in

مراحل تطور الاتصال الإنساني

إنّ سلوك الاتصال البشري مجال واسع متعدد المحاور ويمكن تعريفه على أنه عملية مكونة من خمسة عناصر هي الشخص المرسل ومضمون الرسالة والوسيلة والمستقبل واستجابة الأخير.

مراحل تطور الاتصال الإنساني

إنّ استعراض التاريخ الاتصالي للإنسان منذ فجر التاريخ وحتى الآن يجعلنا نميز بين عدة مراحل:

المرحلة الأولى عصر العلامات والإشارات

لم يستطع أحد التوصل إلى أصول الكلام البشري وتفترض معظم التخمينات أنّ البشر كانوا يعيشون في تجمعات صغيرة منذ ملايين السنين ويفترض أن الاتصال لعب دوراً رئيسياً في تحديد المهام التي يتوقع أن يقوم بها الأفراد في التنظيم الاجتماعي وفي نقل الخبرات المتراكمة إلى الجيل التالي.

والاحتمال الأرجح أن الإنسان البدائي مارس الاتصال من خلال عدد محدود من الأصوات كالزمجرة والدمدمة والصراخ إضافة إلى لغة الجسد من حركات الأيدي والأرجل.

 هذا يعني أنّ الناس في عصر الإشارات والعلامات كان يتعين عليهم التمسك بأن تكون رسائلهم بسيطة وبأن ينقلوا هذه الرسائل بطريقة بطيئة فكما كانت أدوات الإنسان القديم بدائية كانت نماذج اتصاله وطرقها غير كافية ومزعجة إذا ما قورنت بنظم اللغة والتخاطب.

المرحلة الثانية عصر التخاطب

لقد كانت لغة التخاطب إحدى القفزات المهمة في التاريخ الاتصالي للإنسان وقد ارتبط تطور اللغة ذاتها بتعقد الاحتياجات البشرية وقبل أن يتوصل الإنسان إلى الكتابة كانت العمليات الاتصالية محدودة بالمواقف المواجهة حيث كان بمقدور الفرد أن يخاطب جمعاً من الناس ويحدث ذلك إذا ما قدر لهذا الجمع أن يجتمع في مكان واحد وزمان واحد هذه الفردية في الاتصال لم تمكن الإنسان من نشر أفكاره بشكل فعال عبر المكان حيث لم يكن يستطيع أن يتصل إلى الحد الذي يمكن لصوته أن يصل إليه، والفردية الاتصالية لم تمكنه أيضاً من الحفاظ على أفكاره بدقة عبر الزمان وكان ذلك بعيداً عن تعقّد حاجة الإنسان الاتصالية ومن هنا بدأت محاولات الإنسان تجاه الكتابة.

تعد اللغة نظاماً يتسم بخاصية الاتصال وهذه الخاصية الاتصالية تقصر اللغة على أداء وظيفة واحدة هي الاتصال الإنساني وليس أي شيء آخر فالرسائل اللفظية المتبادلة بين الأفراد دائماً يكون هدفها توصيل أفكار معينة يتوصل من خلالها أطراف التفاعل إلى المعنى المشترك ولكن اللغة تتميز بالمرونة والانفتاح وقابليتها للإثراء بإلحاق إشارات جديدة فهي قادرة على احتضان العبارات والكلمات المستحدثة نتيجة لحاجة الأفراد وما يستجد في عالمهم من أحداث.

واللغة كنظام اتصال توفر للإنسان القدرة على تجاوز حواجز الزمان والمكان فبواسطة اللغة يمكن أن نتحدث عن عالم الواقع مثلما هو ممكن لنا الحديث عن عالم الخيال.

المرحلة الثالثة عصر الكتابة

استغرق الإنسان ملايين السنين حتى توصل إلى القدرة على استخدام اللغة واستغرق عدة قرون حتى أصبحت الكتابة إحدى حقائق الحياة الإنسانية وتم الانتقال من الكتابة التصويرية حيث ظهرت النقوش المعبرة عن معاني منذ حوالي ستة آلاف سنة إلى الكتابة على أساس النطق.

إنّ القيمة الحقيقية للكتابة هي أنها أوجدت لدى الإنسان القدرة على أن يحفظ عبر الزمان ويوزع عبر المكان سجلات مادية للاتصال أكثر فاعلية من الحديث والكلام فالتأثير الأكبر لتطور الكتابة هو تخلص العقل البشري من عبء ضرورة تذكر كل شيء وإعادة تلاوته ليبقى حياً في ذاكرة الأجيال.

ويعد الكثير من الباحثين أن اختراع الكتابة كان قفزة مهولة في تاريخ الإنسان وهي قفزة حققتها ثورة الاتصال في المجتمعات القديمة.

المرحلة الرابعة عصر الطباعة

كانت الطباعة أحد أهم منجزات الجنس البشري في كل العصور حيث أحدثت الطباعة تغييراً مذهلاً إذ أصبح من الممكن نسخ المئات وربما آلاف النسخ من كتاب معين بقدر كبير من الدقة والسرعة.

المرحلة الخامسة عصر الإعلام

الذي بدأ بظهور الصحافة الجماهيرية ثم التلغراف الذي كان عنصراً مهماً في تكنولوجيا الاتصال وبعدها ظهرت السينما والإذاعة والتلفاز.

المرحلة السادسة ثورة الاتصالات الحديثة

شهد النصف الثاني من القرن العشرين من أشكال تكنولوجيا الاتصال ما يتضاءل أمامه كل ما تحقق في عدة قرون سابقة ولعلّ من أهم مظاهر هذه التكنولوجيا ذلك الاندماج الذي حدث بين تكنولوجيا الحاسبات الإلكترونية واستخدامها في تخزين واسترجاع خلاصة ما أنتجه الفكر البشري بأسرع وقت وبأقل حيز متاح.

وقد كان لاستخدام الحاسوب في الإعلام تأثير كبير تجلى في الخروج من طبيعة وسائل الإعلام التقليدية إلى وسائل إعلام أكثر تفاعلية بين مصدر المعلومة والمستقبل كذلك يظهر دور استخدام الحاسوب في الإعلام في عملية تسريع نقل الرسائل الإعلامية من مكان لآخر في وقت محدد بسبب توافر شبكات الاتصال الحديثة.

Report

Written by Yola Othman

What do you think?

21 Points
Upvote Downvote

Leave a Reply