in

العنف المدرسي

يشير العنف المدرسي إلى العنف الذي يحدث في محيط المدرسة، ويشمل ذلك العنف في ممتلكات المدرسة، وفي الطريق إلى المدرسة أو منها، وفي الرحلات والأحداث المدرسية.

يتعرض ما يقدر بـ 246 مليون طفل للعنف المدرسي كل عام ؛ ومع ذلك فإن الفتيات والأشخاص غير المطابقين للجنس يتأثرون بشكل أكبر.

قد يرتكب العنف المدرسي من قبل الطلاب أو المعلمين أو غيرهم من أعضاء طاقم المدرسة؛ ولكن العنف من قبل الطلاب هو الأكثر شيوعًا

يمكن أن يكون العنف المدرسي أي شيء يتضمن تهديداً حقيقياً أو ضمنياً، ويمكن أن يكون لفظياً أو جنسياً أو جسدياً، ويُرتكب بأسلحة أو بدون أسلحة.

تستكشف هذه المقالة أنواع وأسباب وتأثير العنف المدرسي وتقترح بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في منعه.

أنواع العنف المدرسي

يمكن أن يتخذ العنف المدرسي أشكالاً عديدة، وهذه بعض أنواع العنف المدرسي:

1- العنف الجسدي: والذي يشمل أي نوع من الاعتداء الجسدي، واستخدام الأسلحة، وكذلك الأعمال الإجرامية مثل السرقة أو الحرق العمد.

2- العنف النفسي: الذي يشمل الإساءة العاطفية واللفظية، قد يتضمن ذلك إهانة أو تهديد أو تجاهل أو عزل أو رفض أو الشتائم أو الإذلال أو السخرية أو الترويج للشائعات أو الكذب أو معاقبة شخص آخر.

3- العنف الجنسي: والذي يشمل التحرش الجنسي، والترهيب الجنسي، واللمس غير المرغوب فيه، والإكراه الجنسي، والاغتصاب.

4- التنمر: والذي يمكن أن يتخذ أشكالاً جسدية أو نفسية أو جنسية ويتميز بالعدوان المتكرر والمتعمد تجاه شخص آخر.

5-التنمر عبر الإنترنت: والذي يشمل الاعتداء الجنسي أو النفسي من قبل أشخاص مرتبطين من خلال المدرسة على وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من المنصات عبر الإنترنت، قد يتضمن ذلك نشر معلومات كاذبة أو تعليقات مؤذية أو إشاعات خبيثة أو صور أو مقاطع فيديو محرجة عبر الإنترنت، ويمكن أن يتخذ التسلط عبر الإنترنت أيضاً شكل استبعاد شخص ما من المجموعات أو الشبكات عبر الإنترنت.

أسباب العنف المدرسي

غالباً لا يوجد سبب بسيط ومباشر لانخراط شخص ما في العنف المدرسي، فقد يكون الطفل قد تعرض للتنمر أو الرفض من قبل أحد الأقران، أو قد يكون تحت ضغط أكاديمي كبير، أو ربما يقوم بتمثيل شيء شاهده في المنزل، أو في الحي، أو على التلفزيون، أو في لعبة فيديو.

فيما يلي بعض عوامل الخطر التي يمكن أن تجعل الطفل أكثر عرضة لارتكاب العنف المدرسي:

  • أداء أكاديمي ضعيف.
  • التاريخ السابق للعنف.
  • شخصية مفرطة النشاط أو مندفع.
  • حالات الصحة العقلية.
  • الوقوع ضحية للعنف.
  • تعاطي الكحول أو المخدرات أو التبغ.
  • ديناميكية الأسرة المختلة.
  • العنف المنزلي أو الإساءة.
  • الحصول على الأسلحة.
  • الأقران الجانحون.
  • الفقر أو ارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع.

من المهم ملاحظة أن وجود هذه العوامل لا يعني بالضرورة أن الطفل سينخرط في سلوك عنيف

آثار العنف المدرسي

أولاً: التأثير على الأطفال الذين يرتكبون العنف

يعتقد الأطفال الذين وقعوا ضحايا للعنف أو تعرضوا له بشكل ما في بعض الأحيان أن التحول إلى العنف هو الطريقة الوحيدة لنكون آمنين على الإطلاق.

عندما يرتكبون أعمال عنف، قد يشعرون بالرضا عندما تكون حاجتهم العاطفية للقوة أو الأمان مرضية، لكن هذا لا يدم طويلاً، لأنهم بدأوا يخشون العقوبة أو الانتقام، مما يثير الغضب الذي قد يؤدي أحياناً إلى مزيد من العنف إذا كانوا خائفين مما قد يحدث لهم في حال لم يحموا أنفسهم.

يحتاج الأطفال إلى المساعدة لمحاولة كسر الحلقة؛ إنهم بحاجة إلى فهم أن العنف يمكن أن يكون مرضياً مؤقتاً ولكنه يؤدي إلى المزيد من المشاكل.

ثانياً: التأثير على الأطفال ضحايا العنف المدرسي

قد يتعرض ضحايا العنف المدرسي للإصابة الجسدية ويتعرضون للجروح والخدوش والكدمات وكسور العظام والجروح الناتجة عن طلقات نارية والارتجاجات والإعاقة الجسدية أو الوفاة.

