للمراهق ان يعيش في جو تغلب عليه مشاعر الرفض من ان يعيش في جو خال من الاثارة فالرفض على مافيه من سلبية يتضمن قدرا من الانتباه ومن تقدير المراهق المرفوض اما في الحرمان فلا وزن ولاحساب للمراهق اطلاقا .

أثر الرعاية الوالدية 

 تمت المقارنة بين اطفال صرفوا الاعوام الثلاثة الاولى من حياتهم في مؤسسات لرعاية الاطفال واطفال نشؤوا في اسرهم فظهرت في اطفال المؤسسات الصفات التالية

1- ضعف الميل للانخراط في الفعاليات بينما كانت الفئة الاخرى من الاطفال اكثر رغبة في القيام بالنشاطات والفعاليات الاجتماعية.

2- ضعف القدرة على اقامة العلاقات الاجتماعية العفوية .

3- الخمول والى حد ما الضياع الهدفي وصعوبة الاستمرار في اكمال المهمة الموضوعة.

4- النظرة السلبية الى الآخرين وعدم الثقة بهم.

 فقدان الثقة بالنفس 

يفقد عادة الناشئ الذي يعاني من الحرمان العاطفي والرفض الثقة بنفسه والاحساس بقيمة وجوده ويتسم سلوكه بالتراجع والتردد والحذر وقد يبدي ضربا شديدا من التنافس كما لو انه بحاجة لتاكيد ذاته بسباقه مع الاشخاص الاخرين وليس من المستبعد ان يحسد المراهق المحروم او المرفوض رفاقه ويغار منهم ويتمزق إن أعار الناس اهتماما كبيرا لأحدهم فنجاح الآخر ومديحه يشكلان تهديدا مباشرا للمراهق المرفوض او المحروم ويعززان إحساسه بالضعف والتفاهة ويزيدان من شكه بامكاناته الخاصة .

الكآبة 

 نجد معظم المراهقين الذين نشؤوا مرفوضين يحملون الكثير من الكآبة ولايسلم من اعتاد الخضوع والمساومة من مشاعر الكآبة وان كان لا يدركها .

الحساسية للنقد 

تظهر في سلوك المراهق الاثار اللاحقة لمواقف الرفض خلال فترات العمر المبكرة فتحذير بسيط من جانب المعلم يثير في المراهق المرفوض جرحاً عميقاً في حين يتقبل اقرانه التحذير نفسه بروح نقدية سمحة.

من هنا نجد ان لحرمان المراهق من ابويه لاي سبب كان أو رفض أحدهما له يترك آثاراً سلبية جداً في حياة المراهق وشخصيته.

Report

Written by Yola Othman

What do you think?

Leave a Reply