in

منهجية البحث العلمي في الجغرافية

يتفق منهج البحث الجغرافي مع مناهج البحث في بقية العلوم ، فهو يقوم على الملاحظة التي تؤدي إلى الإحساس بوجود مشكلة ، ويشكل الإحساس بالمشكلة الخطوة الأولى في البحث.

نلاحظ يومياً الكثير من الظاهرات التي تثير الانتباه وتستدعي الاهتمام بها ، كونها تولد لدينا إحساسنا بضرورة فهمها وتفسيرها ، أو التعرف على مدى تأثيرها.

يجرى البحث الجغرافي باتباع الخطوات الآتية :

الخطوة الأولى : الإحساس بالمشكلة

يكون الإحساس بالمشكلة من خلال الملاحظة والتي يمكن أن تكون مباشرة ( في الطبيعة ) ، أو غير مباشرة  ( في المختبر أو باستخدام الصور أو الخرائط أو النماذج أو العينات أو الوثائق المكتوبة ) ، وتمكننا الملاحظة من تحديد عناصر المشكلة.

والملاحظة عملية مستمرة طوال فترة البحث ، حيث يمكن تتبع تطور الظاهرة عبر الزمن أو توزع الظواهر في المكان.

وهذا ما يقود الجغرافي إلى الخطوة الثانية :

الخطوة الثانية : تحديد المشكلة

وهي عملية صياغة راقية لما أحسسنا به على شكل سؤال نسعى للإجابة عليه.

ويمكننا أن نميز ثلاثة أنماط من الأسئلة أو المشكلات الجغرافية :

  1. النمط الأول : يتعلق بالتوزع المكاني مثال: ( توزع المصانع ).
  2. النمط الثاني : يتعلق بالعمليات التي تحدث ضمن الظاهرة ، وتؤدي إلى التنوع في الشكل مثال: ( لماذا تتنوع الرسوبيات على طول     مجرى النهر ؟ ) ، أو بين الظواهر ( لماذا تجتذب مدينة عدد من السكان أكثر من أخرة ).
  3. النمط الثالث : فيتعلق بطبيعة الظاهرة وتطورها ، ويجيب على تساؤلات من نوع ( إلى أي مدى ؟ ).مثال: إلى أي مدى يأثر إنشاء المصانع في المنطقة الريفية على الأراضي الزراعية.

إن الأسئلة السابقة لا يمكن التوصل إليها وتحديدها إلا من خلال الملاحظة الدقيقة ، ومن أمثلة ذلك ، عندما ندرس خريطة لمدينة ما فإننا نلاحظ تمركز التجمعات في منطقة ما دون الأخرى فنتساءل ( لماذا هنا وليس هناك ؟ ).

لهذا أثناء وخلال الملاحظة يتم التعرف على عناصر المشكلة ، وهذا يساعدنا على فهمها وفهم العلاقات التي تربط بينها ، كما أن هذا يقود بدوره إلى الاعتقاد المبدئي بوجود حل ، وهذا الاعتقاد بالحل يتجسد على شكل فرضية.

الخطوة الثالثة : صياغة الفرضية

وهي تفسير محتمل أو علاقة  أو حل محتمل ، وجميعها افتراضات نجري البحث للتأكد من صحتها.

 مثال: يرتبط تلوث الهواء في المدن بعدة عوامل منها : إقامة عدد كبير من المصانع في المناطق الخضراء ، وتدهور الغطاء النباتي.

أن الصياغة الواضحة والدقيقة للفرضية تسهل تحديد نوع المعلومات التي يجب جمعها.

الخطوة الرابعة : اختيار أدوات البحث المناسبة لجمع المعطيات والبيانات

بعد التعرف إلى نوع المعطيات اللازمة للبحث يجهز الباحث الأدوات اللازمة للحصول على هذه المعطيات ، وقد توفر مؤسسات متخصصة حكومية أو غير حكومية معلومات ذات صلة بالبحث فيستعان بها.

ويطلق على هذا النوع من المعطيات والبيانات اسم المعطيات الوثائقية ( بيانات – نشرات – دوريات – مجموعات إحصائية – خرائط……).إلا أنه عندما لا تفي المعطيات الوثائقية بالغرض المطلوب من البحث ، يلجأ الباحث لتأمينها ميدانياً ويطلق عليها اسم : الوثائق الميدانية.

الخطوة الخامسة : جمع المعطيات والبيانات اللازمة للبحث

بعد تأمين أدوات البحث التي تستخدم في جمع البيانات يقوم الباحث بجمع البيانات وفق متطلبات البحث.

الخطوة السادسة : تخزين المعطيات والبيانات التي تم جمعها وفق أشكال مختلفة

تخزن المعطيات والبيانات التي جمعت ، وتعرض بأشكال مختلفة ( جداول – رسوم بيانية – خرائط أو مخططات ) مما يسهل علينا معالجتها وتحليلها إحصائياً ، والمقارنة بينها.

ويضمن سلامة التخزين وصحته ، وسهولة التحليل والمقارنات.

الخطوة السابعة : التحقق من صحة الفرضية

ويتم ذلك من خلال دراسة النتائج ، واستخدام المعاملات الإحصائية المناسبة كالنسب المئوية والترابط بين الظواهر والتوافق وغيرها مما تتطلبه طبيعة البحث.

وتقودنا النتائج إلى التحقق من صدق الفرضية ، إما نقبلها أو نرفضها.

Report

Written by Hya H Maklad

What do you think?

Leave a Reply