in

الترب الانتفاخية

تعرف الترب الانتفاخية بأنها ترب غضارية تخضع لتغير كبير في الحجم مع تغير رطوبتها, حيث تخضع هذه الترب لزيادة في الحجم مع زيادة الرطوبة بينما يؤدي نقصان الرطوبة إلى نقصان حجم هذه الترب.

العوامل المؤثرة على الانتفاخ

تملك الترب الغضارية خاصية تغير قوامها بحسب رطوبتها, فهي قاسية وقابلة للكسر عندما تجف, ويمكن لنسبة ضئيلة من الرطوبة أن تحولها إلى جسم لدن. يمكن أن يترافق تغير قوام الترب الغضارية مع تغير حجمي متفاوت القيمة.

يمكن ربط إمكانية الانتفاخ بعوامل داخلية تتعلق بطبيعة التربة الغضارية وتحدد قابلية التربة للانتفاخ والتقلص وأهم هذه العوامل التركيب المينرالي للغضار حيث يلاحظ أن الكاولونايت يبدي تغيراً حجمياً أصغر بكثير من المونموريونايت.

كما تؤثر العوامل الخارجية كالظروف البيئية أيضاً على مقدار التغير الحجمي للترب الغضارية وتساهم في انطلاق هذه الظاهرة, فالمناطق الأكثر تضرراً من انتفاخ الترب الغضارية هي المناطق التي تتعرض للجفاف لفترة طويلة من الزمن ثم تتعرض لفترة قصيرة من الأمطار الغزيرة.

يسبب تناوب الجفاف والترطيب تشكل شقوق قد تمتد لعمق عدة أمتار, وفي فترة الأمطار تتغلغل مياه الأمطار ضمن هذه الشقوق مسببة انتفاخ هذه التربة. يسبب تناوب الانتفاخ والتقلص للترب الغضارية الانتفاخية أضراراً كبيرة للأساسات والطرق والجدران الاستنادية وغيرها من المنشآت.

يحصل الانتفاخ عادة ضمن المنطقة القريبة من سطح الأرض والممتدة لعمق بضعة أمتار وذلك نتيجة لتغيرات الطقس. تدعى هذه المنطقة بالمنطقة النشطة, ويمكن تحديد هذه المنطقة عن طريق رسم تغير رطوبة التربة مع العمق لعينات التربة المأخوذة في فصل الأمطار وللعينات المأخوذة في فصل الجفاف. وتكون نهاية هذه المنطقة عند العمق الذي تستقر عنده رطوبة التربة.

تعتبر المنطقة النشطة عاملاً هاماً في تصميم الأساسات, ففي حالة الأساسات السطحية يمكن أن تطبق التربة ضمن هذه المنطقة ضغوطاً هامة على الأساسات, وفي حالة الأساسات العميقة يمكن أن لا يتم الاستفادة من كامل مقاومة الاحتكاك بين التربة الانتفاخية والأساس العميق وذلك لأن تعاقب الانتفاخ والتقلص يمكن أن يضعف اتصال هذه الترب مع الأساس العميق.

التحريات الجيوتكنيكية الخاصة بالترب الانتفاخية

قبل البدء بالتحريات الجيوتكنيكية التحت سطحية يمكن القيام ببعض الاجراءات التي تسمح بالكشف عن إمكانية احتواء تربة الموقع على ترب انتفاخية, من أهم هذه الاجراءات :

1- مراقبة الأبنية في المنطقة.

2- مراقبة سطح التربة المعرض للجفاف.

3- لدونة وملمس التربة.

فإذا دلت هذه الإجراءات على وجود تربة انتفاخية فإن ذلك يتطلب تحريات جيوتكنيكية تحت سطحية موسعة.

  1. التحريات التحت سطحية: تتضمن هذه التحريات إجراء سبور أو حفر استكشافية وإجراء تجارب تصنيف وتجارب انتفاخ وانضغاط وقص تسمح بتحديد سلوك وقدرة تحمل التربة الانتفاخية.
  2. توزع السبور وأعماقها: يتم تحديد عدد السبور وأعماقها وتوزعها بحيث تسمح اعتماداً على التجارب المخبرية والحقلية بتحديد المقطع الجيوتكنيكي للتربة والانتفاخ الكلي وفرق الانتفاخ وضغط الانتفاخ وقدرة تحمل وهبوط التربة, وهذا يتطلب عدد من السبور والعينات والتجارب أكبر مما هو في حالة الترب غير الانتفاخية, حيث يتم عادة اختيار تباعد السبور من 8-15m وأحياناً أقل من ذلك. وبشكل عام يجب أن لا يقل عمق الحفر عن العمق الذي تتغير فيه رطوبة التربة ويمتد هذا العمق عادة تحت منسوب التأسيس لعمق من 3-6m.
  3. التجارب المخبرية: الهدف الأساسي من اختبارات الترب الانتفاخية هو وصف التغير الحجمي لهذه الترب ويمكن أن يتم ذلك إما بطرق غير مباشرة عن طريق تحديد مجموعة من الخواص الأساسية والخواص الفيزيائية وخاصة حدود أتربرغ والتركيب الحبي.

وذلك بهدف تصنيف التربة والاستعانة بجداول أو منحنيات خاصة تحدد درجة الانتفاخ وضغط الانتفاخ اعتماداً على الخواص الفيزيائية المحددة مخبرياً أو بطرق مباشرة عن طريق قياس الانتفاخ الحر وضغط الانتفاخ مخبرياً.

Report

Written by Abeer Issa

What do you think?

-1 Points
Upvote Downvote

Leave a Reply