in

حماية المياه الجوفية من التلوث

تهتم مسألة حماية المياه الجوفية من التلوث باستنباط الطرائق، واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع تلوثها، ومعالجة مسائل تلوث المياه الجوفية، وتحسين نوعيتها من أجل استخدامها في المجالات المتنوعة. وبما أن تلوث المياه الجوفية يرتبط بتلوث أحد عناصر الوسط البيئي أو كلها، فلا بد من دراستها معاً لوضع الحلول المناسبة.

كما أن تكاليف إزالة التلوث من طبقات المياه الجوفية عالية الكلفة ومعقدة تقنياً، بسبب تنوع الظروف الهيدروجيولوجية وتعقيدها، لذلك تتطلب إزالة بؤر التلوث وإعادة الوضع الطبيعي عشرات إلى مئات السنين، واتخاذ إجراءات قانونية وتقنية أهمها:

1.   وضع تشريعات لحماية البيئة والمياه والالتزام الدقيق بتنفيذها.

2.   اتخاذ تدابير وإجراءات تقانية، هدفها تخفيض كميات النفايات المطروحة في الطبيعة، خاصة في المياه الجوفية.

تدابير حماية المياه الجوفية من التلوث

إن التدابير التقانية لحماية المياه الجوفية من التلوث تشمل معالجة المنطقة الملوثة، وإزالة أسباب التلوث نفسها وتنقسم هذه التدابير إلى:

1.   تدابير وقائية تتضمن مراقبة منتظمة لتلوث المياه الجوفية وتطوره، وتقدير تغيراته مع الزمن، والالتزام بقواعد الحماية الصحية لمناطق منشآت استثمار المياه، وتقويم الآثار البيئية للمشاريع المشيّدة، والمشاريع قيد الدراسة، أو قيد التنفيذ، خاصة آثارها على المياه الجوفية، وتحديد مصادر التلوث ولتحقيق هذه الأهداف لا بد من إنشاء شبكة آبار لمراقبة نظام المياه الجوفية.

2.   تدابير خاصة تهدف إلى معالجة التلوث في مناطق محددة، وإزالته منها باستخدام التقانة المناسبة، وإنشاء جدران كتيمة تحت سطح الأرض غير أن هذه التدابير تواجه صعوبات تقانية واقتصادية كبيرة، لذلك من المفضل دراسة التدابير الوقائية لحماية البيئة والمياه الجوفية في أثناء دراسة أي مشروع اقتصادي، وتنفيذ الإجراءات الوقائية المناسبة بشكل متزامن مع تشييد المشروع.

الحماية الطبيعية للمياه الجوفية من التلوث

يجب بحث مسألة تلوث المياه الجوفية كمجموعة من الإجراءات التي تستهدف منع التلوث، وإزالة آثاره، والمحافظة على نوعية المياه وتحسينها، لاستخدامها في تطوير فروع الاقتصاد الوطني كلها. فيما أن تلوث المياه الجوفية يرتبط بشكل أساسي بتلوث المياه السطحية والهطل المطري والتربة والهواء، أي الوسط البيئي عموماً، لذلك يجب حل مسائل حماية المياه الجوفية من التلوث بشكل متزامن مع حماية البيئة كلها.

إن الحماية الطبيعية للمياه الجوفية من التلوث أكبر من مثيلاتها للمياه السطحية والمياه الجوفية الحرة ذات حماية طبيعية أقل مما للمياه الجوفية الارتوازية والعميقة، لأن المياه الحرة تتلقى الجزء الأكبر من الملوثات الواردة من سطح الأرض، بينما يتسرب جزء قليل من الملوثات إلى الطبقات المائية الارتوازية والحبيسة، لأنها محمية بطبقة كتيمة تغطيها، وتعيق أو تمنع تسرب الملوثات إليها. وهناك حالتان:

1.   قد لاتصل الملوثات من سطح الأرض إلى سطح المياه الجوفية، وقد تصل بعد مرور فترة زمنية طويلة عندما تكون الطبقة الحاملة للمياه الجوفية مغطاة بطبقة كتيمة جيدة أو شبه نفوذة ذات سماكة كبيرة ولها انتشار إقليمي كبير، وذات استمرارية جيدة،

بينما تتسرب المياه السطحية عبر منطقة التهوية بسرعة وسهولة خلال أيام أو أشهر، حاملة معها المواد الملوثة من سطح الأرض إلى سطح المياه الجوفية الحرة وقد لا تصل الملوثات إلى المياه الجوفية إذا كانت سماكة منطقة التهوية كبيرة، وفترة التسرب قصيرة، أو دورية، ومرتبطة بهطل الأمطار، بسبب قلة كمية الهطل المائي وارتفاع معدلات التبخر.

2.   تصل المياه الملوثة إلى الطبقة الحاملة للمياه الجوفية، وتتنقى المياه من الملوثات في أثناء مرورها عبر مسامات التربة والصخور.

تتنقى المياه ذاتياً تحت سطح الأرض عن طريق امتزاز الملوثات على سطوح حبيبات الصخور، والتبادل الشاردي، وبدرجة أقل أكسدة وإرجاع الملوثات.

تمتاز التربة الزراعية والصخور المسامية الغضارية بقدرة جيدة على امتزاز الشوائب بينما لا تتمتع الصخور البلورية والكربوناتية بخصائص جيدة للتنقية الذاتية. كما توجد ملوثات معقدة لا تمتزها الصخور مطلقاً، لذلك يزداد تركيزها في المياه الجوفية مع الزمن، وقد تفقد هذه المياه صلاحيتها للشرب.

Report

Written by Abeer Issa

What do you think?

Leave a Reply