in

التخاطب غير الشفوي

يتجاهل الكثير من الناس أسلوب التخاطب غير الشفوي مع أنه من الأساليب المهمة في تقريب وجهات النظر وحدوث التفاهم فيما بينهم.

إن إقناع الآخرين بوجهة نظر معينة يتطلب التخاطب معهم بشكل فعال ومع أن الحديث الشفوي مهم إلا أن الإشارات غير الشفوية أهم بكثير.

وسائل التخاطب غير الشفوي

هناك العديد من الوسائل المستخدمة في التخاطب غير الشفوي أهمها:

الرسائل الصامتة

إن الحركات تتجاوز الكلمات والرسائل الصامتة التي نرسلها عبر الجسد حيث يمكن أن تدحض أو تعزز ما نقوله بالكلمات.

إن التخاطب غير الشفوي أكثر بلاغة ودقة وصدقاً من التخاطب الشفوي وغالباً ما يكون عفوياً وهو نافذة على المواقف والمشاعر الحقيقية للشخص المتكلم فالكلام خادع وبعض الناس لا يعنون ما يقولون أو لا يقولون ما يعنون بينما تبوح لغة الجسد بما يفكّرون ويشعرون بشكل حقيقي.

ولكي تكون ماهراً في تفسير حركات الجسد يجب أن تكون على معرفة ودراية بالإشارات غير الشفوية وكيفية استخدامها بحيث تستطيع قراءتها وهذا كله ينعكس إيجابياً على الحياة المهنية فالنجاح في عالم الأعمال يكون فيما تقوله من حركات جسدية تلك الحركات التي تعتبر أكثر أهمية من الكلمات.

الصوت

كثيراً ما تكون طريقة إخراج الكلمات أهم من الكلام نفسه وإذا أخذنا بعين الاعتبار نوعية الصوت فالعامل الأساسي في فهم الرسالة هو ملاحظة التغير في نبرة الصوت مثل ارتفاعه وشدته فالزيادة في شدة الصوت تدل على فقدان الصبر والغضب وانخفاضه يدل على الازدراء أو النفور وأحيانا الشعور بالملل.

تعابير الوجه

كثيراً ما يترافق الكلام مع التغير في تعابير الوجه مثل أمارات الغضب وإشارات الخوف ويمكن اختيار التعبير المناسب لكل موقف بحيث يتناغم التعبير مع ما يود أن يقوله مثل الابتسامة في الحديث الودي والإيجابي.

التحديق في العيون

يقول الخبراء أن التحديق في عيون الآخرين هو الوسيلة الأقوى للفت الانتباه وتقريب وجهات النظر فهي تدل على أن قنوات الاتصال مفتوحة وتدل هذه الحركة على الانفتاح والثقة بالنفس.

وتلعب المدة الزمنية للتحديق في العيون دوراً مهماً فالنظر لأكثر من عشر ثوان يسبب الارتباك والتوتر كما أنه من عدم اللياقة النظر إلى الآخرين خلال فترة الصمت.

بشكل عام البارعون في الحديث هم الذين ينظرون في عيون الآخرين عندما يتكلمون الأمر الذي يعطي شعوراً بالاطمئنان.

وضعية القامة

تكون قامات الأشخاص الواثقين بأنفسهم منتصبة ومتوازنة وخالية من التوتر وعندما يسيرون تكون خطواتهم ثابتة وأيديهم حرة الحركة.

الإشارات

تلعب الإشارات دوراً مهماً في تركيز انتباه الشخص الآخر على ما تقوله وترسم صورة سلبية أو إيجابية.

بشكل عام ينصح بعدم تكرار الإشارات وتجنب الإشارات العفوية حيث يحاول بعض الأشخاص أن يكونوا أكثر إقناعاً بالتشديد على الكلمات فيعطي انطباعاً للآخرين بأنه واثق بنفسه ومتحكّم بكلامه.

وسائل تحسين أسلوب التخاطب

يعد الانسجام من أهم العوامل المؤثرة في التخاطب الجيد بين الناس فإن محاكاة الوضعية من أسهل الطرق وأكثرها فعالية في تحقيق التآلف والانسجام.

إنّ أفضل طريقة لمعرفة أسلوب تفكير الشخص الآخر هي الانتباه إلى العبارات التي يستخدمها في حديثه بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص يميلون إلى استخدام الكلمات والعبارات التي تعكس نمط تفكيرهم بحيث يتمكن المستمعون بواسطتها من الفهم أو عدمه وبالتالي قبول الفكرة أو رفضها.

من المهم ليكون الحديث سهلاً وواضحاً استخدام الكلمات والتعابير التي تتوافق مع الشخص الآخر لأن ذلك يشعره بأن عالمه الداخلي مفهوم من قبل الآخرين الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز الحوار.

ومن هنا نستنتج أنّ الأشخاص المميزون في التخاطب مع الناس يحسنون محاكاة الآخرين في أفكارهم ومزاجهم وحتى في نغمة صوتهم.

Report

Written by Karmen Barakat

What do you think?

Leave a Reply