in

الوراثة البشرية

الوراثة هي علم يدرس طرق انتقال الصفات الخلقية والجسمية من اﻵباء إلى الأبناء عبر الجينات ،  كلون الشعر ولون العينين والطول والقصر ولون البشرة.

كما يمكن أن تسبب الطفرات الجينية توريث بعض اﻷمراض والمواهب ونسبة الذكاء ، ويمكن توريث المشاكل العينية مثل عمى اﻷلوان وقصر النظر وبعض أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي والسكري وأمراض القلب ، حيثُ يبحث  علم الوراثة في تأثير الجينات على الصحة ويعد أمراً هاماً في الوقاية من اﻷمراض.

تحتوي الخلايا البشرية على (46) كروموسوم وهي تعد مخزناً للمادة الوراثية وتكون على شكل (23) زوجاً كل كروموسومين معاً بشكل زوجي ، (22) زوجاً منها يسمى كروموسوم جسمي والزوج  (23)هو الزوج اﻷخير الذي يحدد جنس الشخص.

تحتوي البويضات عند اﻷنثى والحيوانات المنوية عند الذكر على نصف عدد الكروموسومات وعند التلقيح يعطي الحيوان المنوي 23 كروموسوم والبويضة أيضا تعطي 23 كروموسوم فيصبح مجموعها 46 كروموسوماً ،  فحدوث اضطراب في هذا العدد أو زيادة يؤدي إلى حدوث تشوهات عند اﻷجنة كحدوث متلازمة داون مثلاً ،  وإذا أصبح العدد 92كروموسوما فذلك يؤدي إلى وفاة الجنين.

تعد الجينات هي العامل المشترك في الصفات الموجودة عند اﻹنسان وإن عامل صبغي واحد موروث من أحد الوالدين يكفي لظهور أي صفة من الصفات الوراثية.

 أهمية علم الوراثة :

يهتم هذا العلم بالاكتشاف المبكر للاضطرابات  الوراثية واكتشاف العلاجات الجينية للتليف الكيسي والهيموفيليا وهو عدم تخثر الدم عند الجروح ويكثر عند الذكور ويقل عند اﻹناث ،  وتساعد الاختبارات التشخيصية من مساعدة الزوجين وتحذيرهم من أي مرض وراثي ينتقل إلى أبنائهم.

كما يمكن أن يساعد الحمض النووي البشري (DNA) على فهم وتكوين طبيعة اﻹنسان البشرية ويساهم في تحديد نسب اﻹنسان وأصوله.

وهو مهم أيضاً في القضايا الجنائية وتحليلات الطب الشرعي عن طريق إثبات اﻷبوة أو تحديد اﻷشخاص المشتبه بهم مع اﻷدلة البيولوجية.

كما أكدت دراسة بريطانية بأن الجينات الوراثية لها دور هام في مشاعر الشخص العاطفية ومدى إظهار تعاطفه مع اﻵخرين فهي تؤثر في السلوك والتواصل ، فالمقدرة على فهم مشاعر شخص آخر لاتعد أمراً يطوره اﻹنسان ولكن يعود نسبياً إلى الصفات الموروثة وإن انخفاض مستوى الحنية والعاطفة وعدم فهم مشاعر اﻵخرين هي أيضاً اضطراب بالجينات الوراثية وهذا يكون مؤهب لإصابة اﻹنسان بمرض التوحد.

يساعد علم الوراثة الشركات المصنعة لأدوية مرض السرطان على تحديد أهداف العلاج بشكل دقيق وتطوير العلاجات التي تستهدف الخلايا السرطانية المسببة لسرطانات الثدي التي يسببها الجين الوراثي ،  ويمكن تحليل الجينات أيضاً لمعرفة إذا كان الشخص سيتعرض لتأثيرات شديدة أو خفيفة عند استعمال بعض اﻷدوية المضادة للسرطان.

وعن طريق تحليل بعض الجينات يمكن أن نتنبأ بجرعة الوارفارين المضادة للتخثر ﻷن كمية زائدة من تناول هذا الدواء تسبب نزوفاً خطيرة بالجسم.

يمكن تشخيص الاضطرابات الوراثية قبل الولادة  نتيجة تقدم هذا العلم  ومنع حدوث المضاعفات وولادة عرق سليم خالي من اﻷمراض والتشوهات.

تطور علم الوراثة :

لقد تطور هذا العلم بفضل العالم غريفور مندل حيث استخدم زراعة نبات البازلاء لجمع البيانات حول انتقال الصفات الوراثية عبر الجينات السائدة،  مما مهد الطريق أمام باقي العلماء الذين جاؤوا بعده لدراسة هذا العلم وتطويره.

 توريث لون العينين :

يعتقد العلماء أن هناك ثلاثة جينات هي المسؤولة عن لون العينين وهي الجين المسؤول عن اللون البني واﻷزرق واﻷخضر، كما يعد لوني البني الداكن واﻷسود هما اللونين الشائعين عند أغلب البشر.

تتكون صبغة الميلانين بعد ولادة الطفل وهي مسؤولة عن سمرة البشرة ولون الشعر ولون العينين فإذا قل تواجد هذه المادة في العين يؤدي إلى التقليل من اللون البني فيصبح لون العين مائلاً للصفرة على خلفية زرقاء مما يؤدي إلى اكتساب اللون اﻷخضر ويمكن أن يتحدد اللون النهائي لعين الطفل بعد ستة أشهر أو سنة من الولادة.

يوجد لكل إنسان جين واحد فقط يحدد لون العينين ففي اللون البني تتكون صبغات داكنة وفي اللون اﻷزرق يقل إنتاج الميلانين.

إذا كان الوالدين لديهم عيون بنية فإن المولود يكون عينيه بنية وإذا كان لون عيني اﻷم واﻷب أزرق أو أخضر فإن لون عيني المولود سيكون أزرق أو أخضر، أما إذا كانت اﻷم عيونها زرقاء واﻷب عيونه بنية يمكن أن يولد الطفل بعيون زرقاء.

Report

Written by Fareed AL Kassem

What do you think?

Leave a Reply