in

الإنسان والروبوتات

لقد احتاج الإنسان منذ قديم الأزمان إلى الآلات والأدوات التي تساعده في مختلف الأعمال، لما لها من دور في مساعدته على عمل وإنجاز أشياء لا يستطيع القيام بها منفرداً.

فلكي يتمكن من إدخال المسمار في الحائط فإنه يحتاج إلى مطرقة، ولكي يصنع قطعاً من لوح الخشب عليه أن يستخدم المنشار وغير ذلك من الأدوات.

ولكي يقطع المسافات البعيدة اخترع السيارة أو الدراجة أو الطائرة وغيرها الكثير من الآلات لقد حدث الانتقال من الأداة إلى الآلة ومن الآلة التي تعمل بواسطة الإنسان إلى الآلة التي تعمل بنفسها.

ثم اتجهت الاختراعات نحو صنع آليات وظيفتها القيام بأعمال كان الإنسان يقوم بها وتتصف هذه الآلات بأن لها شكل الإنسان ومظهره.

فكانت النتيجة ظهور الرجل الحديدي الذي يقوم بفتح الأبواب وإغلاقها، وما لبث أن نشأ جيل جديد من الأشخاص الميكانيكيين مثل قارع الطبول وعازف الناي والكاتب وغيرهم الكثير.

ولكن هؤلاء الأشخاص الآليين كانوا ذو أهمية محدودة من الناحية العلمية حيث أنّ الفائدة التي يجنيها الإنسان من استخدامها ليست بالفائدة الكبيرة فلا يوجد شخص ميكانيكي قام بالمهمة المطلوبة منه بحيث يتمكن من الحلول  مكان الإنسان الحي.

ما هو الروبوت؟

الروبوت عبارة عن آلة مبرمجة تقوم بأعمال محددة دون أي تدخل للإنسان وكمثال على ذلك ابتكار سيارة مبرمجة تقوم بالوقوف لوحدها وتسير لوحدها دون وجود سائق بشري يقودها فهي عندئذ روبوت.

مثل سيارة ستانلي هذه السيارة الروبوت التي برمجها وبناها فريق ستانفورد، وقد شاركت هذه السيارة في سباق داربا الأكبر الذي جرى في العام 2005م وربحت بعد أن قطعت مسافة 22.4 كم لوحدها في الصحراء دون تدخل أي سائق بشري.

منشأ كلمة روبوت

لقد كان أول من استخدم كلمة روبوت هو الأديب التشيكي كارل بيك وذلك في روايته الشهيرة “روبوت روسوم العالمي” التي كان قد نشرها في عام ١٩٢١م في مدينة براغ في ألمانيا.

وقد صوّر لنا في هذه الرواية الروبوتات كخدم للجنس البشري والتي يمكن إنتاجها في المصانع والمعامل بسرعة كبيرة وبتكلفة قليلة.

والكلمة روبوت مأخوذة من الكلمة التشيكية Robota والتي تعني العمل الشاق أو العامل المجبر وكلمة رابوطو التي أطلقت على الروبوت ذات أصل عربي فهي مأخوذة من كلمة الرباط وهو المواظبة على الأمر ولا شك في أنّ الروبوت هو أكثر الآلات مواظبة على العمل حتى أكثر من الإنسان نفسه فهو لا يشعر بالتعب أو الملل.

متى نحتاج إلى استخدام الروبوتات؟

إن كون الروبوت آلة فهذا لا يعني أنه لا يقع في الخطأ، بل قد يخطئ أحياناً نتيجة عدم قدرته على التصرف والتعامل مع الظروف المتغيرة.

والإنسان قد يكون بحاجة إلى استخدام الروبوتات في الحالات التالية:

1.  في حالة الإنتاج الكبير والمستمر.

2.  يحتاج الإنسان الروبوت لإطلاقه إلى الفضاء الخارجي وسبر أغواره   والتعرف على الكواكب وأعماق الكون.

3.  يستخدم الروبوت في حالة تشابه المنتجات والقيام بنفس عمليات التصنيع.

4.  يستخدم أيضا للقيام بالمهام الصعبة والخطرة كنقل المواد الكيميائية الخطرة.

5.  يستخدم الروبوت لتنفيذ الأعمال الدقيقة المضبوطة على مسافات محددة مثل تصنيع معالجات الحواسيب.

قوانين الروبوت

لقد قام كاتب الخيال العلمي إسحاق أزيموف باقتراح أن تجري برمجة الروبوتات بحيث يلتزم بالقوانين والمبادئ التالية والتي أطلق عليها اسم قوانين الروبوتات:

1.  يجب أن لا يتسبب الروبوت في حدوث أي أذى للإنسان البشري.

2.  يجب أن يطيع الروبوت أوامر الإنسان البشري إلا إذا تعارضت مع القانون الأول.

3.  يجب أن يدافع عن نفسه إلا إذا تعارض هذا مع القانونين الأول والثاني.

4.  إذا استخف الروبوت بهذه القوانين سوف يعاقب.

إنّ الروبوتات آلات عديمة الحياة مع أنها تتصرف كأنها حية  ولكنها في الواقع لا حياة فيها صحيح أنها تستطيع استخدام الطاقة للتحرك لكنها لا تستطيع الحصول على تلك الطاقة ذاتيا بل تعتمد على الإنسان ليوفرها لها كذاك فإنّ الروبوتات لا تنمو ولا تكبر ولا تتوالد وهي بدون صيانة منتظمة لن يستمر وجودها طويلاً.

Report

What do you think?

Leave a Reply