in

الآثار الإيجابية والسلبية للتلفزيون

يعتبر التلفزيون سلاحاً ذو حدين فهو  إيجابي إذا استخدم وفق أسس عقلانية تربوية وسلبي إذا استخدم وفق مقاييس بعيدة عن التنشئة السليمة وفي كل الأحوال ينشأ الطفل وفق الأسس التي يتربّى عليها.

التلفزيون المربي الأول

إنّ اهتمام الطفل بالتلفزيون يجعله من أهم وسائل الاتصال تأثيراً في سلوكهم وتنشئتهم حيث أكدت منظمة اليونيسف أنّ التلفزيون أصبح المربي الأول فلا البيت ولا المدرسة بقي لهما تلك السيطرة التقليدية في مسألة التنشئة بعد أن حلّ الضيف الجديد مكانهما.

من ميزات التلفزيون قدرته على نقل الخبرة والمعرفة في سن مبكرة قبل غيره من الوسائل كما أنه يحتوي على كافة مميزات الوسيلة السمعية والبصرية وبهذا يمكن أن يقدّم المعلومات التي يصعب نقلها إلى ذهن الطفل عن طريق الكتاب أو الصورة أو الصوت كما أنّ الطفل يرى على الشاشة الصغيرة مناظر خارجية أبعد من حدود البيت والبيئة المحيطة وبالتالي يفتح أمامهم نافذة على العالم الواسع فيكتشفون أعماق المحيط ويستطلعون أركاناً بعيدة من الدنيا.

الآثار الإيجابية للتلفزيون

يساعد التلفزيون على الإسراع في نمو عقول الأطفال بما يعرّضه لمجالات جديدة من المعرفة كما يفتح المجال لإثارة موضوعات حيوية تناقش فيما بعد على مختلف الأصعدة كما انه يساهم في تقريب الطفل إلى البيئات البعيدة مثل الصحراء ويفسر بعض الظواهر الطبيعية كالبراكين وينقل التراث الحضاري والمكتشفات الجديدة إلى الطفل كما يؤثر في مفهوم الأطفال حول الوظائف والأعمال ويثري معلوماتهم عنها ويساهم في تعليم المهارات الجسدية كما يعد التلفزيون أداة مثيرة ومشجعة للنمو اللغوي حيث يقلل من الفروق في القدرة اللغوية بين الأسر ذات المستويات المختلفة كما يجد معظم الأطفال في برامج التلفزيون الراحة والاسترخاء والهرب من المشاكل الملحة وله دور كبير في زيادة التسلية بما يبث من قصص وحكايات ومسابقات تحقق الطموح وتلبي الرغبات كما يساهم ببرامجه الثقافية في بناء الشخصية وإذكاء روح التضحية والفداء.

الآثار السلبية للتلفزيون

إن المسلسلات التلفزيونية العنيفة تولد العنف لدى الأطفال وتتفاقم المشكلة في مسلسلات العنف المبطن بالخيال حيث يجلس الأطفال بكامل انتباههم لمشاهدة شلال من الصور المتلاحقة المتسمة بالمواقف الحاسمة والشخصيات المتصارعة ضمن هدير لا ينتهي من الموسيقا الضاجة التي تضيف إلى العنف عنفا.

إن الطفل يتفاعل مع الإعلانات التلفزيونية وأغلبها يقدم باللهجة العامية فتجعل الأطفال مستهلكين بالفطرة والإعلانات التجارية تزعج الكثيرين لتضمنها الإغراء والإغواء ولنجاحها في إقناع الأطفال بشراء سلع جديدة لا ضرورة لها.

إن التلفزيون يؤخر النوم وينقص الوقت المخصص للواجب المدرسي ويقتطع من وقت اللعب ومن المعروف أن اللعب يبث روح الجماعة في روع الطفل ويغرس معنى الاجتماع والمشاركة الجماعية وهذا يمنحه الخبرة اللازمة للتعامل مع الآخرين والانخراط في مجتمعات جديدة دون عناء.

بسبب آثاره الجسدية والفيزيولوجية والنفسية يكاد التلفزيون أن يكون من أخطر أنواع التلوث وأشدها إيلاما وأكثرها تغلغلاً في النفوس كما أن جلوس الطفل لساعات طويلة أمام التلفزيون يؤثر على قوة إبصاره ويعرض صحته للخطر.

قد تكون اللغة المستخدمة في بعض برامج الأطفال ضعيفة المستوى كما أن الإنتاج المقدم في تلك البرامج يكون في الغالب بعيد عن الحقيقة بالإضافة إلى أن هذه المواد المقدمة قد تعمل على اهتزاز القيم والمفاهيم وتغيير أنماط السلوك والحياة.

أخيرا لابد من الاعتراف بأن الإعلام التلفزيوني يمتلك طاقات هائلة ويجب أن يهدف إلى بناء الإنسان فكرياً وعلمياً وسلوكياً ونشر الوعي التنموي والتربوي ولا يعتبر التلفزيون أفكاراً ثابتة بل هو حقيقة اجتماعية تختزن تاريخ المجتمع وتجسد تقاليده وتتطور بتطور الحياة وتنوع الحاجات الإعلامية والترفيهية.

Report

Written by Carla Obied

What do you think?

Leave a Reply