in

الموارد الاقتصادية واقتصاد المعرفة

تواجه الكثير من الدول مشكلة تتمثل في ندرة المتاح لديها من الموارد في الوقت الذي تتعدد حاجات سكانها وتتزايد بشكل مستمر وتبدو خطورة هذه المشكلة عندما نعرف أنّ هذه الموارد حتى في حالة زيادتها تنمو بمعدل يقلّ كثيراً عن معدل زيادة السكان وحاجاتهم.

الأمر الذي يدفع بالمجتمعات إلى البحث عن موارد تسهم في تلبية حاجاتها وإشباعها واستخدام المتاح لديها من الموارد بأكثر الطرق كفاءة من الناحية الاقتصادية أي الاستثمار الأمثل للموارد.

مفهوم الموارد الاقتصادية

المورد بشكل عام هو كل وسيلة نافعة وصالحة لإشباع حاجات إنسانية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وأصبحت الموارد مصدراً للثروة عندما اكتشف الإنسان أهميتها وتمكن من تطوير أساليب استغلالها.

أما الموارد الاقتصادية فهي نتاج أفكار الإنسان وما يترتب عليها من ابتكارات وتطبيقات  تهدف إلى إنتاج موارد جديدة وتتسم بعض الموارد بندرتها مما يتطلب تحقيق التنمية المستدامة.

أنواع الموارد الاقتصادية

1- الموارد الطبيعية : وهي كل ما تؤمنه الطبيعة من عناصر طبيعية يحتاجها الإنسان في بناء حضارته وبقائها كالماء والهواء والتربة والنبات الطبيعي والمعادن وعلى رأسها مصادر الطاقة كالنفط والفوسفات والحديد الخام وتتراجع كمية الموارد الطبيعية نتيجة الاستغلال المفرط والإهمال.

2- الموارد البشرية : وهي الإنسان وما يمتلكه من إمكانات جسمية وذهنية.

3- الموارد المصنعة : وهي الموارد التي تنتج عن تفاعل الموارد البشرية مع الموارد الطبيعية.

4- الموارد الاقتصادية والتنمية الاقتصادية : يتزايد اهتمام معظم الدول في الوقت الحاضر بالموارد الاقتصادية لأنها تشكل عنصراً بالغ الأهمية في عملية الإنتاج.

وبقدر ما يتاح من موارد لمجتمع ما يتحدد مستوى الرفاهية الاقتصادية إضافة إلى غنى الدول وفقرها في الوقت الحاضر لا يقاس فقط بما تمتلكه من موارد بل أيضاً بقدرتها على استغلال هذه الموارد بكفاءة لتحقيق (التنمية الاقتصادية).

أهمية الموارد في التنمية الاقتصادية  

تؤدي إلى زيادة موارد وثروات الدول إلى جانب زيادة الصادرات وبالتالي تحقيق الأرباح وزيادة الدخل الوطني وما ينتج عنه من ارتفاع معدلات الاستثمار ومعدلات التنمية الاقتصادية.

ولقد شكلت محدودية الموارد الاقتصادية من جهة وتعدد الحاجات البشرية من جهة أخرى أساساً لظهور علم الاقتصاد ونتيجة للتطور التقني الهائل والمتسارع ظهر ما يعرف باقتصاد المعرفة القائم على اكتساب المعلومات وتطويرها واستثمارها في التكنولوجيا لتعزيز التنمية الاقتصادية.

مما نجم عنه وفرة هائلة في الإنتاج وأصبح ممكناً عبر التوظيف الأمثل لعناصر الإنتاج والاستثمار الأفضل لتلك الموارد تلبية الحاجات البشرية المتزايدة.

اقتصاد المعرفة  

هو الاقتصاد الذي يوظف المعرفة أساساً في تقديم خدمات متجددة يمكن تسويقها وتحقيق الأرباح منها وتوليد الثروة إما بتحويل المعرفة إلى سلع وخدمات أو بتطوير السلع التقليدية عن طريق استعمال المعرفة والتقنية في الإنتاج والتسويق.

مرتكزات اقتصاد المعرفة

1- الابتكار: يستند إلى موارد بشرية مؤهلة ذات مهارات تقنية تعتمد ثقافة الإبداع والبحث والتطوير وربط مؤسسات التعليم بالمؤسسات الصناعية بغية مواكبة الثورة المعرفية المتنامية واستيعابها وتكييفها مع الاحتياجات المحلية.  

2- التعليم : العامل الأهم والأساسي في الإنتاجية والتنافسية الاقتصادية وهو الذي يوفر رأس المال البشري القادر على إدخال التكنولوجيا الحديثة في العمل.

3- البنية التحتية : المبنية على تقنيات المعلومات والاتصالات التي تسهل تبويب المعلومات والمعارف ونشرها وتبادلها.

4- الإدارة : وتعمل على التخطيط الجيد وتحقيق العدالة إلى جانب اتخاذ القرارات المناسبة  في الوقت المناسب مع سن القوانين التي تكفل حقوق المبدعين ضمن العمل المؤسسي.

Report

Written by Sami Alshofy

What do you think?

Leave a Reply