in

الطلب على السلع

تعرف مرونة الطلب بأنها درجة استجابة الكمية المطلوبة من سلعة ما للتغير بتغير ثمنها وتتوقف مرونة الطلب على العديد من العوامل التالية:

1.   وجود أو عدم وجود بديل للسلعة موضوع الدراسة: فمرونة الطلب تتوقف على وجود بديل قريب للسلعة، له القدرة على إشباع نفس الحاجة سواء بنفس الدرجة أو بدرجة أقل. فإذا كانت هناك سلعة ليس لها بديل، كدواء لا يصلح غيره لعلاج مرض معين، وأنه لا بد أن يؤخذ، بمقدار أو كميات معينة، وإلا انعدم تأثيره المطلوب.

ومن ثم فإن ارتفاع ثمن هذا الدواء أو انخفاضه في حدود معينة لن يؤثر على الكمية المطلوبة منه ومن ثم تكون مرونة الطلب على هذه السلعة مساوية تقريباً للصفر. والسبب في ذلك واضح وهو عدم وجود دواء بديل يمكن إحلاله محل الدواء المستخدم ومن ثم فإن الكمية المطلوبة من هذا الدواء لن تتأثر بالتغير في ثمن هذا الدواء سواء ارتفع ثمن هذا الدواء أو انخفض في حدود معينة.

أما إذا كانت هناك سلعة لها بديل كامل، فإن ارتفاع ثمن هذه السلعة سيؤدي إلى انعدام الطلب عليها، أما انخفاض الثمن سيؤدي إلى زيادة الطلب عليها بمقدار لا نهائي، ومرونة الطلب في هذه الحالة هي مرونة لا نهائية.

2.   اعتبار السلعة ضرورية أو كمالية: تتوقف مرونة السلعة على نوع السلعة، فهناك السلع الضرورية والسلع الكمالية، فالطلب على السلع الضرورية يكون غير مرن حيث تقل قدرة الفرد أو المستهلك على الاستغناء عنها، ومن ثم فإن الطلب عليها سيكون طلب غير مرن، حيث يصعب على المستهلكين الاستغناء عنها ويستمر المستهلك في شراء حاجته منها حتى عند ارتفاع ثمنها. أما إذا كانت السلعة كمالية، فإن الطلب عليها سيكون طلباً مرناً، حيث يستطيع المستهلك بكل سهولة الاستغناء عنها نهائياً أو عن جزء كبير منها، إذا ما حدث ارتفاع في ثمنها.

ولذا فإن الطلب على السلع الكمالية يوصف بأنه طلب مرن، كالسيارات الفارهة والمجوهرات الثمينة يقتصر استخدامها على طبقة الأغنياء فإذا ارتفع ثمنها ارتفاعاً قليلاً فإن الطلب عليها لن ينقص بنسبة كبيرة، وإذا انخفض ثمنها بدرجة كبيرة فإن الطلب عليها لن يزيد بنسبة كبيرة حيث أن انخفاض الثمن لن يدفع الطبقات المتوسطة إلى شرائها.

3.   أهمية السلعة في ميزانية المستهلك: تتوقف درجة مرونة الطلب السعرية على المكانة التي تحتلها السلعة في ميزانية المستهلك، وتتحدد هذه المكانة بنسبة ما ينفقه المستهلك من دخله على السلعة، فكلما كانت هذه النسبة صغيرة.

كانت مرونة الطلب قليلة، فإذا كان سعر هذه السلعة لا يشكل إلا جزءاً تافهاً من دخل المستهلك فإن الطلب على مثل هذه السلع يكون غير مرن أما إذا كان ثمن هذه السلعة يشكل جزءاً كبيراً وهاماً من دخل المستهلك فإن الطلب على تلك السلعة يكون مرناً مثل التليفونات والمكانس الكهربائية.

4.   الطبقة المستهلكة للسلعة: يذهب الاقتصاديون إلى القول بأنه كلما كان استهلاك السلعة قاصراً على الطبقات الغنية، فإن الكمية المستهلكة منها لا تتأثر كثيراً بالتغيرات التي تطرأ على ثمنها، حيث تتميز الطبقات الغنية بأن لها من القدرة الشرائية ما يمكنها من استهلاك السلعة عند أي سعر لها. فهذه السلعة تعد بالنسبة للطبقة الغنية في حكم السلع الضرورية حتى وإن كانت من السلع الكمالية.

5.   عادات وأذواق المستهلكين: تتأثر درجة المرونة بعادات المستهلكين وأذواقهم، مما يؤثر في جعل الطلب على السلعة مرن أو غير مرن، فاعتياد المستهلكين على استخدام سلعة معينة سيجعل الطلب عليها يميل إلى أن يكون غير مرن حيث لن يرضى المستهلك.

أن يقلل من الكمية المشتراة من السلعة التي اعتاد على استهلاكها بصفة دورية عندما يرتفع سعرها ارتفاعاً بسيطاً، ومن ناحية أخرى فإن اعتياد المستهلك على استخدام سلعة معينة سيجعله يعتقد بعدم وجود بديل لهذه السلعة ويتمسك باستعمالها ولن يرضى عليها بديلاً، مما يجعل الطلب عليها قليل المرونة.

Report

Written by Iyad Jamal

What do you think?

Leave a Reply