in

الخوف والقلق عند المراهقين

في مرحلة المراهقة تظهر بعض المخاوف وتختفي مخاوف أخرى ولاشك في أنّ المخاوف الجديدة تظهر بسبب التغيرات التي يفرضها النمو في هذه المرحلة.

بعض المخاوف العامة لدى المراهقين

يخاف معظم المراهقين الصغار من الأمور البسيطة التي يخاف منها الأطفال كالحيوانات والمواقف المؤلمة والجروح والظلام والمخلوقات الخيالية كالأشباح بينما ترى المراهقين في سن أكبر قليلاً تتمحور مخاوفهم حول الحصول على العمل والإعداد المهني والمشكلات المدرسية والاجتماعية.

وهنا يجب التمييز بين القلق والخوف فليس من الضروري عندما تعتري المراهق مخاوف معينة أن يكون خائفاً بل هي مخاوف لاتتجاوز مرحلة القلق.

ويتعلم المراهق منذ الطفولة أساليب إخفاء مخاوفه ومن سبل إخفاء الخوف ، الغضب وهناك الكثير من التداخل بين الخوف والغضب في الحياة اليومية المراهق.

تعريف القلق

يشكل القلق جانباً مهماً من جوانب التأثيرات النفسية للمراهقة فالمراهق يعاني من القلق كضرب من الخوف والاكتئاب والاضطراب

والقلق هو عدم استقرار الفكر وهو حالة تنبعث من الفكر والشعور والتصورات المتناقضة مع توقعات المراهق عن نفسه.

دواعي القلق عند المراهقين

هناك دواعي عديدة للقلق أهمها:

الضغوط والمشكلات المرتبطة بالوجود الإنساني والمؤثرة في حياة الناس جميعاً

لا ترتبط بعض الشروط المولّدة للقلق بأيّ عمر وتبدأ جذورها في الصعوبات التي يواجهها الإنسان عند انطلاقته الأولى وبالتالي فالإنسان في كل المراحل العمرية كائن قلق على حياته ومصيره المجهول وحائر أمام المشكلات الكبرى التي يطرحها الوجود أمامه وهذا القلق الوجودي يبلغ ذروته في المراهقة.

عوامل ترتبط بفترة النمو عند المراهق

يتضمن النمو الإنساني بطبيعته عدداً من المآزق النمائية المولدة للقلق ومن المعلوم أنّ المراهق يصبو إلى الاستقلالية والتحرر من التبعية للآخرين على الرغم من وعيه المسبق لإمكاناته المحدودة في التحرر فهو مازال غير قادر على تأمين حاجاته بنفسه والتخلص من اتكاليته وتمتلك طبيعة الناشئ القدرة على الحب والكره معاً وهما اتجاهان يتعارضان ويتصارعان ويؤدّيان بالتالي إلى القلق ويتجلى ذلك بصورة واضحة في حالات الكراهية والغضب من الوالد المحبوب ومن المعلوم أن الوالد لايستطيع تحمل أعباء العناية بإبنه ووقايته وضبط سلوكه دون أن يجرّه إلى الغضب ويستفزّه بين الحين والآخر، وثمّة الكثير من الأمور المرتبطة بالنمو خلال المراهقة والتي تعمل على بعث القلق بصيغة التخوف من الحاضر والمصير المستقبلي المجهول.

كل هذا إضافة إلى النمو الجنسي للمراهق ومايحمله من تأثيرات كبيرة على عملية النمو الشاملة مما يولد الكثير من المشاكل والأزمات الداخلية المولدة للقلق.

وهناك مشاكل نمائية أخرى مولدة للقلق ترتبط بالفروق الفردية الضخمة بين المراهقين، ولاتقل خطط المراهق المستقبلية عن غيرها من مآزق النمو وخاصة إذا كان المراهق يخطط لمهنة لايملك القابلية اللازمة للنجاح فيها، ويزداد القلق إذا تصادمت الرغبات الفردية مع العوائق الاجتماعية وهوقلق يكاد يميّز مراهقي البلدان النامية.

المصاعب المرتبطة بالمشكلات والصراعات غير المحلولة في حياة المراهق والتي ترجع إلى طفولته المبكرة

هذا النوع من القلق المرتبط بفترات الطفولة يتخذ شكل الكآبة والتذمر من الوالدين والناس عموماً، ويؤدي هذا النوع من القلق إلى التقليل من أهمية المراهق في عين نفسه ولومها وفي كثير من الأحيان إلى الإحساس بالذنب نحو كل ما يقوله أو يفعله.

شيوع القلق عند المراهقين

لاتوجد دراسات تجريبية أو تحليلية حول مدى انتشار القلق بين المراهقين ومن الصعب جداً القيام بقياس دقيق أو حتى بتقدير مبدئي لذلك إلّا أنّه من الواضح أنّ الغالبية العظمى من المراهقين قلقة، ويمكننا الشك بقلق المراهق إن هو عانى من مشكلات شخصية أو تباطأ في تعلّمه أو رفض التحديات التي توجهها المدرسة والحياة.

وعلينا أن نواجه المراهق بواقعة تعرضه للقلق بدلاً من التعتيم عليها وإيهامه بأن الأمور على مايرام في الوقت الذي يتلهف فيه إلى المساعدة على حل الإشكالات الكبرى في حياته واختصار المسافة الهائلة الفاصلة بين التحقق والإمكان.

Report

Written by MONA AHMAD

What do you think?

Leave a Reply