in

نظريات علم التطور والأدلة المفسرة له

اعتمد العلماء المهتمون بالتطور على عدة أدلة لتفسير تطور الأحياء على الأرض وسنستعرض أهمها.

أدلة علم المستحاثات

تشكّل المستحاثات السجل التاريخي الطويل لتعاقب أشكال الحياة على الأرض، فهي دليل علمي لمعرفة حقيقة تطور الأنواع وأسباب انقراض بعضها.

فدراسة مستحاثات الحصان مثلاً تدل على أن الحصان القديم (السلف) كان بحجم الثعلب ولكل طرف من أطرافه خمسة أصابع ثمّ تزايد حجمه وارتفاعه عن الأرض وتناقص عدد أصابعه وأصبح يرتكز على إصبع واحد ليساعده على العدو السريع وكذلك تطورت أسنانه لتلائم النظام الغذائي العاشب وقد استغرق هذا التطور في أجناس الحصان ستين مليون سنة.

ويعتمد العلماء في هذه الأيام على أخذ عينات من الحمض الريبي النووي منقوص الأوكسجين (DNA) من المستحاثات لتحليلها والتعرف على الحيوان الذي ينتمي إليها.

أدلة الجنين المقارن والوراثة

تظهر أجنة الفقاريات تشابهاً في المراحل المبكرة وهذا يشير إلى وحدة الكائنات الحية وقد حاول العلماء تفسير هذا التشابه بوجود مورثات مشتركة ومتماثلة محمولة على جزء مشترك من (DNA)، أما الاختلافات في المراحل اللاحقة من التشكل والتي تظهر صفات كل نوع والتي تميزه عن الأنواع الأخرى فيعود إلى التغيرات التي طرأت على بنية (DNA).

أدلة علم المناعة

يعتمد هذا الدليل على تحديد درجة القرابة بين الأنواع المختلفة وفق التفاعلات المناعية التي تحدث بين مولد الضد والضد الذي يشكله جسم الكائن الحي عند دخول مادة غريبة فيه ونتيجة هذا التفاعل المناعي يحدث ترسيب للمواد المتفاعلة حيث يتشكل معقّد مجرد من السمية.

نظريات التطور

هناك عدة نظريات درست علم التطور أهمها:

النظرية اللاماركية

نشر لامارك كتابه الشهير فلسفة الحيوان وشرح فيه:

1- مبدأ الاستعمال والإهمال

أي أن البيئة تفرض على الكائن الحي حاجات معينة تستدعي استخدام عضو أو جزء من الجسم دون الآخر والذي يعمل يقوى وينمو ومن جهة أخرى فإن عدم الاستعمال لعضو يمكن أن يؤدي إلى تراجعه وضموره.

2- إمكانية توريث الصفات المكتسبة

إنّ الصفات التي تكتسبها الأحياء نتيجة تكيّفها مع بيئتها يمكن أن تسجل في ذخيرتها الوراثية وأن تورثها إلى أبنائها.

ودعم لامارك نظريته ببعض الأمثلة حيث فسّر طول عنق الزرافة بأنّها كانت تمدها للأعلى باستمرار لتتغذى على أوراق الأشجار العالية بعد نقص العشب الأرضي.

كما أنّ الجهد الذي تبذله الطيور المائية في أثناء السباحة أدى إلى تباعد الأصابع ونمو الغشاء بينها.

النظرية الدارونيّة

تقوم نظرية داروين على مبدأين هما:

  1. الصراع من أجل الحياة.
  2. الاصطفاء الطبيعي.

واستمدّ داروين مبدأ الصراع من أجل الحياة من الأفكار الاقتصادية لمالتوس، أما مبدأ الاصطفاء الطبيعي فينتج عن تنافس الأحياء فيما بينها فيبقى الأكثر تكيّفاً وقدرة على التكاثر.

وقد فسّر داروين طول رقبة الزرافة بأن أسلاف الزرافة كانوا على درجات متفاوتة من طول العنق وعندما قلّ العشب عمل الاصطفاء على بقاء الزرافات ذات الأعناق الطويلة القادرة التي اضطرت لتناول أوراق الأشجار العالية.

النظرية الطفرية

بعد اكتشاف قوانين الوراثة والطفرات وضع دوفرس النظرية الآتية:

  1. تظهر الأنواع الجديدة بشكل مفاجئ دون وجود خطوات انتقالية أو اصطفاء.
  2. تظهر الطفرات بشكل مفاجئ وهي تتناول عدداً قليلاً من أفراد النوع.

النظرية التركيبية

للوصول إلى فكرة توافقية بين الأفكار الدارونيّة وأفكار علماء الوراثة لتفسير سرّ التطور وآلياته لجأ العلماء إلى وضع هذه النظرية التي اعتمدت جملة من العلوم عرضت من خلالها الأفكار التطورية وهذه العلوم هي علم الوراثة وعلم التصنيف وعلم المستحاثات.

واعتمدت هذه النظرية على البنود التالية:

  1. الاصطفاء الطبيعي الذي يفسر نشوء الأنواع.
  2. توريث الصفات المكتسبة الناتجة عن الطفرات.
  3. دور الانعزال في الأنواع الجديدة.

Report

Written by Diana Maklad

What do you think?

Leave a Reply