in

قصة القديسة تقلا

تتميز سوريا بتنوع أثارها ومعالمها التاريخية التي تعبر عن حضارة عريقة وتاريخ أصيل.

ومن أهم هذه المعالم هي دير القديسة تقلا في مدينة معلولا التي تقع على بعد ٦٥ كم عن مدينة دمشق وترتفع ١٦٠٠ متر عن سطح البحر .

تتمتع هذه المدينة العريقة بعزلة طبيعية وذلك بسبب موقعها بين سلاسل القلمون السوري الجميل.

يتميز سكانها بأنهم مازالوا إلى يومنا هذا يتكلمون باللغة الآرامية ، التي تعود للسيد المسيح ، كما أنها تعد لغتهم الأصلية.

دير هذه القديسة هو مقصد للحج المسيحي في سوريا حيث  يجذب كافة الديانات من جميع أنحاء العالم ومن الدول المجاورة لسوريا.

ولدت السيدة تقلا في مدينة قونية عام ٣٠م ، ومدينة قونية هي تركيا في الوقت الحالي ، كانت تدعى بآسيا الصغرى سابقاً.

تروي الأسطورة أن هذه القديسة قد شاء لها القدر أن تُخلق عند أم وأب من القلمون يعبدون الأصنام ولا يعترفون بالرب.

وقد كانت القديسة تقلا منذ صغرها رافضة  قيام أهلها بمثل هذه العبادات.

فقد أرادت اعتناق الديانة المسيحية عندما سمعت بولس الرسول وهو يمر في المدينة ليبشر بلأنجيل عام ٤٥ ميلادي.

في ذلك الوقت تقدم لخطبتها شاب وثني فرفضت الزواج منه رفضاً قاطعاً وحاولت جاهدة أن تقنع أهلها بأنها تريد أن تنذر نفسها للسيد المسيح لكن دون جدوى.

وقد حاولوا منعها بشتى الوسائل من خلال تعذيبها  وحبسها وحرمانها من الطعام والماء ،  لكن لم يروا من ابنتهم إلا إصراراً وصبراً وعزيمة لم يروها من قبل.

فقرر والدها آنذاك أن يشعل النار ويرميها بداخلها ، لكنها لم تخف ولم تهدئ عزيمتها ، فما كان من الله عزوجل إلا أن أتى بغيمة كبيرة وهطل المطر الغزير فاطفأت النار بقدرته وخرجت سالمة.

بعد كل هذا قررت القديسة الهروب واتباع الرسول بولس إلى أنطاكية.

لكنها لم تنجو من الخبث في تلك المدينة ، فقد قام شاب بالشكوى عليها للوالي وقال بأنها مسيحية ، فحكم عليها بالموت عن طريق رميها بين الوحوش البرية ، لكن بقدرة الله ومشيئته عز وجل لم تمس بأي أذى.

 لم يتوقفوا عن أذيتها وحاولوا قتلها مرات عدة ولكن دون جدوى.

فكما نعلم جميعنا أن الأنبياء والقديسين يتعرضون لأبشع أنواع العذاب ليرى الله مدى قدرتهم وصبرهم.

قام الرسول بولس بإرسالها الى سلفكية الشام سابقاً والتي تدعى معلولا الآن ، وقامت بالاختباء داخل أحد المغر ، وبدأت بهداية الناس الى المسيحية وشجعتهم على اعتناقها.

وشاع بين الناس في ذلك الوقت بقدرتها على الشفاء من الأمراض فحقد عليها الأطباء وحاولوا إيذائها لكنهم لم ينجحوا .

البعض اعتقد أن سر هذه القديسة هي أنها لم تتزوج ومازالت عذراء ، فقاموا بإرسال أشخاص مجرمين لأغتصابها لكنها أقامت الصلاة ورفعت الإستغاثة لله عز وجل بكل إيمان بأنه المنقذ الوحيد لها وفعلاً هربت أمامهم فحاصروها فانشقت صخرة بجانبها ودخلت بها واختبئت بداخلها فكانت هذه الصخرة مخبئها ومدفنها في وقت واحد.

يقع دير القديسة تقلا بجانب المغارة التي يقال انها اختبأت بداخلها ، فهو عبارة عن طابق أرضي فيه غرفة للطعام والاستقبال ومعرض للأعمال الحرفية المصنوعة يدوياً ، والطابق الثاني هو فقط للراهبات .

 تحت هذا المبنى مطبخ موجود بداخله فرن مصنوع من الحجر لصناعة الخبز، وفوقه بني بناء ليكون مسكن للبطريرك ، وشيدت صالة للسياح والزوار.

والملفت للنظر ذلك الدرج الذي يصل مباشرة لمزار القديسة وإلى المغارة الصخرية وهذه المغارة تقسم الى قسمين:

الأول النبع المقدس والثاني كنيستين قد رمما مؤخراً.

 

Report

Written by Hya H Maklad

What do you think?

Leave a Reply