in

مراحل الحديث اللغوي ونموه عند الطفل

لما كان المرسل والمستقبل في عملية التواصل اللغوي يعدان ركنين أساسيين كانت خطوات التفكير لدى كل منهما بغية الوصول إلى الغاية من الرسالة الصوتية ليست سهلة وإنما تستلزم التدريب.

المراحل الأساسية للحديث اللغوي بين المستمع والمتحدث

يمرّ الحديث اللغوي بين المتحدث والمستمع بثلاث مراحل أساسية وهي:

1- مرحلة تكوين الرسالة وإطلاقها أصواتاً وهذه تخص المتحدث.

نلاحظ فيها أنّ المتكلم لا يتكلم إلا إذا تأثر بمؤثر خارجي عن طريق الحواس أو مؤثر داخلي كالإحساس بالجوع والعطش أو التعب.

وبعد شعور الإنسان بالحاجة إلى التعبير عن شعور أو حاجة أو فكرة عن طريق الكلام يعمد إلى اختيار المعاني ووضعها في قوالب جاهزة لذلك ومتوافرة في لغته إذ أنّ الفكرة لا بد لها من قالب لغوي للتعبير عنها وبعض القوالب اللغوية الخاصة بالمعنى هي تلك المفاهيم التي تعبر عنها الكلمات المجردة التي نجدها في المعجم.

ثم تأتي عملية اختيار الوحدات اللغوية المعبرة عن الوحدات المعنوية وبعد اختيار وحدات المعاني والوحدات اللغوية تأتي عملية اختيار القوالب الصوتية المناسبة لبث الرسالة ليصب فيها وحدات المعاني والقواعد المختلفة.

ثم تأتي المرحلة الأخيرة لدى المتحدث متمثلة في أن يقوم الدماغ بإصدار أوامره إلى أجهزة النطق المختلفة لكي تؤدي الحركات المعينة اللازمة لنطق هذه الجملة وبعدها تقوم أجهزة النطق بإصدار الأصوات المطلوبة وهنا ينتهي دور المتحدث.

2- مرحلة انتقال الأمواج الصوتية عبر الهواء إلى أن تدق طبلة الأذن عند المستمع ثم تنتقل إلى دماغه

يمكن وصف هذه المرحلة وصفاً علمياً دقيقاً عن طريق علم الفيزياء وعلم وظائف الأعضاء حيث تصدر الأصوات عن أجهزة النطق محدثة اهتزازات في الهواء تتولد عنها موجات صوتية تمتد إلى مسافات محدودة ،فإذا وجِد صاحب تلك الأمواج الصوتية في ظروف مناسبة وطرقت الأمواج أذنيي السامع أحدثت اهتزازات في أذنه الوسطى والداخلية ثم انتقلت الأصوات إلى الدماغ.

3- إعادة تركيب الرسالة من الأصوات التي تصله إلى المعنى الذي تحمله

يقوم المستمع بحل رموز الرسالة الصوتية في ضوء تركيبها الصوتي والصرفي والنحوي وصولاً إلى المعنى الذي يقصده المتكلم وهذه المرحلة داخلية بمعنى أنها تتم داخل الدماغ وتتسم بالتعقيد.

فعملية الاستماع والفهم أصعب من عملية النطق بالكلام بسبب طبيعة الصوت المختلفة باختلاف الإنسان الذي يصدر هذه الأصوات وطبيعته وحالته النفسية والانفعالية.

مراحل نمو التفكير عند الطفل

1- المرحلة الأولى من حياة الطفل حتى سن الثانية يكتسب خلالها الانطباعات الإدراكية كما يتعرف الطفل على الشكل العام لكل ما يحيط به.

فيدرك المحسوسات من خلال الصفات واستخدام الاستجابات اليدوية كاللمس والشم والنظر ويتوصل إلى أن يستجيب للمثير الغائب بعد أن استجاب له وهو حاضر.

2- المرحلة الثانية تبدأ من عمر السنتان حتى السابعة من عمر الطفل. وهي مرحلة التفكير الفطري حيث يقوم الطفل من خلالها بالتعرف على العلاقات بين الأمور الحسية المحيطة ويكون هذا التعرف تعرفاً ناقصاً وتنمو لديه المفاهيم البسيطة من حيث التعليل والدلالة على الزمان والمكان.

3- المرحلة الثالثة تبدأ من عمر السبع سنوات حتى الحادية عشرة وتسمى بمرحلة التفكير الحسي الإجرائي، يتعلم فيها الطفل مفاهيم جديدة من حيث الكم والنوع والحجم والعدد والتعليل والسببية وإدراك أوجه الشبه والاختلاف بين العلاقات في ضوء المحسوسات والواقع من غير أن يتمكن من تصور العلاقات المحتملة بين الموضوعات.

4- المرحلة الرابعة والتي تبدأ في سن الحادية عشرة من العمر وهي مرحلة التفكير المنطقي يستطيع الطفل فيها تصور العلاقات المحتملة بين الموضوعات ويقيس النتائج في ضوء المقدمات.

وقد وجد الباحثون أنه من الصعوبة بمكان تحديد هذه المراحل بسن معينة وذلك لأنّ الفروق الفردية بين الأطفال تلعب دوراً هاماً في هذا المجال كما أن الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل يؤثر بشكل كبير في نمو بعض المراحل بشكل مبكر.

Report

Written by Karmen Barakat

What do you think?

10 Points
Upvote Downvote

Leave a Reply