in

تلوث الغلاف الجوي

للغلاف الجوي أهمية كبيرة في استمرار الحياة على سطح الأرض من خلال توزع نسب مكوناته.

ويحدث التلوث عندما يطرأ تغير على نسب الغازات والمواد المكونة له ، أو تدخل إليه مادة أو أكثر من المواد الضارة التي تغير في خواصه المناسبة للحياة ، وعلى الرغم من قدرة الغلاف الغازي على إعادة توازنه ( التخلص من المواد الضارة ) إلا أنه يعجز عن ذلك عندما تزداد كمية الملوثات عن قدرته على التخلص منه.

توجد هذه المواد الضارة معلقة في الجو بصورة ( صلبة أو سائلة أو غازية ) بنسب متفاوتة ، وقد تكون على شكل أشعة ضارة.

تشكل البراكين أهم مصادر التلوث الطبيعي للغلاف الجوي بما تطلقه من غازات ومقذوفات بركانية ، بالإضافة إلى الغبار الذي تحمله العواصف.

ومثال على التلوث البركاني: أدى انفجار بركان سانت هيلانة عام 1980 إلى القضاء على مليوني طائر تقريباَ ، وأعداد كبيرة من أسماك السلمون  والكائنات الحية المائية الأخرى ومليون شجرة تقريباً ، إضافة إلى خسائر اقتصادية كبيرة ، كتدمير المباني والجسور والطرق والسكك الحديدية والعربات والباصات وإشعال الحرائق في الغابات ، ولقد قدرت قوة انفجار هذا البركان بما يعادل 500 قنبلة ذرية كالقنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الثانية على مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945.

وتعد الحرائق الطبيعية في مناطق الغابات والحشائش مصدراً كبيراً لتلوث الجو بغاز ( co2) ، حيث تعمل الحرارة المرتفعة الجافة في فصل الصيف على إحداث حرائق هائلة.

كما قد يحدث تلوث إشعاعي ناجم عن الأشعة الكونية ( ألفا و بيتا ) التي تعبر الغلاف الغازي لتصل إلى سطح الأرض ، وتسبب عند دخولها جسم الإنسان خطراً بليغاً وتأيناً للجزيئات الحية في طبقات الجلد الداخلية.

بالإضافة إلى أسباب التلوث الطبيعية فإن النشاط البشري يعمل بدوره على تلويث الهواء من خلال حرق الوقود في المنازل وانبعاث الغازات من عوائم السيارات ، والصناعة بأنواعها ، و الاستخدام الكثيف لوسائل النقل ، والحرائق المفتعلة للغابات والحشائش.

وأخطرها التلويث بالإشعاعات النووية كالذي حدث أثناء انفجار مفاعل ( تشرنوبيل ) النووي.

كما أن رش المبيدات الحشرية والأسمدة يؤدي إلى تلوث كيميائي.

ومن أخطر المشكلات البيئية التي يعاني منها الغلاف الغازي هو تناقص كمية الأوزون التي تنجم عن انتقال ودخول الكثير من الملوثات من طبقة التروبوسفير إلى طبقة الستراتوسفير ، وخاصة مركبات الكلور فلور الكربون أو الفريون ، وهي المواد التي تدخل في صناعة البرّدات والتغليف ومثبتات الشعر والعطور ، تلك المركبات التي تتفاعل مع غاز الأوزون O3 وتؤدي إلى تفككه وتخريبه الأمر الذي يهدد طبقة الأوزون التي تحمي الأرض وتقيها من الأشعة الضارة ، وتنتقل الملوثات أفقياً ورأسياً ، حيث تنقل الرياح عوامل التلوث الجوي إلى مناطق واسعة من سطح الأرض أفقياً ، ومن هنا جاء القول ( ليس للبيئة حدود ) ، بينما تسهم ( الحرارة وتيارات الحمل ) في تلويث طبقات الجو رأسياً.

ويزداد خطر التلوث عندما ترتفع درجة تلوث الهواء بالأتربة  والدخان والمواد الغازية السامة ، وبذلك يصبح الهواء الذي يستنشقه الإنسان بالغ الخطورة على حياته ، وقد أدى ذلك إلى مصرع الآلاف من سكان مدينة لندن عندما تعرضت لحدوث الضباب الأسود الملوث والمحمل بالأتربة والغازات سنة 1952.

لذلك فإن السيطرة على انتشار عوامل التلوث من أهم أساليب مكافحة التلوث ، وبخاصة المصانع والسيارات ، ويحاول الإنسان الأن إيجاد مصادر طاقة بديلة نظيفة لا تلوث الجو ( كالكهرباء المائية والطاقة الشمسية والرياح ….. ) ، وتعد المحافظة على الغطاء النباتي الطبيعي والتوسع فيه من أبرز عوامل تنقية الجو من غاز الفحم.

Report

Written by Hya H Maklad

What do you think?

Leave a Reply