in

أساليب تربية العواطف ودور المدرسة فيها

العواطف مكتسبة فهي تنشأ من الخبرات التي يعانيها المرء في حياته سواء في طفولته أو مراهقته أو بعدها.

فالطفل الصغير يمر بخبرات عديدة متكررة في علاقته بعائلته ، يشعر من خلالها أن أمه تلبي حاجاته وتزيل عنه الآلم ، فهي تطعمه عندما يجوع وتنظفه وتلبسه وتداويه…….الخ. وهكذا يقترن حضور الأم بتلبية حاجاته وارتياحه وسروره ، فيأخذ بالميل للبقاء معها والانزعاج من غيابها ، وتبدأ عاطفته نحوها بالتكون ثم تنمو وتتكامل من خلال استمرار العلاقة الودية والخبرات السارة والأمر نفسه يصح في عالم المراهقين أو الراشدين.

ويرتبط نشوء العاطفة بدوافع صاحبها ، فدوافع الجوع والعطش والجنس والاجتماع وغيرها إذ تدفع صاحبها للقيام بالسلوك الذي يروي حاجاته من الطعام أو الشراب أو الجنس أو الاجتماع بالآخرين أو غيرها حيث تضعه في ظروف ومواقف تنمي لديه المشاعر العاطفية نحو بعض الموضوعات دون غيرها.

نمو العواطف :

تنمو الحياة العاطفية كغيرها من جوانب الحياة النفسية ، فتزداد غنى واكتمالاً حتى تصل بعد المراهقة إلى نضج نسبي يتميز بالاستقرار على بعض الموضوعات.

تكون عواطف الطفل في طفولته المبكرة ذاتية الموضوع ، تدور حول ذات الطفل وحاجاته ، تأخذ هذه العواطف الذاتية بالنمو باتجاه الأشخاص والأشياء ، فيبدأ بحب أمه وأبيه والمحيطين به ، وتنمو عواطفه نحوهم من خلال الخبرات الانفعالية المشتركة ، ويكون لهم دور هام في انتقاله إلى الخروج من دائرة الذات.

أما بالنسبة للوضع العاطفي بالنسبة للمراهقين يتميز بغنى محتواه إذ ما قورن بما كان عليه في الطفولة ، إذ تتعدد فيه العواطف والميول وتتنوع ، وتبحث عن الارتواء بأساليب أذكى. بالإضافة إلى بروز الدوافع نحو الجنس الآخر ، ونشوء عواطف الحب التي قد تصل إلى درجة الهوى.

وتبرز في حياة المراهق الميول المتنوعة نحو عدد من الأعمال والأشياء ، ومن هذه الميول الميل للقراءة ولاسيما قراءة قصص البطولة وتراجم العظماء.

ومن جهة أخرى يلاحظ أن اختلاف عواطف المراهق عن عواطف الطفل لا يكون شاملاً. فقد دلت دراسات كثيرة أن المراهقين يحتفظون ببعض ميولهم التي كانت عندهم في اعمار سابقة.

                                                                          

أساليب تربية العواطف ودور المدرسة فيها :

كما ذكرنا سابقاً العواطف تكتسب وتنمو من خلال الخبرات التي يعانيها الفرد وتفاعله مع العوامل الذاتية والاجتماعية، وعندما يكتمل نموها تصبح عاملاً في توجيه سلوك صاحبها ، لدرجة أنها تسيطر على الشخصية وسلوكها إذا بلغت حد الهوى.

وللمدرسة دور مهم في توجيه عواطف الناشئة ونموها من خلال تكوين العواطف المناسبة باستخدام  بعض  الاستراتيجيات ، ومن هذه الاستراتيجيات :

توجيه النمو العاطفي نحو الغيرية والمثل :

من مشكلات النمو العاطفي استمرار التمركز على الذات ونمو الأنانية ، وهنا تكون مهمة التربية أن تساعد في تنمية حب الأخرين إلى جانب حب الذات ، فهذا يعمل على نمو عواطف تقدير الجماعة والحياة الاجتماعية والتعاون وغيرها من صفات العلاقات الاجتماعية الإنسانية المتطورة.

مراعاة عواطف الناشئ :

يحتاج الطفل والمراهق إلى عطف الآخرين والتعاطف معهم ، إذ يساعده توفير ذلك في اطمئنانه ومتابعة نموه العاطفي ، وهذا لا يقتصر على الوالدين والحياة الأسرية فقط بل ينبغي استمرارها وتوفيرها في حياة المدرسة.

تعديل العواطف :

في كثير من الأحيان تنشأ لدى الطفل أو المراهق بعض العواطف الشخصية أو الميول غير الملائمة لتكيفه مع نفسه أو مع المجتمع ، كأن تنشأ بفعل دافعه الجنسي ومثيراته المحيطة  به عواطف حب لا تناسب العمر الذي هو فيه ، حيث تدفعه نحو سلوك يرفضه مجتمعه ، ففي هذه الحالات وأشباهها تتدخل التربية العاطفية لتعديل مجرى هذا النمو العاطفي غير الملائم وفق الاتجاهات والأساليب التالية :

  • تحويل العاطفة نحو موضوع آخر :

في هذه الحالة لا يواجه الطفل بالضغط أو الإكراه للتخلي عن عاطفته وإنما يواجه بإدخال موضوعات آخرى مثيرة تلبي حاجاته بين الحين والآخر مما يدفعه بالتدريج إلى الميل والتخلي عن موضوعه الأول.

  • استبدال العاطفة بآخرى تحل مكانها :

كتحويل الكره لموضوع معين أو الغيرة منه إلى حب أو ميل إيجابي له.

وبالطبع إن لهذا التحويل النوعي للعاطفة أساليب خاصة تندرج ضمن أساليب الأرشاد النفسي منها :

  1. تعديل السلوك العاطفي
  2. تصعيد العواطف
  3. استخدام الدوافع والعواطف القائمة لتكوين العواطف المرغوبة.
  4. توفير المجال الخبري المناسب.

Report

Written by Hya H Maklad

What do you think?

Leave a Reply