in

نظرية الغرس الثقافي

ترجع الأصول الثقافية لنظرية الغرس إلى مشروع المؤشرات الثقافية والذي اهتم بدراسة العمليات المؤسسية التي تتضمن إنتاج محتوى وسائل الإعلام.

الصور الذهنية التي يقدمها محتوى وسائل الإعلام

العلاقة بين التعرض للرسائل الإعلامية ومعتقدات الجمهور وسلوكيات وتحليل  الغرس هو المكون الثالث للنموذج البحثي المسمى بالمؤشرات الثقافية والذي بدأت أبحاثه باعتباره مشروعاً ممولاً مثله مثل كثير من المشروعات في تاريخ بحوث الاتصال.

وقد تم إنجاز النموذج البحثي للمؤشرات الثقافية في إطار تحليل الغرس بعمل أول مسح قومي للبالغين في أوائل السبعينات بتمويل من المعهد القومي للصحة العقلية واستمر البحث في السبعينات والثمانينات بتمويل من المعهد القومي للصحة العقلية والجمعية الطبية الأمريكية ووكالات أخرى.

الأسس التي تقوم عليها نظرية الغرس

تقوم نظرية الغرس على المبادئ التالية:

  1. وسائل الإعلام المرئية التي تدخل البيوت لمدة طويلة تتميز بقدرتها على جذب الكبار والصغار  حيث تجمع بين الصوت والصورة المتحركة كذلك تمد وسائل الإعلام الفرد بالمعلومات والآراء والمواقف التي تعاونه على تكوين صورة ذهنية للعالم الذي نعيش فيه هذا كله جعل وسائل الإعلام بيئة التعلم الأكثر ثباتاً وشيوعاً فهي الموزع الأساسي للصورة الذهنية كما أنها تشكل الاتجاه السائد لثقافتنا الشعبية.
  2. إن الغرس باعتباره عملية ثقافية يرتبط بالإطار النظري للمعرفة ويخضع للمفاهيم التي تتكشف في الإجابة عن أسئلة محددة وهذه المفاهيم العامة يتم غرسها أو تنميتها عن طريق التعرض الكلي لوسائل الإعلام.
  3. مضمون هذه الرسائل يقدم مفاتيح الغرس حيث أن أسئلة المسح المستخدمة يجب أن تعكس المضامين المختلفة الموجودة في الرسائل الإعلامية التي تقدم لمجموعات كبيرة من الجمهور عبر فترة زمنية طويلة.
  4. تحليل الغرس يركز على إسهامات وسائل الإعلام عبر الزمن في صياغة التفكير الغالبية العظمى أو بمعنى آخر تحقيق الانسجام بين أفراد المجتمع ككل وتعمل وسائل الإعلام على تكوين تصورات الجمهور من خلال عملية التعرض التراكمي عبر فترة زمنية طويلة.
  5. تزيد المستحدثات التكنولوجية الحديثة من وصول الرسائل الإعلامية إلى الجمهور.
  6. تحليل الغرس يركز على النتائج الخاصة بشيوع الاستقرار والانسجام والثقافة هي العملية الرمزية التي تغرس وتنمي الأنماط السلوكية الجوهرية للتنشئة الاجتماعية للإنسان وهو ما تقوم به وسائل الإعلام من خلال عرضه للتيار السائد ثقافياً والأكثر شيوعاً وانسجاماً.

الانتقادات التي وجهها الباحثون لنظرية الغرس

يرجع السبب الرئيس وراء الهجوم الذي أثاره الباحثون على نظرية الغرس إلى اختلاف نتائج البحث عندما تم تحليلها بمعامل الارتباط المتعدد وعلى الرغم من رد مؤيدي نظرية الغرس على الانتقادات وتطويرهم مفاهيم جديدة كامتداد لنموذج الغرس إلا أن البعض يجد أنه ما زالت هناك بعض الأسئلة المهمة:

  1. مثل موضوع الأسلوب الأنسب لقياس التعرض حيث اهتمت نظرية الغرس بالمشاهدة الكلية أكثر من اهتمامها بمحتوى ما يتم التعرض له.
  2. يتوقع أن يؤثر التعرض لوسائل الإعلام فقط على أنواع معينة من المدركات فقد اتجهت تحليلات الغرس إلى التركيز على صورة العالم القلق والعنف المجتمعي.
  3. تتضمن تحليلات الغرس فكرة أن المستويات العالية للتعرض لوسائل الإعلام ينتج عنها قبول هذه الطروحات الإعلامية على أنها حقيقة.

المفاهيم الجديدة التي أدخلت على نظرية الغرس

هناك مفهومين جديدين يمكن اعتبارهما كامتداد لنظرية الغرس هما:

الاتجاه السائد

وهو الحالة التي تتقارب فيها وجهات نظر أولئك الأشخاص ذوي معدلات المشاهدة العالية لوسائل الإعلام بالرغم من التباين الكبير في خلفياتهم وبيئاتهم.

التضخيم

وهو الحالة التي يكون فيها الواقع الاجتماعي للأفراد متطابقاً مع عالم وسائل الإعلام مما يزيد من احتمال تأثير الغرس حيث وجد الباحثون علاقة بين كثافة المشاهدة ونسبة الجرائم التي تحدث في المنطقة السكنية للفرد.

Report

Written by Yola Othman

What do you think?

Leave a Reply