in

علاقة التربة بالماء

تؤثر التربة في التركيب الطبيعي للمياه الجوفية، وذلك من خلال تأثير التركيب الكيميائي للصخور التي تتواجد فيها هذه المياه حيث أن اختلاف أنواع الصخور الكلسية والنارية والطينية يؤدي لوجود أنواع مختلفة من الشوارد المعدنية في المياه الموجودة في المنطقة، ويتضح ذلك من أن المياه المتواجدة في الصخور الكلسية تحتوي على مركبات أكثر ذوباناً، وملوحتها عالية بحيث تحتوي على نسبة عالية من البيكربونات والكالسيوم.

أما المياه المتواجدة في الصخور النارية (البازلتية) التي تتكون أساساً من الفلدسبار الذي يتركب من سيليكات الصوديوم والكالسيوم، فإنها غنية بشوارد الصوديوم والكالسيوم. وهناك المياه الجوفية الكبريتية وغيرها.

وبشكل عام نقول أن تركيب الصخر الذي تتواجد فيه المياه الجوفية يؤدي دوراً كبيراً في تحديد التركيب الكيميائي لتلك المياه، فبعض مركبات الصخور غير ثابتة كيميائياً، ولذلك فهي تقاوم التجوية الكيميائية.

تأثير مياه الأمطار على التربة

عندما يدخل الماء إلى الغلاف الجوي على هيئة بخار يكون نقياً، ثم تبدأ الغازات الجوية، مثل: الأكسجين، والنتروجين، وثاني أكسيد الكربون والأمونيا، وكذلك الجسيمات الدقيقة العالقة تذوب فيه، وبذلك يتحول إلى محلول، وهذا يعني أن مياه الأمطار ليست نقية.

لقد لوحظ أن التركيب الكيميائي للأمطار الساقطة تحتوي على كميات كبيرة من الكبريتات، والنترات، وثاني أكسيد الكربون خاصة قرب المناطق الصناعية حيث يكون المطر حامضياً، وسقوط هذه الأمطار الحمضية على التربة سيؤثر على إتزانات التربة، حيث يؤدي إلى فقدان بعض الأملاح.

والعناصر الهامة من التربة، نتيجة لذوبانها في المياه الحمضية، وبالتالي هجرتها من التربة إلى المياه الجوفية أو السطحية، حيث يذوب الغاز الموجود في الماء بالجو، ويتأكسد لإعطاء حمض.

ويؤدي سقوط هذه الأمطار لوجود التربة الحمضية حيث تتغير قيمة PH التربة. كذلك القنوات والبحيرات في المنطقة تميل إلى الحمضية.

ويبرز دور هذه الأمطار الحمضية الضارة في تأثيرها على الأبنية الكلسية والمباني، والهياكل الأثرية خاصة المصنوعة من الرخام، وبوجود أشعة الشمس فإن ثاني أكسيد الكبريت يتحول إلى حمض الكبريت المخفف أو الممدد من جراء الأمطار، ويتفاعل مع كربونات الكالسيوم والمغنيزيوم المكون الرئيسي للأبنية والحجارة الكلسية.

كذلك هذه الأمطار الحمضية تؤثر على المعادن الموجودة في التربة حيث يحدث التآكل والتقشر، ويحدث تغير في المظهر والتركيب لبعض العناصر (ظاهرة الصدأ على الحديد مثلاً).

ينشأ الترسيب الحمضي عندما تنبعث الملوثات، خاصة أكاسيد النتروجين والكبريت، من المداخن، والمسابك، ومخارج العادم من السيارات إلى الجو، وتتحول هذه الأكاسيد في سلسلة من التفاعلات الكيميائية مع مواد أخرى في الجو إلى حموض تسقط ثانيةً على سطح الأرض مذابة في المطر والثلج، والضباب، أو على شكل غازات أو دقائق جافة.

ويمثل أكسيد الكبريت السبب الرئيسي في الترسيب الحمضي الذي ينبعث إلى الجو عندما يحرق الفحم كوقود، أو عندما تستخدم خامات عالية الكبريتيد في المسابك تختلف كمية الكبريت في الفحم من ركام لآخر.

وتأتي أكاسيد الآزوت في المتربة الثانية كمصدر هام للمركبات المحمضة وهي تنبعث كمنتج ثانوي عند احتراق الوقود الأحفوري كالبنزين، والنفط، والغاز الطبيعي، وتتوقف الكمية المنبعثة على عوامل متنوعة، وبوجه خاص، درجة حرارة الاحتراق.

ولقد أدرك العلماء خلال الستينات والسبعينات من القرن السابق أن كمية الحموض المذابة في التساقط تتوقف على اتجاه الهواء، ومواعيده وسرعته. تدريجياً، أصبح واضحاً أن التغيرات في تركيب التساقط الكيميائي كان لها تأثيرات هامة واقعية ومحتملة، في النظم الايكولوجية، وعندئذٍ قام العلماء بإجراء ملايين القياسات، وإصدار آلاف المنشورات لفهم أسباب وعواقب الترسيب الحمضي.

إن العمليات التي تحكم سرعة ترسيب الحموض والمواد الحمضية على الأرض، والمدى الذي يصل إليه رحلتها من الجو معقدة، وتتوقف على العوامل الجوية، وخصائص سطح الأرض، والشكل الذي يكون عليه الملوث بالذات.

Report

Written by Hadeel Alashkar

What do you think?

Leave a Reply