in

الضوء وسلوك الإنسان

هل للضوء تأثير على سلوك الإنسان وتصرفاته ونشاطاته؟

تعتمد الحياة على ثلاثة أسس هي الهواء والماء والشمس إذا فقد الإنسان عنصراً منها يختل التوازن وتتعذر الحياة وللشمس دور كبير في تنظيم الحياة العملية للأفراد حيث يكدّ الإنسان طوال النهار ليخلد للراحة ليلاً وقد سارت على هذا النظام جميع المخلوقات تقريباً.

العين البشرية

تؤثر أشعة الشمس على تركيب العيون ولونها فتتميز عيون الشعوب التي تسكن في المناطق القريبة من أشعة الشمس بسواد العيون ووسعها أما البعيدة عن أشعة الشمس فتتميز بعيون ملونة أو شديدة الزرقة.

تكون العين البشرية حساسة لموجات الضوء التي لا تقل عن 350‪ ولا تزيد عن 750‪ جزءاً من بليون من الأمتار الضوئية كما تستطيع تمييز الطيف الشمسي وذلك بواسطة المستقبلات الموجودة في شبكية العين وتحتوي هذه الشبكية على حوالي 125‪ حتى 130‪ مليون مستقبل مهمتها استقبال الموجات الضوئية وإرسالها إلى المخ وبذلك يستطيع المخ تمييز الألوان.

لا تتصل المستقبلات بالدماغ مباشرة بل تعطي إشارات كهربائية إلى نوعين من الخلايا هما الخلايا ذات القطبين والخلايا ذات العقد وهما ما نسميها المستقبلات المخروطية والضوئية وللمستقبلات المخروطية قدرة على النظر في الإضاءة الجيدة ورؤية الأشياء الصغيرة والكبيرة بالتفصيل كما نستطيع تمييز الألوان بشكل واضح وتنقسم المستقبلات المخروطية إلى ثلاثة أنواع يمكنها تمييز الطيف الشمسي.  

تأثير الضوء على العمل والإنتاج

هناك دراسات عديدة أجريت لمعرفة مدى تأثير الضوء على إنتاج الأفراد إضافة إلى تأثيره على العلاقات القائمة بينهم.

وقد تبين أن إنتاج الأفراد يزداد عندما تكون هناك نسبة عالية من الضوء.

لذلك دأبت معظم الشركات على إنتاج مصابيح تحاكي ضوء الشمس لكن يبدو أن للضوء تأثيراً متبايناً على الأفراد من مختلف الأعمار فالضوء الساطع أكثر تأثيراً على الأفراد في سن 25 مقارنة بالأفراد ممن هم في سن 45.

وقد لوحظ أن ضوء المصابيح الساطعة يؤدي إلى انعكاسات عديدة على سطح الأجسام مما يؤدي إلى إرهاق العين وتعبها.

الضوء و الشاعرية

للمصابيح أثر على الراحة والهدوء والشاعرية فالأشخاص الجالسون حول منضدة عليها ضوء يكونون أكثر تفاعلاً، كما أن الضوء الخافت يضفي على المكان جواً من الشاعرية والفاعلية لهذا نجد الأماكن الليلية والنوادي تستعمل الأضواء الخافتة التي تريح الأعصاب كما أن وضع المصابيح على الحائط أو خلف الستائر يضفي على المكان راحة وهدوءاً وشاعرية.

أثر الأجهزة على العين

للأشعة الصادرة من التلفازوالموبايل والأجهزة المبرمجة التي تتميز بطول الموجات الضوئية أثر كبير على أعصاب العين ويؤدي جلوس المرء أمام تلك الأجهزة فترة طويلة وبمسافة قصيرة إلى تشبع العين بهذه الأشعة وعندما يغلق المرء عينيه يشعر بوجود هذه الأشعة التي تبقى فترة من الزمن ثمّ تتلاشى وهذه الظاهرة شبيهة بظاهرة التحديق في المصباح مدة طويلة.

الضوء والكآبة

يتكيف جسم الإنسان مع البيئة الخارجية والضوء أحدها وتلعب الغدة الصنوبرية دوراً مهماً في هذا التكيف حيث يزداد إفراز هرمون هذه الغدة كلما تلاشى النهار وقصر فيكون إفرازه في الشتاء أكثر من الصيف وتقاس حساسية المرء للضوء من خلال كمية الهرمون الذي يفرز فكلما زاد الهرمون أعطى الجسم إشارات للكآبة فمثلاً يشعر البعض بالكآبة عند الغروب بسبب ازدياد إفراز هرمون الغدة الصنوبرية.

علاقة لون الضوء بالسلوك

يختلف تأثير الضوء على سلوك الأفراد باختلاف الألوان فاللون الأحمر والبرتقالي يشعران الفرد بالحرارة والدفء أكثر من اللون الأزرق، أما اللون الأخضر فإنّه يعين الفرد على التركيز،واللون الأبيض له تأثير على شعور الأفراد.

Report

Written by Diana Maklad

What do you think?

Leave a Reply