زراعة البقدونس

 عرف البقدونس منذ القديم حيث كان يستخدم كنبات لعلاج بعض الأمراض ولم يزرع البقدونس إلا من وقت قريب في منتصف القرن العشرين تقريباً حيث أصبح من محاصيل الخضار الهامة والمعروفة تنتشر زراعته في مختلف أنحاء العالم .

الموطن الأصلي  

ينمو البقدونس برياً في جنوب أوروبا وعلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط ( الجزائر و لبنان) كما يوجد برياً في الأراضي المحجّرة وعلى حواف الأنهار.

الاستعمال والقيمة الغذائية

يزرع نبات البقدونس للحصول على مجموعه الخضري الذي يؤكل طازجاً أو مطبوخاً وفي بعض الأصناف يزرع للحصول على الجذور المتضخمة.

يتميز البقدونس بقيمته الغذائية الكبيرة تتراوح نسبة المادة الجافة في أوراقه بين ( 12-25) ٪ وفي الجذور بين ( 12-26) ٪ كما يعد البقدونس من محاصيل الخضار الغنية بالفيتامينات وخاصة فيتامين (C) وفيتامين ( B) والكاروتين. 

وقد وجد أن أصناف البقدونس ملساء الأوراق غنية بالكاروتين وبفيتامينات ( C) مقارنة بالأصناف مجعدة الأوراق وتوجد نسبة مرتفعة من الألياف في أوراق البقدونس الطازج ونسبة قليلة من النشاء.

ويعد البقدونس غنياً بالأملاح المعدنية وخاصة أملاح البوتاسيوم والكالسيوم ويحتوي البقدونس على الزيوت العطرية التي تجعل طعمه ورائحته متميزين.

القيمة الطبية  

للبقدونس بعض الاستخدامات والفوائد  الطبية منها:

1. يستخدم كمدر للبول وعلاج لالتهاب المثانة.
2. علاج الحصى في الكلية.
3. يساعد في تنظيم الهضم وتعديل حموضة المعدة.
4. علاج أمراض الكبد الوبائي.
5. علاج التسمم بالمواد الغذائية.

ويلاحظ أن زيت البقدونس الطيار ينشط القدرة الجنسية عند الرجال ويعمل كمدر للطمث ومنشط للدورة الدموية عند النساء.

الاحتياجات البيئية 

1- الحرارة : يعد البقدونس من محاصيل الخضار الشتوية لا تنبت بذور البقدونس في درجة حرارة أقل من (4) درجة مئوية أو تزيد عن (32) درجة مئوية .

وتعد ( 15-20) درجة الحرارة المثلى لإنبات البذور وبشكل عام تتميز أوراق البقدونس بأنها أكثر تحملاً للصقيع من جذوره لأن الصقيع يسبب تشقق الجذور ويفقدها قيمتها التسويقية.

كما يلاحظ زيادة نسبة الزيوت العطرية الموجودة في الأوراق والجذور عند تعرض النباتات لدرجات حرارة مرتفعة إضافة لذلك يصبح نمو النباتات بطيئاً.

2- الرطوبة : البقدونس من الخضار المحبة للرطوبة حيث يتطلب توفر رطوبة كافية في التربة لا تقل عن 70 ٪ من السعة الحقلية بدءاً من زراعة البذور لأنّ انخفاضها يؤخر الإنبات وتنخفض نسبته ويكون غير متجانس.

ويلاحظ أنّ النباتات الكبيرة تتحمل انخفاض الرطوبة وارتفاع الحرارة لفترة قصيرة.

أما زيادة الرطوبة عن الحد المثالي يؤدي إلى ضعف النمو وتعفن الجذور وهذا ما يلاحظ عادة عند الزراعة في الأراضي ذات مستوى الماء المرتفع.

3- الإضاءة : البقدونس نبات محب للإضاءة يحتاج إلى نهار طويل في مرحلة الإزهار وتتأثر نباتات البقدونس بانخفاض الشدة الضوئية فانخفاضها يؤدي إلى بطء النمو وزيادة الأمراض لذلك لا ينصح بزراعتها في الأماكن المظللة وبين صفوف الأشجار.

طريقة زراعة البقدونس  

يزرع البقدونس في الأراضي الخصبة المفككة والغنية بالمواد العضوية الخالية من الأعشاب ولا ينصح بزراعته في التربة الثقيلة.

تنثر بذور البقدونس بعد خلطها بالرمل وذلك في مساكب صغيرة  أو في سطور البعد بينها (15-20) سم ثم تغطى بطبقة رقيقة من التربة لا تتجاوز سماكتها (1) سم.

وللإسراع في إنبات البذور يمكن نقع البذور بالماء العادي أو المؤكسج لمدة (24) ساعة حتى تبلغ البذور المنتشة 5٪  بعد ذلك توقف المعاملة و تجفف البذور ثم تزرع ويمكن زراعة البقدونس على مدار العام ولكن تفضل زراعته في الخريف وأوائل الربيع.

النضج والحصاد

يبدأ قطف البقدونس بعد شهرين من الزراعة وذلك عند وصول النباتات لارتفاع (15-20) سم حيث تقص الأوراق المحيطية الكبيرة وتربط في حزم.

وتكرر عملية القطف بمعدل مرة كل (20-30) يوماً أما بالنسبة لأصناف  البقدونس الجذرية فتقلع مرة واحدة بعد (4-5) أشهر من الزراعة.

التخزين  

يمكن تخزين البقدونس الورقي لمدة (1-2) شهر في درجة حرارة صفر مئوي ورطوبة نسبية مقدارها (90-95) ٪  أما الأصناف الجذرية فتخزن لعدة أشهر بنفس الشروط.