in

المسح الهيدروجيولوجي

تزداد أهمية البحوث الهيدروجيولوجية بازدياد السكان والتوسع الصناعي والزراعي واستخراج المعادن والثروات المفيدة, ولضمان نجاح أية دراسة هيدروجيولوجية, ووضع حلول ناجحة للمسائل المطروحة أمامها.

لا بد من معرفة شاملة للبنية الجيولوجية وللظروف الهيدروجيولوجية السائدة في المنطقة المدروسة, ويعتمد وضع أسس عامة جيو-هيدروجيولوجية على إجراء المسح الهيدروجيولوجي لمنطقة المشروع الهندسي.

المسح الهيدروجيولوجي هو أول مرحلة من مراحل الأبحاث الهيدروجيولوجية, وهو طريقة أولية في البحث والتنقيب عن المياه الجوفية.

واعتماداً على معطيات المسح الجيو- هيدروجيولوجي للمنطقة, وعلى تحليل معطيات الاستكشاف, يوضع التقرير الهيدروجيولوجي وتفرز البنيات الهيدروجيولوجية المأمولة من مختلف الدرجات (أحواض, معقدات مائية, مستويات حاملة للمياه) ويتم إيجاد حلول لمسائل هيدروجيولوجية متنوعة.

تسهم الصور الفضائية للأرض في إعطاء معلومات مهمة لظروف توضع المياه الجوفية, وتسمح بتحديد البنية الجيولوجية, ونوع الترب ورطوبة التربة والغطاء النباتي, واستعمال الأراضي. وتعطي مؤشرات مفيدة عن خصائص النفوذية للصخور, وانتشارها المساحي, ومن ثم تحديد مناطق تغذية المياه الجوفية وصرفها.

تفيد النباتات المحبة للمياه في التحديد التقريبي لعمق توضع المياه الجوفية, وتساعد النباتات الملحية التي تنمو في ظروف وجود مياه جوفية ضحلة مالحة نسبياً, في الاستدلال على وجود هذه المياه, ويدل وجود النباتات الصحراوية التي تنمو في البيئة الجافة على وجود مياه جوفية على أعماق عدة أمتار من سطح الأرض.

ويسمح قياس الشذوذات الحرارية من الجو أو الفضاء في تحديد أمكنة انبثاق مياه الينابيع الباردة والساخنة تحت سطح البحر.

أشكال المسح الهيدروجيولوجي وأهدافه

المسح الهيدروجيولوجي هو مجموع الأعمال الحقلية المنفذة بهدف دراسة المياه الجوفية, ووضع خرائط لأماكن توزعها وظروف توضعها ودراسة الصخور الحاملة للمياه والأحواض المائية, وكذلك دراسة صخور منطقة التهوية.

تجرى الدراسة الهيدروجيولوجية للمنطقة المعنية على أساس المعرفة الدقيقة للبنية الجيولوجية, والطبيعية, والليتولوجية, والتكتونية, والجيومورفولوجية للمنطقة, ومعرفة الظروف المناخية والجريانات السطحية والعوامل الطبيعية والاصطناعية الأخرى, التي تحدد ظروف تشكل المياه الجوفية وتوضعها وحركتها وتغذيتها وصرفها في المنطقة.

إضافة لذلك لا بد من إيضاح وتقدير الدور الجيولوجي, وتأثير المياه الجوفية والخصائص الهيدروجيولوجية للمنطقة المدروسة على الظواهر الفزيو-جيولوجية, وعلى الصخور والثروات المعدنية المفيدة المتوضعة في المنطقة, كما لا بد من تقدير دور المياه الجوفية وأهميتها في تطوير الاقتصاد الزراعي للمنطقة. ووفقاً لنتائج أعمال المسح الهيدروجيولوجي يجب تحديد المسائل الآتية:

  1. مدى احتواء مختلف التشكيلات والبنيات الجيولوجية للماء.
  2. ظروف توضع التشكيلات المائية وتوزعها.
  3. تغذية المستويات والمعقدات المائية الأساسية وصرفها, وحركة المياه الجوفية فيها.
  4. مدى استمرارية الصخور الحاملة للمياه والصخور الكتيمة أفقياً وشاقولياً.
  5. التركيب الكيميائي للمياه.
  6. كمية أنواع المياه الجوفية كلها وظروف استخدامها.
  7. أهم العوامل الطبيعية والاصطناعية التي تتحكم بالخصائص الهيدروجيولوجية للمنطقة المدروسة.
  8. ظروف حماية المياه الجوفية وأفق تطوير الأعمال الاستكشافية الهيدروجيولوجية.
  9. يجرى المسح الهيدروجيولوجي على أساس جيولوجي مجهز مسبقاً أو مترافقاً مع المسح الجيولوجي, وفي الحالة الأخيرة يعد المسح مزدوجاً, وأكثر فاعلية ودقة, ويجب أن يلبي احتياجات المسح الهيدروجيولوجي والمسح الجيولوجي معاً.
  10. يرتبط مضمون المسح الهيدروجيولوجي بمقياس المسح والهدف منه, ويعد المسح ذو المقياس الصغير مرحلة أولى للدراسة الهيدروجيولوجية لهذه المنطقة أو تلك, ويتحدد مقياس المسح بدرجة تعقيد الظروف الهيدروجيولوجية للمنطقة, وبمستوى الدراسات السابقة في المنطقة نفسها, ويرتبط أيضاً بهدف أعمال المسح قيد التنفيذ.
  11. يجرى المسح الهيدروجيولوجي إلى عمق عدة مئات من الأمتار, ويتعلق عمق المسح بهدف الدراسة, وبالدقة المطلوبة, وبمقياس المسح.

نظام تخطيط وتنفيذ المسح الهيدروجيولوجي

ينفذ المسح الهيدروجيولوجي على ثلاث مراحل:

1- خلال المرحلة التحضيرية يتم تخطيط أعمال المسح وطريقة البحث العلمي وجمع المعطيات الحقلية وتحليلها.

2- المرحلة الحقلية وتستخدم فيها طرائق البحث المقررة في المرحلة السابقة وتوضع خرائط حقلية وتعالج المعطيات الحقلية في المكتب.

3- المرحلة المخبرية ويتم فيها معالجة المعلومات ونتائج التحريات الحقلية وتوضع الخرائط الأساسية والتوضيحية والمقاطع كلها ونص التقرير النهائي عن نتائج المسح الهيدروجيولوجي.

Report

Written by Abeer Issa

What do you think?

Leave a Reply