in

عدم الثقة بالنفس وآثارها

الثقة عامل مهم في كل علاقة تقريباً، بما في ذلك علاقتك بنفسك، فقد يؤدي عدم الثقة بنفسك إلى صعوبة اتخاذ القرارات، والثقة في غرائزك، وتلبية احتياجاتك، والاستفادة القصوى من الفرص.

تسرد هذه المقالة بعض العلامات التي تشير إلى أنك لا تثق بنفسك، ولماذا قد تشعر بهذه الطريقة، وكيف يمكن أن يؤثر عدم الثقة في نفسك عليك، وبعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لإعادة بناء ثقتك بنفسك.

دلائل على أنك لا تثق بنفسك

هذه بعض العلامات التي تدل على أنك لا تثق بنفسك:

  • تسعى للحصول على الطمأنينة والنصيحة من الآخرين بدلاً من ضبط ما تشعر به حيال الموقف.
  • أنت تطلب آراء الآخرين من حولك عندما يجب اتخاذ قرار مهم.
  • أنت تؤجل اتخاذ القرارات وتماطب حيث تجد أنه من الأسهل الجلوس في حالة من عدم اليقين، مقارنة بالخوف من أنك اتخذت القرار الخاطئ.
  • أنت تتجنب الانصياع لاحتياجاتك ورغباتك وتقطع الاتصال بدلاً من ذلك.
  • أنت تبالغ في تقدير منظور الآخرين وتقلل من قيمة أفكارك وغرائزك.
  • تشعر بالذنب المفرط بعد اتخاذ القرار وتخشى دائماً أنك اتخذت القرار الخاطئ.
  • أنت تفكر في ما كان يمكن أن يكون إذا كنت قد اتخذت طريقاً آخر.
  • أنت تقارن اختياراتك بقرارات الآخرين.
  • لا تعتقد أنك اتخذت قراراً جيداً إلا إذا تلقيت تحققاً خارجياً.
  • أنت سريع في تصديق الآراء السلبية عن نفسك.
  • أنت تستخف بقوة اختياراتك.

أسباب عدم ثقتك بنفسك

هناك العديد من الأسباب التي تجعلك تشعر أنك غير قادر على الوثوق بنفسك، نذكر بعضاً منها:

أولاً: الخوف من الاختيار الخاطئ

يميل الأشخاص الذين لا يتفقون مع مشاعرهم واحتياجاتهم إلى تنظيم أنفسهم بناءً على وجهات نظر الآخرين، إن السبب الكامن وراء عدم ثقتهم بأنفسهم في الخوف من اتخاذ القرار الخاطئ وانعدام الثقة في قدرتهم على فعل ما هو الأفضل لهم.

كما أنهم يميلون أيضاً إلى إنشاء انقسام خاطئ للقرار الصحيح و الخطأ، حيث أنهم يبسطون القرارات من خلال هذه العدسة بالأبيض والأسود لخلق وهم بالسيطرة، بدلاً من الاعتراف بقدرتهم على الازدهار في المواقف المختلفة وتجاوز الشدائد، إذا لم يسير الموقف كما هو مخطط له.

عادةً ما يميل الأشخاص الذين لا يثقون في أنفسهم ويجدون صعوبة في اتخاذ الخيارات إلى الصراع بين خيارين إيجابيين متساويين، وهذا الصراع ليس حول القرار الأفضل بالنسبة لهم، بل حول عدم ثقتهم في قدراتهم الخاصة.

إنهم يميلون إلى العمل من موقع عجز يعتقدون فيه أنه يجب عليهم تعظيم فرصهم، وإعداد أنفسهم بأفضل موقف ممكن للتغلب على أوجه القصور المتصورة لديهم.

ثانياً: الأحداث الماضية والعادات الحالية

الأشخاص الذين اتخذوا قرارات سيئة في الماضي أو تعرضوا لإساءة عاطفية تجعل من الصعب عليهم تصديق تقديرهم لذاتهم، فقد يعتادون على تخمين أنفسهم والبحث عن آراء الآخرين والتحقق من صحتها لمساعدتهم على اتخاذ القرارات.

