in

تطوير أنظمة النقل الجماعي

لا يوجد منهج وحيد من أجل تحسين أنظمة النقل الجماعي، ولكن ما يجب القيام به هو مجموعة متكاملة من الاجراءات التي تتيح العديد من الخيارات لمستعملي النقل الجماعي.

ولا نبالغ إذا قلنا أن جميع الدول المتقدمة بل والناهضة حديثاً تتخذ من السياسات ما يثبط من استخدام السيارة الخاصة ويغري أصحابها باستخدام النقل الجماعي. وهو ما يظهر أثره في لندن على سبيل المثال حيث يستخدم ٨٠% من أصحاب السيارات الخاصة النقل الجماعي لرحلة العمل، ١٤% فقط يستخدمون سياراتهم الخاصة.

ويتم ذلك بخفض تكلفة استخدام النقل الجماعي ورفع مستوى خدمته في نفس وقت زيادة تكلفة استخدام السيارة الخاصة وخفض مستوى خدمتها حيث فرض رسم قدره ٨ جنيهات استرليني لدخول السيارة الخاصة منطقة وسط لندن بل ومنع دخولها تماماً لبعض الشوارع المهمة مثل شارع اكسفورد، هذا بينما يسمح للنقل الجماعي بذلك مع توفير خدماته بشكل متتابع وبمستوى مرتفع (في اليونان يوم للسيارات ذات الأرقام الزوجية.

وآخر لذات الأرقام الفردية للسماح بدخول المدن) كما أنه من الأكثر فعالية تحسين خدمة النقل الداخلي، وتعزيز استعماله وذلك من أجل جذب عدد أكبر من الركاب وتشجيع الناس على ترك سياراتهم واللجوء للنقل الجماعي، حيث هناك اعتقاد سائد أن استخدام السيارة السياحية يكلف الحكومة أموالاً كبيرة، ويسهم في رفع نسبة التلوث والحوادث.

لذلك يجب تشجيع المتنقلين لاستخدام أنماط النقل الجماعي عن طريق عدة سبل نذكر منها:

1.   خفض قيمة التعرفة ضمن وسائل النقل الجماعي.

2.   الاهتمام بالمنظر الجمالي (مواقف بمظلات واقية، مظهر أنيق للباص).

3.   زيادة سرعة وتواتر مركبات النقل الجماعي.

4.   إنشاء خطوط نقل جماعي بمعدلات تغطية أكبر.

5.   رفع ضريبة الوقود.

6.   رفع الضرائب السنوية على تسجيل السيارات، والتي قد تفرض على وزن السيارة وحجم المحرك وقيمة السيارة.

7.   استخدام المواقف المأجورة، بما فيها المواقف المخصصة للشركات والمعامل حتى لو كانت قيمة الموقف متدنية نسبياً، مع لحظ ربط أجرة الموقف بطول فترة بقاء السيارة في الموقف.

في لندن، أكبر المدن الأوروبية فرضت السلطات رسم زحام قيمته ثمانية جنيهات استرلينية في اليوم على كل سيارة تدخل المدينة، وتستخدم المدينة إيراد هذا الرسم في شراء المزيد من الحافلات، ومن بينها حافلات المحرك الهجين التي يقل استهلاكها من الوقود بنسبة ٣٠%.

وتم تقليل حركة مرور السيارات في وسط المدينة بنسبة ٢٠% مما أدى إلى انخفاض التلوث الجوي بنسبة ١٥%. في مدينة بوجوتا الكولومبية، أنشأ عمدة المدينة شبكة خطوط نقل جماعي بالحافلات باسم (ترانسميلينو) التي تعد نموذجاً يمكن تطبيقه في كثير من الدول النامية. ويمتد المسار المنفصل لهذه الخطوط مسافات تبلغ ٨.٤كم وأدت الشبكة إلى تحسين التدفق المروري والحد من التلوث وعدد الحوادث في الوقت نفسه.

وفي طهران تحسنت مؤخراً حالة الجو الذي اشتهر بالتلوث بإجراءات من بينها الغرامات التي تفرض ساعة الذروة المرورية وتقنين البينزين وتشغيل حافلات تعمل بالغاز الطبيعي والتخلص من الحافلات القديمة.

في مدينة ستراسبورج الفرنسية، أعادت المدينة في عام ١٩٩٤ تشغيل شبكة الترام التي كان قد تم إلغاؤها في ستينيات القرن الماضي. وتم إغلاق الشوارع الكبرى داخل المدينة أمام السيارات وحل محلها نظام الركن والركوب (ركن السيارة الخاصة في ساحات انتظار خارج المدينة والتحول إلى وسيلة نقل جماعي عند دخولها).

إن مثل هذه الأفكار ربما لا تلقى قبولاً لدى الكثيرين وهذا شيء طبيعي في بدايته ويستمر الأمر كذلك إلى أن يتم التكيف معه تدريجياً، فطبيعة السكان التي ألغت السيارة الخاصة كما يقول “كيفين لينسن” أن الإنسان يود الوصول بالسيارة الخاصة ليس لبيته فقط وإنما إلى سريره.

Report

Written by Carla Obied

What do you think?

Leave a Reply