in

الأرق ومشاكل النوم

النوم عملية فيزيولوجية حيوية مهمة جداً في حياة الإنسان وعند التمتع بنوم هادئ ومريح يستعيد الإنسان طاقته وقدرته ونشاطه الجسمي والعقلي والنفسي ولكن هناك الكثير من الاضطرابات التي تصاحب عملية النوم منها الأرق وضيق النفس والكوابيس والمشي أثناء النوم كما أن هناك الكثير من الأمور التي تؤدي إلى قلة النوم منها المخدرات والخمور والكافيين والأدوية والمنبهات حتى أن أدوية الأرق قد تسبب للمريض مزيداً من القلق فضلاً عن إدمانها.

يعتبر النوم حالة غير واضحة تمتاز بالسكون النسبي وعدم الاستجابة الواعية للمنبهات بشكل كاف والإنسان يحتاج إلى النوم بصورة طبيعية وقد تكون وظيفة الحلم هي منع الرغبات اللاشعورية من إقلاق النائم وإيقاظه.

هناك نوعان من النوم هما النوم العادي والنوم الذي تصاحبه الأحلام حيث يحرك النائم جفون عينيه بسرعة دون أن يفتح عينيه وفي هذا النمط من النوم تكون موجات المخ بطيئة والنوم الذي تصاحبه الأحلام يساعد الدماغ على تنظيم أحداث وتجارب اليوم السابق تماماً كما يفعل العقل الالكتروني.

والجزء المسؤول عن النوم هو مركز في المخ في المهاد وهو الذي يقوم بتنظيم حالة النوم واليقظة.

الأرق أو السهاد

هي حالة انعدام النوم حيث لا يحتاج الشخص إلى مغالبة النعاس بل يبقى ساهراً طيلة الساعات التي ينام فيها الآخرون أي ساعات الليل وتوصف حالته بالأرق إذا كانت مزمنة حيث يعجز صاحبها عن النوم فيقضي ليله كله أو بعضه مؤرقاً وبذلك لا يدخل ضمن اضطراب الأرق الحالات الطارئة التي يعجز فيها الشخص عن الاستغراق في النوم.

تعتبر حالة الأرق من الشكاوى المتكررة في السن المتقدمة أي لدى كبار السن الأمر الذي يعطي شعوراً بالتعب والإرهاق في النهار.

أعراض الأرق

الأرق قد يصاحب كثيراً من الاضطرابات النفسية أو الآلام الجسمية والعقلية مثل انشغال البال والإحساس بالتعب والإرهاق أو الجوع والعطش.

أسباب الأرق

لا يعتبر الأرق اضطراباً واحدا بل هو ناتج عن مجموعة من الاضطرابات المترابطة وهي:

  1. الاضطرابات عضوية المنشأ أي التي ترجع إلى أسباب عضوية عصبية أو فيزيولوجية.
  2. اضطرابات النوم غير العضوية والتي ترجع إلى أسباب نفسية.
  3. التعود على تعاطي الخمور والمخدرات والأدوية المنومة والمهدئة وبالتالي يعتاد الشخص عليها ويصيبه الأرق في حال عدم استخدامها.
  4. الشعور بالوحدة والانعزالية.
  5. التقدم في السن حيث يواجه المسنون صعوبة في الاستغراق في النوم.

علاج الأرق

يعتبر الاعتماد على العقاقير المسببة للنوم من العادات السيئة حيث أن الاعتماد على الدواء يصبح إدماناً بحد ذاته ويؤدي إلى الأرق وليس إلى العلاج لأن هذه الأدوية قد تسبب بعض المتاعب في عملية التنفس أو انقطاع النفس.

لا تعتبر المهدئات علاجاً ناجحاً للأرق للمرضى في كافة الأعمار وخاصة للمرضى كبار السن بسبب آثارها الجانبية وعلى الرغم من ذلك فإن الكثير من دور إيواء العجزة تستخدم المهدئات في كل ليلة حتى للمرضى الذين لا يعانون من الأرق.

يعتبر هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدة الصنوبرية و الذي يقلّ إفرازه مع التقدم في العمر منظماً للنوم وقد حقق قدراً من النجاح لعلاج الأرق.

هناك بعض حالات الأرق يتم تدريبها على الاسترخاء لمساعدتها على الاستغراق في النوم وتكوين عادات جيدة فيما يتعلق بالنوم مثل الاستيقاظ في ساعات محددة كل يوم وتحاشي ممارسة بعض الأنشطة قبل النوم وعدم الذهاب إلى الفراش إلا عند ساعة النوم نفسها وفي حال عجز الشخص عن النوم من المفترض ترك غرفة النوم والذهاب إلى غرفة أخرى.

أخيراً يعتبر العلاج السلوكي أكثر فائدة من أي نوع علاجي آخر ما لم يكن هناك مشاكل عضوية تستلزم استخدام الأدوية بالإضافة إلى تصويب الأفكار والتوقعات الخاطئة حول النوم.

Report

Written by Karmen Barakat

What do you think?

Leave a Reply