من الناحية العاطفية، قد يعاني الطفل من الاكتئاب أو القلق أو الغضب، وقد يتأثر أداؤهم الأكاديمي لأنه يكون من الصعب التركيز في المدرسة بينما كل ما يمكنك التفكير فيه هو كيفية تجنب التعرض للأذى مرة أخرى.

وفقاً لدراسة أجريت عام 2019، فإن الأطفال الذين تعرضوا للعنف المدرسي معرضون لخطر الإصابة بأمراض عقلية وجسدية طويلة المدى، بما في ذلك اضطرابات التعلق وتعاطي المخدرات والسمنة ومرض السكري والسرطان وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي.

كلما زادت تجارب الطفولة السلبية التي يمر بها الشخص، زادت المخاطر على صحته الجسدية والعقلية كشخص بالغ.

ثالثاً: التأثير على الأطفال الذين يشهدون العنف المدرسي

قد يشعر الأطفال الذين يشهدون عنفاً في المدرسة بالذنب لرؤيته والخوف الشديد من إيقافه، وقد يشعرون أيضاً بالتهديد، وقد يتفاعل دماغهم بطريقة مماثلة لطفل واجه العنف المدرسي.

بالإضافة إلى ذلك، عندما يتعرض الأطفال لصدمة أو يشهدونها، غالباً ما تتغير معتقداتهم الأساسية حول الحياة والأشخاص الآخرين، فهم يعتقدون أن العالم ليس مكاناً آمناً، مما قد يضر بصحتهم العقلية.

لكي يتمكن الطفل من الاعتناء بنفسه عندما يكبر، يجب أن يشعر أولاً بالأمان والرعاية.

يمكن للأطفال الذين عانوا من العنف المدرسي أو شهدوه الاستفادة من العلاج، الذي يمكن أن يساعدهم في معالجة الصدمة وتنظيم عواطفهم وتعلم مهارات التأقلم لمساعدتهم على الشفاء.

رابعاً: التأثير على الوالدين

يتفاعل الآباء مع العنف المدرسي بشتى الطرق، حيث يشجع بعض الآباء أطفالهم على التنمر على الآخرين، معتقدين أن العنف قوة، ويحاول البعض تعليم أطفالهم كيفية التصرف بطريقة لا تجذب التنمر أو غيره من أشكال العنف، ولكن هذا لا ينجح أبداً وقد يعلم الطفل أن يلوم نفسه على تعرضه للتنمر.

يتصرف الآخرون بشكل استباقي ويحاولون العمل مع المدرسة أو يتحدثون المدرسة إذا لزم الأمر، لمحاولة الحفاظ على سلامة أطفالهم.

طرق لمنع العنف المدرسي

1- أبلغ المدرسة عن ذلك: قم بإبلاغ سلطات المدرسة عن أي تلميح لسلوك عنيف، حيث يمكن أن تكون النصائح مساعدة كبيرة في مكافحة العنف المدرسي، والكثير من المدارس تسمح للطلاب بالإبلاغ عن النصائح دون الكشف عن هويتهم.

2- إعلام البالغين: يجب على الأطفال الذين يشهدون أو يتعرضون للعنف أن يستمروا في إخبار البالغين (الآباء والمعلمين والمستشارين) حتى يفعل شخص ما شيئاً، فإذا سمع شخص بالغ شكاوى حول طفل معين من عدة أشخاص، فقد يكون قادراً على حماية الطلاب الآخرين وربما مساعدة الطفل المتورط في العنف لتعلم طرق مختلفة.

3- الوصول إلى الناس: تواصل مع الأطفال أو الأشخاص الآخرين في المدرسة الذين يبدو أنهم غاضبون أو مستاءون، أو يبدو أنهم مفتونون بالعنف، تواصل مع أي طفل يبدو أنه يعاني من القلق أو الاكتئاب أو صعوبة في إدارة العواطف، ففي معظم الأوقات لن يكون الطفل عنيفاً لكنك ستساعده على أي حال من خلال تقديم الدعم.

بالإضافة إلى ذلك ، قد يكون من المفيد البحث عن علامات التحذير من العنف، والتي يمكن أن تشمل:

  • التحدث عن الأسلحة من أي نوع أو اللعب بها.
  • إيذاء الحيوانات الأليفة أو الحيوانات الأخرى.
  • تهديد الآخرين أو التنمر عليهم.
  • التحدث عن العنف أو الأفلام العنيفة أو الألعاب العنيفة.
  • التحدث أو التصرف بعدوانية.

من المهم إبلاغ أولياء الأمور أو المعلمين أو السلطات المدرسية بهذه العلامات، فقد يحتاج الطفل إلى المساعدة والدعم، والاستفادة من التدخل.

يمكن أن يكون العنف المدرسي مؤلمًا لجميع المعنيين، ولا سيما الأطفال، فمن المهم اتخاذ خطوات لمنع ذلك لأن الأطفال الذين يشهدون أو يتعرضون للعنف المدرسي قد يعانون من عواقب صحية جسدية وعقلية يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ.

Report

Written by MONA AHMAD

What do you think?

Leave a Reply