in

الحياة الاجتماعية

منذ أن نشأ الإنسان على هذه الأرض وهو إنسان متفاعل مع من حوله بطبعه.

فالناس لا يستطيعون الاستغناء عن بعضهم البعض ، إذ هم بحاجة دائمة الى التكاتف الاجتماعي فيما بينهم وزرع قيم المشاركة كي يحيوا حياة سليمة.

 وقد جاء هذا التفاعل في طبيعة الحال كنتيجة طبيعية لعدم قدرة الإنسان على مواجهة مخاطر الحياة وظروفها المختلفة بمفرده.

كما أنه بحاجة شديدة للانتماء إلى جماعة ما يحقق ذاته فيها ، ويشعر أن هناك مجموعة من الأشخاص يتكلم بلغتهم ، ويتصرف حسب تصرفاتهم ، ويشعر بالأمان بينهم.

كما إن المجتمع عموماً عبارة عن مجموعة من الأدوار الاجتماعية التي تتكامل فيما بينها لتشكل بنية المجتمع الكلية.

فالإنسان مهما تمايزت قدراته سيبقى عاجزاً عن تأمين أبسط احتياجاته بمفرده ، فالخبز مثلاً يحتاج لقمح يزرعه مزارع ويحصده حصاد ويقوم بطحنه ليصبح قابلاً للاستهلاك.

 فمن هنا نستنتج بأن تفاعل الفرد مع مجتمعة يتميز بكونه عملية تبادلية بحتة تربط بين أفراد المجتمع ككل.

وكمثال لتوضيح ما سلف ذكره ، فيحكى أن هناك طفلاً صينياً يدعى “مانج لو” والذي تروي والدته قصته التي اصبحت تجسيداً لدور التفاعل الاجتماعي في تكوين شخصية الإنسان ، فقالت والدته شارحةً ما حدث مع ابنها من تفاصيل قائلة : إنها انتقلت من سكنها عدة مرات متتالية وذلك بسبب قيام ابنها بتقليد سلوك من كانوا يحيطون به من أفراد ، ففي المرة الأولى قلّد “مانج لو” سلوك حفار القبور نظراً لأن منزلهم كان بجوار المقبرة ، ثم بدأ بتقليد حركات الجزارين بعدما انتقلوا ليصبح منزلهم قريباً من سوق الجزارين ، إلى أن قررت والدته أن تنتقل مع ابنها إلى حي فيه مدرسة ، فبدأ ابنها بتقليد سلوك الطلاب وحاول أن يحذو حذوهم.

 نستنتج من ذلك كله أن الفرد بطبيعته هو شخص اجتماعي ، يستقي سلوكياته من المجتمع وتتكون لديه مفاهيم الخير والشر من خلاله.

بالإضافة لذلك ، توجد أيضاً حالات ينعزل فيها الفراد عن الآخرين.

 يشار إلى أن العزلة الاجتماعية أحياناً تسمى بالاستبعاد الاجتماعي، وهي حالة تعبر عن عدم القدرة على التواصل بين الفرد ومجتمعه المحيط به.

 وأسباب العزلة كثيرة ، نذكر منها ما يلي:

 انعدام ثقة الشخص في من حوله بسبب حدث ما قد تعرض له سابقاً وجعل منه شخصاً خائفاً من القادم والمجهول.

أو أنه فقد شخصاً عزيزاً عليه ، أو عانى من حالة عاطفية ما ، والأسباب في هذا الصدد كثيرة جداً  لكن يمكن القول أن هذه الحالة تكون خطيرة على الإنسان نفسه في غالب الأحيان  ، ومن الممكن أن تحوله لشخص عدوانيّ مثلاً فالحياة الاجتماعية نعمة من نِعم الله عزّ وجلّ، الذي منحها لكافة مخلوقاته على هذه الأرض.

ومن هذا الكلام نستنتج أن  شخصية الفرد إنما هي نتيجةٌ للمجتمع والبيئة التي تحيط به.

وهي نتيجة للتربية  الأسرية أيضاً ، وذلك لأن الأسرة هي ركن أساسي في نشأة الإنسان وتكوين أي مجتمع ، فإذا كانت البيئة سليمة صالحة خالية من المشاكل ينشأ الفرد سوياً وتلك التربية تعود بالنفع على المجتمع ككل. وإذا تربى الشخص في بيئة تفتقر للتربية السليمة التي تعتمد في أسسها على مفاهيم التعاون والاحترام  والالتزام بمبدأ الحقوق والواجبات فإن أفرادها في الغالب سوف يعانون من عدم القدرة على التواصل السليم مع باقي أفراد المجتمع ، وسوف يميلون إلى العزلة نتيجة رفض المجتمع لهم ، وذلك يأتي كنتيجة طبيعة لعدم اهتمام الأهل بتكوين شخصية سليمة لأبنائهم، معتمدة على ذاتها، وقادرة على التواصل والتفاعل مع من حولها من الأشخاص.

Report

Written by Hya H Maklad

What do you think?

Leave a Reply