in

العلمانية والفن في الإدارة

علم إدارة الأعمال هو علم ديناميكي مرن يتطور ويتغير حسب المعطيات والظروف العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهذا لا يعني بأنه علم كبقية العلوم التطبيقية لها قواعدها ونظرياتها الثابتة. 

حيث أنه مع تقدم وتطور التقنيات والاقتصاديات تعقدت النشاطات الإدارية والإنتاجية في المنشآت وتعددت الوظائف الإدارية لتشمل التخطيط والتنظيم والرقابة وإصدار الأوامر والتوجيه والتسويق وإدارة الأفراد والإنتاج والبحوث وغير ذلك.

إنّ تخطيط الموارد الاقتصادية المادية والبشرية في المشاريع الاقتصادية واستخدامها بكفاية إنتاجية عالية المستوى يتطلب الإلمام بالنواحي الفنية والطاقات الإنتاجية والمؤشرات الاقتصادية وبالبنية التنظيمية والسياسات التسويقية وبرامج البحث والتطوير وغيرها ليكون المدير قادراً على وضع خطة إنتاجية موضوعية.

 ترمي إلى تحقيق أهداف المنشأة وذلك بالاعتماد على أحدث  الطرق الاقتصادية التي تستند إلى البيانات الإحصائية والموديلات الرياضية والحواسب الإلكترونية في حل القضايا الإدارية والاقتصادية واتخاذ القرارات الرشيدة التي تعكس أهداف المؤسسة وإدارتها.

فالرقابة لن تتم بشكل صحيح سواء على احتياطي المخزون أو على اتخاذ القرار بشأن التوسع والتجديد ودراسة جدوى الاستثمارات  الجديدة دون أن يكون الإداري مسلحاً بالعلوم المتخصصة في المجالات الإدارية لاتخاذ القرار السليم الذي يحقق الهدف المطلوب

فإدارة الأعمال ليست علم فقط بل أيضاً فن يعتمد على الخبرات والقدرات الذاتية والمرونة وسرعة البديهة  إلى جانب المبادئ والقواعد ونتائج الأبحاث.

إن إدارة الأعمال تمثل وحدة العلم والفن وكلما كان المدير قادراً على الجمع بين هاتين الصفتين كان النجاح حليفه لأن المدير يقوم بإدارة العناصر المادية والبشرية التي تمثل محور العملية الإدارية فالإدارة تحتاج المزيد من العلوم في كافة الميادين النفسية والاجتماعية  وتحتاج أيضاً إلى دبلوماسية المدير في كسب رضا العاملين بتحقيق مصالحهم وتوفير مناخ ملائم للعمل من النواحي النفسية والصحية وغيرها.

تكمن فنية الإدارة أيضاً في محاولة الإداريين لتحقيق أفضل النتائج بأقل التكاليف مستندين إلى الخبرة في تحفيز الآخرين ورفع المعنويات وخلق جو من التفاعل بين العاملين والظروف البيئية والسياسية والاقتصادية بمعزل عن القواعد الإدارية واتخاذ القرارات بشكل سليم وسريع.

وبما أنّ الإنسان محور العملية الإدارية كان لابد من مراعاة عاداته وتقاليده التي تتحكم في سلوكه وألا ينظر للعامل على أنه آلة بمعزل عن المؤثرات النفسية والبيئية وهنا أيضاً تكمن فنية الإدارة في معالجة هذه المواضيع معالجة صحيحة وعلمية تخدم الفرد والمنشأة معاً.

هذا وقد تزايد اهتمام علماء الإدارة ببعض العلوم التطبيقية في ممارسة نشاطاتهم واتخاذ القرارات الإدارية وخاصة فيما يتعلق بالمسائل الحيوية للتطور التقني والاقتصادي على مستوى المنشأة أو حتى الاقتصاد الوطني لاستخدام النظام الأوتوماتيكي في الإدارة وكشف الأخطاء والإشارة إليها بغية تصحيحها.

كما أنّ الاعتماد على العلوم الإحصائية والرياضية والحواسيب الإلكترونية يساعد في وضع الخطط المستقبلية ويقدم لإدارات المشاريع الاقتصادية المؤشرات الضرورية لاتخاذ الإجراءات اللازمة مسبقاً.

لمواجهة القضايا التي تعترض تحقيق الخطط الاقتصادية المستقبلية وهذا دليل آخر على عمق علمانية الإدارة باعتمادها على القواعد العلمية في تسيير نشاطاتها الحاضرة والمستقبلية بفاعلية عالية.

فالإداري الناجح يجب أن يكون قادراً على الدمج بين العلمانية والفنية عن طريق الدورات التدريبية التأهيلية ومتابعة نتائج الأبحاث والدراسات العلمية التي تزيد من معرفته ومعلوماته وكذلك من خلال التجارب التي تحدث في مؤسسته أو في المؤسسات الأخرى.

فالمدير معني بمتابعة الدراسات النفسية والإدارية والاجتماعية التي تزيد من خبراته وقدراته في مواجهة المشاكل الإدارية وهنا نخلص إلى تعريف الإدارة على أنها فن تطبيق المعلومات والمبادئ العلمية مع الأخذ بعين الاعتبار التغيرات البيئية والاجتماعية والسياسية وتوجيهها لخدمة أهداف المشروع

Report

Written by Joseph Mardini

What do you think?

Leave a Reply