in

الشيخوخة والاكتئاب

الشيخوخة مرحلة عمرية فيها الكثير من التغيرات التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى الاكتئاب وهناك طرق كثيرة لوقاية كبار السن من آثار الاكتئاب هذه والتخلص منها.

ينظر الكثير من الناس في مجتمعاتنا إلى الشيخوخة على أنها فرصة للقيام بكل الأشياء التي لم يستطيعوا القيام بها وفرصة للراحة وقضاء الأوقات المرحة والممتعة بعيداً عن صخب العائلة والسعي وراء الوظيفة وتعبها ويرون أنهم أجّلوا الكثير من الأمور أثناء تربيتهم لأسرتهم والاعتناء بها.

ولكن الحقيقة والواقع يختلف عن ذلك فالشيخوخة ليست مرحلة مليئة بالاستقرار والسعادة والشاعرية فهناك كثير من الأحداث المزعجة في سن الشيخوخة أهمها الاضطرابات الطبية المزمنة والمتعبة للجسم والمنهكة للقوى.

وفقدان الأحبة والزملاء والأصدقاء وعدم القدرة على الاجتماع معهم من جديد وتجديد الأيام السابقة وممارسة الأنشطة التي كانت تؤدي معهم في يوم من الأيام فالشيخوخة قد تكون مدمرة.

وقد تؤثر على الصحة النفسية والعاطفية للشخص الكبير في السن حيث يشعر بعض الكبار والبالغين في العمر بصعوبة السيطرة على حياتهم بسبب فقدان حواسهم كفقدان البصر أو ضعف السمع وبعض التغيرات الجسدية الأخرى.

إضافة لكل ما سبق قد يعانون ضعف الموارد المالية بسبب عدم قدرتهم على العمل كالسابق وهذا كله يبعث مشاعر الحزن واليأس والقلق في نفس كبير السن ويتدنى احترامه لذاته وتقديره لها وهذا سبب انسحابه وابتعاده عن المجتمع وشعوره باللامبالاة تجاه ما يحدث حوله.

فكبار السن إذاً يعانون من الاكتئاب وقد يصبح هذا الاكتئاب مزمناً ومتكرراً وقد يستمر لفترات طويلة ولهذا الاكتئاب المزمن آثار جسدية وعقلية سيئة تؤدي إلى إثارة المخاوف وزيادة القلق لديهم.

متغيرات تزيد في اكتئاب الشيخوخة

هناك دلائل كثيرة ودراسات عديدة أكدت على أنّ التغيرات الطبيعية التي تحدث لجسم كبار السن قد تزيد من خطر إصابتهم بالحزن والكآبة حيث أنّ كبار السن ينخفض لديهم تركيز حمض الفوليك في الدم وفي الجهاز العصبي وهذا يسبب لهم الحزن والنسيان والأمراض العقلية والاكتئاب.

وأكدت كثير من الدراسات على أنّ هناك علاقة بين مرض الزهايمر الذي يحدث للمسنين وبين ظهور الاكتئاب لديهم.

الاكتئاب وآثاره الجسدية للمسنين

إنّ الكآبة تترك آثاراً جسدية مقلقة عند كبار السن وأكدت الدراسات أنّ معدل وفيات كبار السن يزداد عند اللذين يعانون من الشعور بالوحدة والحزن أما اللذين يشعرون منهم بالرضا والقبول فيكون عمرهم أطول.

ويقدّم للمسنين المكتئبين برامج علاج وهي تختلف من حيث المدة فالذين يعانون من أمراض قلب وأوعية وأمراض أخرى خطيرة كالسكر والضغط يحتاجون إلى وقت أطول من العلاج وغالباً ما تكون هذه المحاولات أقل نجاحاً من غيرها.

لذلك ما يجب فعله هو التعرف المبكر على الاكتئاب فالعلاج المبكر يمنع الآثار الجسدية والعاطفية للاكتئاب ويخفف منها.

فالاكتئاب قد يحفز كبار السن للانتحار خاصة أولئك الذين لديهم إعاقة وموجودين في دور رعاية المسنين.

وقد يؤدي أيضاً هذا الشعور بالكآبة إلى عادات أكل خاطئة قد تسبب زيادة الوزن أو العكس قد تسبب الضعف الشديد وفقدان الشهية وانخفاض طاقة الجسم.

ويعاني المسنون أيضاً من معدلات عالية من الأرق وصعوبة النوم وتزيد عندهم المخاطر المتعلقة بالطبخ وقيادة السيارة والمهام الأخرى التي تتطلب تركيز واهتمام.

النقاط التي يجب التركيز عليها أثناء علاج المسنين

  1. اللجوء إلى اختصاصي نفساني في قضايا الشيخوخة فهو يصمم استراتيجية مناسبة وفردية خاصة بكبير السن فلكل منهم نمط حياة مختلف ولا يعالجون جميعهم بنفس الطريقة.
  2. التعامل بلباقة مع كبار السن فبعضهم تكون ثقته بنفسه ضعيفة وقد يستاؤون من تصرفات الآخرين وتدخلهم لذلك خذ صياغة مناسبة من الطبيب المعالج للتعامل مع هذه القضايا الحساسة والشائكة.

Report

Written by MONA AHMAD

What do you think?

Leave a Reply