in

تأثير التطور التقني في تغير الظروف الهيدروجيولوجية

تؤثر بعض أنماط النشاط التقاني مباشرةً في المياه الجوفية، كضخ المياه لأغراض الشرب وري النباتات، وسقاية الحيوانات، وتجفيف المناجم والأنفاق والمقالع والتغذية الاصطناعية للمياه الجوفية أما الأنماط الأخرى فتؤثر بشكل غير مباشر في الوضع الهيدروجيولوجي، كاستخدام المياه السطحية، وطرح المياه في المجاري المائية السطحية، وإنشاء السدود واستثمارها.

تبدي المنشآت الهندسية الصناعية والزراعية تأثيراً غير مباشر على المياه الجوفية وهناك تأثير معقد يحصل عند استخراج الثروات المعدنية المفيدة، حيث يحصل تأثير عميق على جميع عناصر الوسط الجيولوجي، بما فيها المياه الجوفية.

وبما أن المياه الجوفية تتمتع بحركة كبيرة، فهي تنقل التغيرات في الوسط الجيولوجي بشكل جيد، لذلك فإن تخريب الوضع الطبيعي للظروف الهيدروجيولوجية، يؤدي إلى مجموعة تغيرات مرافقة في المنظومة البيئية الطبيعية.

يختلف تأثير المنشآت التقانية بشكل كبير، فيمكن أن يكون محدوداً، أو ذا امتداد إقليمي كبير، وتؤثر الأعمال الآتية بشكل كبير في تغير الظروف الهيدروجيولوجية كضخ المياه الجوفية أو صرفها، وتجفيف المستويات الحاملة للمياه بهدف استصلاح الأراضي واستخراج الثروات الطبيعية المعدنية، أو بهدف إنشاء المنشآت الهندسية، ضخ المياه الصناعية، الري، إنشاء الأقنية، بناء السدود وغيرها.

ونتيجة لتأثير المنشآت السابقة الذكر، يتغير ميل سطح المياه الجوفية، ودرجات حرارتها، وسرعة الرشح، وضغط المياه الجوفية، واتجاه حركتها، وطبيعة التأثير المتبادل بين المستويات الحاملة للمياه، والعلاقة المتبادلة بين المياه السطحية والجوفية.

يؤدي تخريب الظروف الهيدروجيولوجية الطبيعية إلى تغيرات في الهيدروسفير فمثلاً، يسبب ضخ المياه الجوفية من آبار واقعة قرب نهر له علاقة هيدروليكية جيدة مع المستويات الحاملة للمياه المستثمرة نقصان الجريان السطحي. كما أن انخفاض منسوب المياه الحرة، يؤدي إلى زيادة سماكة منطقة التهوية، مما يسبب هلاك بعض النباتات الطبيعية أو كلها، وجفاف المستنقعات والجريانات السطحية.

وهكذا فإن أي نشاط تقاني يؤدي إلى تغير العلاقة بين المياه السطحية والمياه الجوفية، مما يؤدي بدوره إلى تغير مناطق التغذية والصرف، كما تتغير عناصر الموازنة المائية ونظام الرطوبة والحرارة في منطقة التهوية ومنطقة الإشباع، وبالنتيجة يتعقد التوازن الفيزيائي والكيميائي للصخور والمياه وبارامتراتها، بسبب التلوث.

جمع المعطيات وتحليلها لتقدير تأثير التطور التقاني على الظروف الهيدروجيولوجية

1.   إن تقدير التغيرات الحاصلة في المشروع المدروس يتم بتحديد تطور هذه التغيرات مستقبلاً، أي يجري تقدير العمليات الحالية والتنبؤ بها معاً، ويعد هذا تعليلاً هيدروجيولوجياً لتشييد المنشآت مع تقليل الظواهر السلبية إلى الحد المسموح به. وللوصول إلى نتيجة جيدة، لا بد من تحليل معلومات، تمتد على فترة زمنية طويلة مأخوذة من منطقة المشروع وأهمها العمليات والظواهر ذات التأثير المحسوس على الوضع الطبيعي، وتوضيح طبيعة التغيرات التقانية المقترح إجراؤها على المشروع لوضع التنبؤ.

2.   إذا كان في حدود مشروع هيدروجيولوجي واحد عدة عناصر اصطناعية مؤثرة، فمن الضروري جمع المعلومات عنها ومعالجتها مجتمعة.

3.   لا بد من الأخذ بالحسبان أن الهيدروسفير والأتموسفير والليتوسفير على علاقة وثيقة فيما بينها، لذلك يجب إجراء دراسة التغيرات الاصطناعية التقانية، وتقديرها والتنبؤ بها باستخدام المعلومات عن تغير الأوضاع فيها. ويجب دراسة منطقة المشروع كلها، وجمع المعلومات منها لمعالجتها حتى ولو كان جزء من المنطقة لم يتخرب نظامه الطبيعي بعد.

النشاط الاقتصادي للإنسان

يتمثل هذا النشاط ببناء السدود والطرق والمناجم والأنفاق المتعددة الأغراض، وغيرها من الأعمال الهندسية التي تغير الوسط البيئي، والتي يتطلب إنشاؤها أو استثمارها تجفيف الطبقات الحاملة للمياه الجوفية، إذ يسبب نقص أكسجين الهواء في المنطقة غير المشبعة حوادث مفجعة أحياناً في الحفر تحت الأرض، لأن استخراج المياه الجوفية يؤدي إلى استهلاك سريع للأكسجين في الفراغات المسامية للطبقات.

Report

Written by Abeer Issa

What do you think?

Leave a Reply