in

الجنة في الأساطير القديمة

تعددت الأساطير والروايات حول الكون ونشأته والإنسان وخلقه وحياته بعد الموت فالحضارات القديمة غنية بالكثير من القصص والروايات.

الجنة في بلاد ما بين النهرين القديمة

تبدأ أساطير الخلق في بلاد ما بين النهرين القديمة عادةً بفصل السماء عن الأرض  مما أدى إلى ظهور كون من ثلاثة طوابق يتضمن السماء من فوق والأرض في الوسط والعالم السفلي في الأسفل.

حيث تسود الآلهة السامية في السموات كجمعية أو مجلس بينما تشكل الأرض عالم البشر الفانين والغرض منها هو خدمة الآلهة من خلال تزويدهم بالمساكن المقدسة والطعام والجزية كما يسكنها آلهة وشياطين يلعبون دوراً في السحر وعند الموت ينزل البشر إلى العالم السفلي وهو أرض كئيبة لا عودة منها.

في ملحمة جلجامش وهي سلسلة من الأساطير السومرية والأكادية عن أوروك ملك مدينة بلاد ما بين النهرين بحث جلجامش عن الخلود ولكن دون جدوى وتقول ملحمة جلجامش أن الآلهة خلقت البشر وخصتهم بالموت واحتفظوا هم بالحياة. 

كانت العلاقات الجيدة مع السماء تعتبر ضرورية لرفاهية الأحياء حيث نصت النصوص الخاصة ببلاد ما بين النهرين على  تمييز التأثير الملحوظ للسماء على الشؤون البشرية والتعامل  معهم.

الجنة في الحضارة المصرية القديمة

كان التركيز في الحضارة المصرية القديمة بشكل أكبر على دور الحاكم كضامن للعلاقات الصحيحة مع السماء وهو ما ميز الحضارة المصرية القديمة طوال تاريخها البالغ ثلاث آلاف عام  حيث تقاسم الملك مع إله الشمس رع وإله السماء حورس مسؤولية الدفاع عن النظام ضد الفوضى ومنح امتياز الاستمتاع بالحياة المتجددة كجزء من الدائرة الكونية العظيمة.

صورت الجنة بشكل أسطوري على أنها البقرة الإلهية التي هرب إله الشمس على ظهرها من الأرض وصورت النصوص القديمة والعبارات المكتوبة على الأهرامات أن الحياة السعيدة أو الجنة خلقت للملوك فقط.

مفهوم الجنة في اليهودية القديمة

تماشياً مع أصولها في الشرق الأوسط  أصرت اليهودية القديمة في البداية على انفصال السماء عن الأرض ولم يكن لديها الكثير لتقوله عن احتمالية وجود حياة بعد الآخرة واعتبرت السماوات هي مكان الرب.

وهي مملكة واسعة فوق الأرض مدعومة بجلد صلب من الأحجار الكريمة المبهرة والتي تمنع المياه العليا من الاختلاط بالمياه الموجودة أسفلها و تم وضع الشمس والقمر والنجوم في السماء حيث تفتح النوافذ لإسقاط المطر أو الثلج أو البرد أو الندى من المستودعات السماوية.

توجت اليهودية القديمة الله  صانع السماء والأرض في أعلى نقطة في السماء حيث يدير شؤون مخلوقاته ومثلت العرش الإلهي على أنه مجموعة سماوية من الكائنات الشمسية والنجومية والملائكية حيث تشترك هذه الكائنات السماوية جميعها في العديد من الصفات مع آلهة الكنعانيين وبلاد ما بين النهرين لكنها التزمت بإله واحد يسمى الرب تخضع له جميع القوى وسائر المخلوقات في السماء وأيضاً على الأرض.

في اليهودية القديمة  كما في ديانات الشرق الأوسط الأخرى في تلك الفترة  كان للكون هيكل من ثلاثة طوابق أيضاً حيث سكن الله في السماء وكان حاضراً أيضاً في هيكل القدس الذي اعتبر آنذاك قصره على الأرض.

لكن تغيرت هذه الصورة بشكل كبير استجابةً للنفي البابلي وتم تدمير الهيكل الأول في عام 586 قبل الميلاد  حيث ترسخت فكرة أنه لا يجب أن يكون هناك حدُّ لقوة الله لتبرئة شعبه حتى بعد الموت.

انتشر الإيمان أيضاً بالحياة الآخرة السماوية في العصر الهيليني قبل الميلاد إضافة إلى قيامة الموتى وخلود الروح والتحول إلى ملاك أو نجمة وأصبحت الرحلات ذات الرؤى تشكل عنصراً أساسياً في الأدب الرؤيوي وأنتج الصوفيون اليهود تقاليد ثيوصوفية واسعة بشأن القصور السماوية والقوى الملائكية وأبعاد جسد الله.

Report

Written by Jaber Shareef

What do you think?

Leave a Reply