in

استصلاح الأراضي القلوية

لا يتم إصلاح الأراضي القلوية بالسهولة التي تستصلح بها الأراضي المالحة، الأمر لا يقتصر على إزالة الأملاح الذائبة الموجودة في التربة فحسب بل يشمل استبدال عنصر الصوديوم المدمص بعنصر الكالسيوم، وتحسين الصفات الفيزيائية للتربة.

استبدال الصوديوم المدمص، يستبدل الصوديوم المدمص في الأراضي القلوية بعنصر الكالسيوم، ويختلف مصدر الكالسيوم المراد به استبدال الصوديوم، فقد يكون مصدره من الأرض نفسها، أو من ماء الري المستعمل أو مركبات مختلفة تضاف أثناء القيام بعملية الاستصلاح، فلو احتوت الأرض على الجبس ذائباً عندئذٍ كميات كبيرة من الكالسيوم في حدود 600 جزء بالمليون تقريباً.

أما عند وجود كربونات الكالسيوم فلا ينتج عنها إلا كميات ضئيلة من الكالسيوم أثناء عمليات الاستصلاح نظراً لقلة ذوبانها. وتعدّ كربونات الكالسيوم، مع ذلك، مهمة في عملية الاستصلاح إذا ما عوملت التربة بحموض أو كبريت، حيث يمكنها عندئذٍ تزويد كميات أكبر نسبياً من الكالسيوم. وتتحول الكربونات عند بدء زراعة الأرض لإصلاحها إلى بيكربونات كالسيوم نتيجة انطلاق ثاني أكسيد الكربون من الجذور النباتية، ويعمل الكالسيوم المتحرر على إكمال عملية الإصلاح بعد المعالجة المبدئية.

الماء المستعمل في الاستصلاح

إن اختيار الماء اللازم لري الأرض القلوية أثناء عملية الاستصلاح مهم لما لذلك من أثر على معدل رشحه خلال التربة. وبصورة عامة يفضل استعمال ماء ري قليل الصوديوم، أو محتوي على كمية من الأملاح كافية لإبقاء حبيبات التربة في حالة تجمع. ويختبر ذلك بأخذ عينات ترابية ورجها مع كميات معينة من أنواع المياه المتوفرة. فالماء الحاوي على أقل نسبة من الأملاح والذي تبقى معه حبيبات التربة في حالة تجمع يعدّ أحسن ماء ري من المياه المتوفرة لعملية الاستصلاح.

وتعدّ مياه الري مرضية إذا قلت ناقليتها الكهربائية عن 750 ميكرومو/سم، ويمكن استعمال مياه ري ذات ناقلية كهربائية بين 750 و2250 ميكرومو/سم، فيما إذا كان صرف التربة جيداً. أما إذا كان الصرف سيئاً أو غير كاف، فإن استعمال مثل هذه المياه للري يؤدي إلى عودة الملوحة إلى التربة.

ويفضل ماء الري القليل الاحتواء على الصوديوم لعملية الاستصلاح، وقد وجد في تجارب مختلفة أن خطر القلوية يكون منخفضاً عند استعمال مياه تقل نسبة الصوديوم فيها عن 10.

هذا وقد استعملت المياه المالحة كمياه البحر في المراحل الأولى للاستصلاح، ويشترط عند استعمال هذه المياه أن تستبدل بمياه أقل ملوحة وقليلة الاحتواء على الصوديوم، وأن يتم الغسل النهائي للأرضي القلوية بمياه عذبة جيدة الصفات.

المركبات المستعملة للاستصلاح

تستعمل لاستصلاح الأراضي القلوية ثلاثة أنواع من المركبات:

    1.     أملاح الكالسيوم الذائبة، مثل: الجبس وكلوريد الكالسيوم.

    2.     حموض أو مركبات حمضية، وتشمل حمض الكبريت، الكبريت، كبريتات الحديد، كبريتات الألمنيوم، والكبريت الجيري.

    3.     أملاح كالسيوم قليلة الذوبان، وتشمل اللايمستون (الحجر الجيري) المطحون وبعض المنتجات الكلسية الثانوية الناتجة عن صناعة السكر.

    ويتوقف اختيار المادة للاستصلاح على ظروف التربة، وتوفر المادة، والناحية الاقتصادية ويقصد بظروف التربة احتواءها على كربونات الكالسيوم والمغنيزيوم ورقم ال PH لها.

فالأرض الكلسية القلوية يمكن أن تعامل بأملاح الكالسيوم الذائبة، أو بالحموض، أو المركبات الحمضية. أما الأراضي القلوية غير الكلسية ذات رقم PH يزيد عن 7.5 فيجب معاملتها بأملاح الكالسيوم الذائبة، أو بمواد حمضية مع أملاح كالسيوم قليلة الذوبان.

وتعامل الأراضي القلوية ذات رقم PH أقل من 7 إما بأملاح الكالسيوم الذائبة أو قليلة الذوبان.

ومن الشائع نثر المادة المستعملة لاستصلاح الأراضي القلوية على سطح التربة. ثم خلطها بالتربة، وتبدأ عملية الترشيح مباشرةً عند استعمال الجبس أو المواد الحمضية.

أما استعمال الكبريت أو الكبريت الجيري الذي يتأكسد بوساطة الكائنات الحية الدقيقة، فلا بد من تركه أسبوعين أو أكثر قبل بدء عمليات الرشح.

Report

Written by Abeer Issa

What do you think?

Leave a Reply