in

العدوانية المتكونة عند الأطفال

جميعنا نحب لأطفالنا النجاح والتفوق والسلوك الجيد ولا نرغب بأن يكونوا عدوانيين وعنيفين مع أنفسهم ومع الآخرين ولكن علينا كأهل أن نعرف بأن طفلنا أمانة بين أيدينا فعلينا أن نعلمه منذ الطفولة أن يتحمل مسؤولية سلوكه ويثق بإمكاناته مدفوعاً بالتشجيع حسب طاقاته ومؤهلاته.

محملاً بالتعليمات الصحيحة فالحياة فيها الحب والكره ،الجيد والسيئ والعنف والعدوان والمحبة والسلام ويجب علينا أن نساعده للتخلص من العدوانية التي تظهر أحياناً ولأسباب عديدة.

الأسباب التي تجعل الأطفال عدوانيين

1- الأسر المتساهلة في التربية لسبب أو لآخر سوف يؤهلون أطفالاً يتهيبون المواجهة ويتهربون منها أطفالاً انهزاميين يضعفون أمام الأخطار ويهربون من مواجهتها.

2- إذا نشأ الأطفال في أسر قاست الكبت والحرمان فباتوا يعطون أطفالهم بلا حدود وهذا حال معظم العائلات اليوم فإنهم يعدون للحياة أطفالاً منطويين يعجزون عن الدفاع عن أنفسهم إذ إنّ أهلهم كانوا يلبون لهم كل طلباتهم بكل سهولة ويسر دون أي مواجهة أو ممانعة.

3- الغيرة وخاصة عند قدوم طفل آخر فهو يعتبره قد أخذ مكانه  في الرعاية والحب والاهتمام فأحياناً يضع الوسادة على وجه أخيه ويلعب معه بقسوة ويعنفه باللفظ ويصرخ بوجهه. وأحياناً يكون لعبه معه مؤذياً فالمكانة الاجتماعية لدى الطفل تلعب دوراً هاماً في نظرته لذاته.

4- الإحباط: إنّ وجود الإحباط يؤدي إلى شكل من أشكال العدوان وانطلاقاً من المشاهدات اليومية فإن الفشل الدائم والرسوب والتخلف الدراسي والنظرة الدونية لأعمال الطفل والسخرية الدائمة كلها تشعر الطفل بأنه لا قيمة له ولذلك يشعر بالإحباط وهذا ما يؤدي إلى أن يعنف نفسه والآخرين.

5- تطور وسائل التكنولوجيا وخاصة التلفزيونات والانترنت فقد طورت العنف ونمته وغذته في نفوس الأطفال وأخذت الجزء الكبير من عواطفهم وأحاسيسهم وجعلتها قاسية هشة بعيدة عن الترابط والحب والحنان.

6- تهجمات الوالدين على الطفل تؤدي إلى المزيد من السلوك العدواني فالوالدين اللذين غالبٱ ما يهددان الطفل ويلوحان له بأسوأ العواقب إن هو عصاهما يكون احتمال تنشئتهما لأطفال عدوانين أكبر من الأهل المتفهمين.

الذين يتبعون أسلوب الحوار مع الطفل ففي الحالة الأولى ينشأ الطفل وفي شخصيته حقد وكره على الجميع والعالم يعني له بيئة خطرة ومعادية ومنه ينشأ عنده اعتقاد بأنّ العدوان والعنف هما طريقه إلى العالم.

7- الخلافات بين الأهل وتربية الأبناء وهم بعيدين عن أي تواصل أو حوار أو قرب من أهلهم وذلك إما لأسباب نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية.

8- من الممكن أن يكون العنف عند الطفل هو رد فعل على عنف قادم من الخارج فيسقطه على الآخرين.

9- أحياناً يكون سبب العنف والعدوانية عند الطفل أنه يواجه عنفاً في الأسرة من الأب أو الأم أو الإخوة.

أخيراً يمكننا القول إنّ المشكلات التي يمكن أن يتعرض لها الطفل في سنواته الأولى تجعله ينتقي مجبراً السلوك الذي يراه مناسباً برأيه للدفاع عن نفسه فالعنف فطري وكامن عند الأطفال منذ ولادتهم ولكن في حدوده المعقولة التي تحفظ له البقاء ولكن عندما يتعدى لإيذاء الآخرين وأنفسنا وذواتنا فهنا يجب على الأهل الانتباه للطفل لمساعدته في التخلص من هذه المشكلة والقضاء عليها.

من خلال الحوار معه والصبر عليه وغرس بذور الخير ودعمه بالمحبة والمودة والأمان والثقة ورفع معنوياته وإعطائه الوقت الكافي للعب مع أقرانه بعيداً عن الكثير من المشاحنات و الملاحظات المباشرة التي تشعره بأنّه مقيد.

Report

Written by MONA AHMAD

What do you think?

Leave a Reply