in

حركة مياه البحار والمحيطات

تتنوع حركة مياه البحار والمحيطات بتنوع مسبّباتها ، وهذه الحركات تؤثر تأثيراً مباشراً أو غير مباشر في حياة الإنسان كالمد والجزر والأمواج والتيارات البحرية.

 المد والجزر :

يعتمد سكان الأسكيمو شتاءً في شمال كندا على معرفتهم المتوارثة لظاهرة المدّ والجزر، إذ يدخلون تحت الطبقات الجليديّة بتوسيع الشقوق التي تتشكّل على سطح الجليد نتيجة حركة المياه المتناوبة تحته ، ليصلوا منها إلى فجوات تشكّلت نتيجة انخفاض في مستوى منسوب المياه ليجمعوا بلح البحر والطحالب دعماً لمصادر غذائهم القليلة بمأكولات طازجة.

ولكن يجب عليهم الخروج من تحت الجليد في غضون ساعة ، حفاظاً على أرواحهم من : ارتفاع في مستوى منسوب المياه مجدّداً ، ومن أي صيحة تحذيريّة ، لأنّها قد تؤدّي إلى انهيار الجليد.

فلنتعرف إلى هذه الظاهرة منشأها وفوائدها :

يعد المد والجزر من الظواهر الجغرافية الطبيعية تحدث لمياه البحار والمحيطات.

في مرحلة المد يرتفع منسوب مياه البحار والمحيطات عن مستواه الطبيعي ، ويحدث العكس في مرحلة الجزر حيث ينخفض منسوب مياه البحار والمحيطات.

منشأ المد والجزر :

يعتمد منشأ كل من المد والجزر على اجتماع ثلاثة قوى ( جاذبية الشمس – جاذبية القمر – حركة الأرض التي تشكل قوة طرد مركزية ).

حيث ينجم عن  جاذبية الشمس المد الشمسي أما جاذبية القمر فينشأ عنها المد القمري وتكون حركة هذان المدان دورية للمياه. ورغم صغر القمر ولكن قربه للأرض جعل من تأثيره على مياه البحار والمحيطات فعالية أكبر من تأثير الشمس.

تحدث حركتي المد والجزر مرتان أو أكثر كل يوم تبعاً لمرور أو ابتعاد أجزاء من الأرض أمام القمر فالمد القمري يحدث عندما تقابل الأرض القمر وما أن تدور دورتها حول محورها ويصبح القمر معاكس للجهة نفسها تبدأ عملية المد الشمسي.

للمد نوعان ( منخفض ومرتفع ) :

المد المنخفض تكون الأرض والشمس على استقامة واحدة والقمر يشكل معهم زاوية قائمة حيث يكون القمر في تربيعه الأول أو الأخير.

أما المد المرتفع فيحدث عندما تكون الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة والقمر حينها بدراً أو محاق.

فوائد المد والجزر :

1-  تنظيف مياه البحار والمحيطات من الشوائب والرواسب ومخلفات الإنسان .

2- دخول السفن وخروجها من الموانئ.

3- تنشيط الصيد. 

الأمواج :

إن مياه البحار والمحيطات في حركة مستمرة تأتي هذه الحركة نتيجة تأثر المياه بعوامل خارجية أو  باطنية وتسمى هذه الحركة بالأمواج ، تختلف الأمواج تبعاً لسرعة الرياح وديمومتها التي تعد العامل الأساسي والرئيسي في تشكلها ، إذ تضغط على سطح الماء في عرض المسطحات المائيّة (مياه عميقة ) مسبّبة تحرّك الماء في مسارات الموج الدائري.

تنكسر الأمواج بالقرب من الشاطئ ، لأنّ كمية الماء غير كافية لإكتمال مسارها كما تصطدم قاعدة الموجة بأرض القاع ، أما إذا تضاعف ارتفاع الأمواج إلى عشرات الأمتار فإنّها تتحوّل عند اقترابها من الساحل إلى ما يعرف بالتسونامي المدمّر.

خصائص كل من الأمواج العاديّة وأمواج التسونامي :

الأمواج العاديّة  تنشأ بفعل الرياح ويرتبط حجمها وخصائصها بقوة الرياح وديمومتها واتّساع المسطح المائيّ ، أما التسونامي فتنشأ بفعل حركات باطنية كالزلازل والبراكين.

طول الموجة  وهي المسافة بين قمتين أو قاعين متتاليين في الموجة العادية تكون من 30إلى 200م وفي التسونامي تتباين حسب عمق المياه وتصل إلى 500كم.

وفي كلا الموجتان تنخفض السرعة عند الوصول إلى الساحل.

ومن هنا تأتي أهمية دراسة حركة الأمواج بشكل دائم لتفادي مخاطر الأمواج العالية ولمعرفة الأوقات المناسبة للصيد بالإضافة إلى أهمية الأمواج في توليد الطاقة الكهرومائية.

التيارات البحرية :

هي حركة مياه المحيطات والبحار في اتّجاهات محدّدة كحركة الأنهار على اليابسة بعمق يصل الى 2كم وبعرض مئات الكيلومترات ، وتصنّف تبعاً للجهة التي تأتي منها إلى :

– تيارات باردة قادمة من المناطق القطبية

– تيارات حارّة قادمة من المناطق الاستوائية

ومن نتائج عملية تلاقي التيارات المحيطية :

– ازدهار الثروة السمكية حيث تساعد عمليّة اختلاط المياه على صعود العناصر الغذائيّة من القاع ، وتحمل التيارات الحارّة معها كائنات صغيرة تُعرف بالبلانكتون النباتي (الهوائم النباتية ) ، أما التيارات الباردة فتحمل البلانكتون الحيوانيّ ، وهما الغذاء الرئيسي للأسماك الصغيرة التي هي بدورها غذاء للأسماك الكبيرة.

وجد علماء بريطانيون أن تيّار الخليج البحري الدافئ قد تباطأ جداً بنسبة 15% وهذا ما سيؤدّي إلى مواسم باردة جداً في أوروبّا الغربية وانخفاض كمية الأمطار والأسماك التي تعتمد عليها الكثير من مناطق الكاريبي والساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية.

Report

Written by Hya H Maklad

What do you think?

Leave a Reply