in

الوظائف النفسية الاجتماعية لوسائل الإعلام

إلى جانب الوظيفة الفكرية تقوم وسائل الإعلام بوظائف نفسية ليست أقل أهمية من الأولى خصوصاً على صعيد مصلحة الجماعة الذاتية من حيث بقائها وتطورها وهذه الوظائف يمكن حصرها في ثلاث وهي الانتماء الاجتماعي والتوحيد الاجتماعي ومن ثم أثر هذه الوسائل في التسلية والترفيه وكل ما له علاقة بحياة الإنسان الحميمة.

الانتماء الاجتماعي

إن وسائل الإعلام تسهل عملية الانتماء الاجتماعي عن طريق الاستعلامات المتعددة والمعلومات التي تنقلها إلى الأفراد عن الجماعة.

إنها تشبه الدليل في حياتنا اليومية بما تقدمه من برامج عن الحياة العامة وعن سواها من وسائل الإعلام الجماهيري عن المسارح والمجلات والأفلام والأخبار الاجتماعية وأخبار الطقس من هنا نلمس علاقة بين الاهتمام بوسائل الإعلام من قبل مختلف الفئات الاجتماعية وكثافة المشاركة الاجتماعية.

ووسيلة الإعلام يمكن أن تكون ليس فقط إشارة للانتماء والرمز وإنما أيضاً الوسيلة والأداة لتثبيت هذا الانتماء وتقويته كما أنها تساهم في عملية فرض المعايير الاجتماعية.

التوحيد الاجتماعي

إن المجتمع يستحيل عليه أن يعيش بطريقة سليمة ويستمر إذا لم يساهم أفراده في عيش قيم مشتركة ويتفاهموا حول نهج معين وعدد من الرموز العامة تضمن انتماءهم إليه.

ولما كان المجتمع المعاصر متعدداً من حيث الجماعات التي تؤلفه والتي تولد عدداً كبيراً من المعطيات والقيم والرموز فإنه بحاجة إلى مؤسسات تصهر مختلف هذه المعطيات والقيم والرموز بقدر الإمكان ويبدو أن وسائل الإعلام الجماهيري في المجتمع المعاصر تساهم إلى حد بعيد في إقامة نوع من الوحدة كنمط من الكلام المتشابه ووضع قيم مشتركة كجواب أو كمحاولة لتعويض اختلاف المهام الاجتماعية المرتبطة بالمجتمع الصناعي.

التسلية والترفيه

هذه الوظيفة من السهل فهمها نكاد جميعنا نجد في كل من الجريدة والإذاعة والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة التي تساعدنا على صرف أوقات فراغنا من قراءة القصص المتسلسلة إلى حل الكلمات المتقاطعة فملاحقة المتفرقات.

إن وسائل الإعلام تتفنن في طرائق الاستجابة لهذه الحاجة عند جمهورها سواء بالنسبة إلى محتواها أو بالنسبة لكيفية تقديم هذا المحتوى ويمكن أن نلاحظ ذلك من زاويتين:

أهمية المواضيع المعدة للتسلية إن معظم الوسائل تستجيب لهذه الحاجة بتخصيص زوايا تملأ فراغ الناس وتسلّيهم.

خصائص الترفيه في الزوايا الإخبارية كاختيار متفرقات مثيرة ودرامية أحياناً ،فضائح وحتى تقديم الأخبار بطريقة فكاهية ومثيرة للضحك.

الوظيفة النفسية في حياة الإنسان الحميمة

إن وسائل الإعلام الحديثة إذ تساعد الإنسان على الهرب من عبوديات حياته اليومية تسهل له عملية تحرير غرائزه ضمن غرفته تلك الغرائز التي يحول المجتمع دون تحريرها ويحمل الفرد على كبتها بطريقة ظالمة لذا تلعب وسائل الإعلام دوراً شبه شفائي وتفسح له المجال للتنفيس عن كبته بشكل بسيط ووهمي.

التعويض عن الحرمان

إن المجتمع الصناعي المعاصر أقام علاقات بين الناس ثانوية بالنسبة للعلاقات الأولية البدائية والكاملة التي تقوم في المجتمعات التقليدية وهكذا حرم الفرد من حرارة العلاقات البسيطة المباشرة وسبب له بالتالي شعوراً بعدم الاطمئنان ولأن محتويات وسائل الإعلام الجماهيري خيالية في ثقافة ما فإن ثمة علاقة بين هذه المحتويات وبين الذين يستهلكونها من الجمهور ذلك أن محتويات هذا الخيالي الجماعي ذات صلة بنوع العلاقات القائمة بين الناس في المجتمع الصناعي الذي قسم العمل وعقلن الصناعة وأقام بدل العلاقة الإنسانية الحميمة المباشرة علاقة ثانوية غير مستقرة.

البديل عن العلاقات الأولية

كثيرون من الناس يشعرون بالحاجة إلى وسائل التواصل الاجتماعي لأنهم غالباً ما يكونون معزولين في المجتمع المعاصر ولما كانت وسائل الإعلام الجماهيري الحديثة تصل بصورة عادية إلى العدد الأكبر من الناس فقد وجد فيها هؤلاء الواسطة التي تربطهم وتشدهم إلى هذا المجتمع ووجدوا فيها البديل الأفضل عن العلاقات الأولية التي فقدوها.

تحرير الكبت

إن هذه الوجوه التي أعطتها وسائل الإعلام ملامح عائلية مألوفة سهلت أمر دخول نوع من العلاقات البشرية على حياة المعزولين والذين كاد تقسيم العمل يجردهم من إنسانيتهم على أنه يبدو من الصعب بمكان فهم الوظيفة الحميمة التي تؤديها أخبار الإثارة من غير الحديث عن العلاقة التي يمكن أن يقيمها الإنسان القارئ والمستمع والمتفرج مع العالم الوهمي الذي تخلقه وسائل الإعلام.

Report

Written by Carla Obied

What do you think?

Leave a Reply