in , ,

نظرية كمية النقود الحديثة – مدرسة شيكاغو –

نظرية كمية النقود الحديثة – مدرسة شيكاغو –

أطلق منهج شيكاغو أو المدرسة النقدية على الإضافات على النظرية النقدية الكلاسيكية، وقد تزعم هذه المدرسة الاقتصادي الأمريكي ميلتون فريدمان الذي عين أستاذا للاقتصاد في جامعة شيكاغو عام 1948م وأسس فيما بعد المدرسة النقدية أو ما عرف بمدرسة شيكاغو.

فرضيات نظرية فريدمان

تقوم هذه النظريات على الفرضيات التالية:
1 ـ يلعب عرض النقد دور المتغير الوحيد والفعال في تحديد مستويات الدخل والناتج الكلي، بمعنى أن عرض النقد هو المتغير المستقل والطلب على النقود هو المتغير التابع.

2 ـ تؤدي زيادة عرض النقد إلى زيادة الدخل والناتج في الأجل القصير في حين تؤدي لزيادة المستوى العام للأسعار في الأجل الطويل.

3 ـ يعد الطلب على النقود دالة مستقرة في مستوى الدخل الدائم، وهو الدخل الذي يتألف من متوسط الدخول المتوقعة مستقبلا، أي الطلب على النقود لن يخضع لتغيرات كبيرة بسبب التغيرات الطارئة على الدخل.

4 ـ وجود أشكال مختلفة من الثروة إضافة إلى النقود وهي (النقود ـ السندات ـ الأسهم ـ السلع).

دالة فريدمان للطلب على النقود

استنادا على هذه الفرضيات فإن دالة فريدمان تصبح على الشكل التالي:

(MD = L (P, Y, RB, RE, RD
حيث: P = المستوى العام للأسعار.
Y = الدخل الحقيقي.
RB = سعر الفائدة النقدي على السندات.
RE = العائد النقدي على الممتلكات (الأسهم).
RD = العائد النقدي على السلع المعمرة.

إن العوائد المتوقعة من الأشكال المختلفة للثروة (نقود ـ سندات ـ أسهم ـ سلع) تحدد حجم ودائع الأفراد، وتحدد طريقة استثمار هذه الودائع، أي يرى فريدمان أن الطلب على النقود يعتمد على الدخل الاسمي ، حيث يترتب على زيادة الدخل زيادة الطلب على النقود.

فالأصول المذكورة (النقود ـ السندات ـ الأسهم) تعطي عائدا مباشرا في حين يؤدي الاحتفاظ بالسلع لارتفاع أسعارها وخاصة العقارات، لذلك توجه المضاربون في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية خلال الربع الأخير من القرن العشرين للمضاربة بالعقارات وكانت تدر لهم دخولا مرتفعة، مستندين بذلك إلى آراء فريدمان منظر النقد في الولايات المتحدة الأمريكية.

الاختلاف بين نظرية فريدمان و نظرية كينز

تختلف نظرية فريدمان عن نظرية كينز في النقاط التالية:
1 ـ يرى فريدمان أن دالة الطلب على النقود مستقرة، في حين يرى كينز أن دالة الطلب على النقود غير مستقرة لأنها تتأثر بنظرة الأفراد للظروف الاقتصادية.

2 ـ لم يقسم فريدمان الطلب على النقود إلى عدة دوافع كما فعل كينز (دافع المعاملات ـ الطوارئ ـ المضاربة) بل اعتبر النقود أصلا من الأصول يدر دخلاً لا داعي لتقسيم الطلب عليه.

3 ـ ركز كينز على المضاربة بالسندات، في حين ركز فريدمان على السلع المعمرة والأسهم بشكل واضح، أي جاءت أفكار فريدمان لتشجيع المضاربة في البورصات والعقارات.

إن نظرية فريدمان قد أعادت الدور للسياسة النقدية في الاقتصاد وأهملت السياسة المالية التي دعا إليها كينز ونهض الاقتصاد الأوربي على أثرها، لكن التطورات والظروف وخاصة الأزمات قد دفعت الكينزيين إلى إنتاج أفكار جديدة في مجال النقد.

Report

Written by Maram Othman

What do you think?

Leave a Reply