في حين أن هذا قد يساعدهم على الشعور بأنهم آمنون ومسيطرون، إلا أنه يمكن أن يزداد سوءاً بمرور الوقت حيث يصبحون أكثر انفصالاً عن احتياجاتهم وغرائزهم.

تأثير عدم ثقتك بنفسك

عدم الثقة بنفسك يمكن أن يؤثر سلباً على صحتك الجسدية والعقلية، وهذه بعض الآثار السلبية التي قد تواجهها:

حالات الصحة العقلية: الأشخاص الذين يعانون من عدم الثقة في أنفسهم يميلون إلى الشعور بمستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب والشعور بالذنب.

صعوبة النوم: الأشخاص الذين يجدون صعوبة في الثقة بأنفسهم معرضون أيضاً لصعوبات النوم لأنهم قد يميلون إلى اجترار قرارات الحياة الكبيرة والصغيرة ليلاً قبل النوم.

الظروف الصحية الجسدية: يمكن أن يؤثر التوتر والقلق الناجمين عن عدم اليقين على صحتهم الجسدية والعقلية، مما يؤدي في النهاية إلى حالات مثل ضعف الذاكرة ومشاكل القلب والسكري.

إعادة بناء ثقتك بنفسك

من المهم إعادة بناء الثقة في نفسك لأنه عليك أن تتعايش مع عواقب قراراتك، في حين أن البحث عن منظور ونصيحة الآخرين يمكن أن يكون مفيداً، فإن الآخرين لا يتعايشون مع العواقب وبالتالي ليسوا مؤهلين لاتخاذ قرارات حياتك.

إذا أدركت أنك تواجه صعوبة في الوثوق بنفسك وتشعر بالرغبة في تحسين مستوى ثقتك بنفسك، فإليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لإعادة بناء الثقة مع نفسك:

1- تناغم مع احتياجاتك وغرائزك

عادةً ما تتضمن إعادة بناء الثقة في نفسك تحسين احترام الذات وإيمانك بقدرتك على معرفة الأفضل بالنسبة لك، ابدأ في أن تصبح أكثر انسجاماً مع احتياجاتك وما تريده.

عندما ينشأ قرار أو موقف كبير، قاوم ميلك الأولي لإخبار شخص آخر على الفور والحصول على نصائحه، وبدلاً من ذلك اجلس مع الموقف وقم بمعالجة ما تشعر به حيال ذلك وفكر في خياراتك بالإضافة إلى إيجابيات وسلبيات كل نقطة قرار محتملة.

قد تجد أنه من المفيد كتابة قائمة بإيجابيات وسلبيات كل قرار، حيث إن تدوين أفكارك على الورق يمكن أن يوفر مزيدًا من الوضوح والمنظور.

2- استخدم التصور الإيجابي

يمكن أن يكون التصور الإيجابي أداة مفيدة، حيث يميل العديد من الأشخاص الذين يعانون من الثقة بالنفس إلى استخدام التصور السلبي، مما يعني أنهم يتخيلون أسوأ نتيجة ممكنة لقراراتهم ، مما يجعلهم يقللون من قيمة آرائهم ويمثلون آراء الآخرين.

بدلاً من ذلك، تخيل اتخاذ قرار وتصور أفضل نتيجة ممكنة، على سبيل المثال إذا كنت تحاول الاختيار بين مدرستي أعمال مختلفتين، فتخيل الانتقال إلى كل مدينة جديدة، والتعرف على أصدقاء جدد، وتجربة مطاعم جديدة، والتجول في الحرم الجامعي، وتعلم موضوعات شيقة.

تجنب ميلك إلى اجترار الفرص الضائعة، معتقداً أنك لن تستمتع بالبيئة، ولن تحصل على وظيفة بعد المدرسة، وتندم على اختيارك.

Report

Written by Karmen Barakat

What do you think?

Leave a Reply