in

قوانين التفكير

هل الكون يسير وفق قوانين ثابتة ؟ أو وفق قوانين متغيرة ومتبدلة ؟

هناك وجهتان نظر للإجابة عن هذا السؤال :

الأولى : تعتقد بأن العالم فوضوي وغير منظم  ،وجميع ما يحصل فيه  مصادفة.

أما الثانية : تقول أن القوانين الكامنة في هذه الحياة هي التي تسيره، وأن مهمة العقل الإنساني لا تتعدى الكشف عنها.

الرأي الثاني يعتبر الأقرب إلى الإنسان ، لوجود العديد من العمليات العقلية التي تساعد الإنسان على اختياراته ووصوله إلى نتائج صحيحة ، وتقوم بتوجيه السلوك الإنساني نحو موضوع معين.

ما هي القوانين التي يمكن أن توجه الفكر ؟

 هي مجموعة من القواعد والأسس التي يجب أن يتصف بها أي تفكير حتى يكون متناسق مع ذاته وخالي من التناقضات.

من هذه القوانين التي وضعها ارسطو :

قانون الهوية  :

هو قانون العقل

أي أن لكل شيء خصوصية خاصة يبقى عليها دون أن يحصل فيه أي تغير  ، فيبقى الشيء ذاته وبشكل  دائم على ما هو عليه مثال: الكتاب الذي كان في الأمس سيبقى في الغد هو نفسه

وعادة ما يتم التعبير عن هذا القانون بأشكال وصيغ متعددة منها :

الصيغة الرمزية : ( و ) هي ( و).

قانون عدم التناقض :

في هذا القانون لا نستطيع الجمع بين أي صفة وعكسها  ، فلا يصح أن يصدق النقيضان ، أي يمتنع وجود الشيء ونقيضه معاً. مثال : لا يمكن أن يكون الشباك مفتوح ومغلق في آن واحد.

فصيغته : هي أن الشيء لا يمكن أن يتصف بصفة وعكسها في الوقت نفسه ومن الجهة نفسها.

قانون المرفوع :

يقول هذا القانون أنه لا يمكن أن يكون هناك خيار ثالث ، إما الشيء أو نقيضه ، فالشيء إما كتاب أو دفتر فلا يمكن أن يكون شيء ثالث.

ومع تطور العلوم أردفت بالقوانين السابقة مجموعة قوانين أخرى.

ومن هذه القوانين :

قانون السببية :

يُعد قانون السببية من  أكثر القوانين تداول في الحياة.

حيث يتم في هذا القانون إرجاع أي حدث نصادفه في حياتنا مهما كان صغير أو كبير إلى سبب ساهم أو أدى إلى وقوعه.

 وإن تسلسل الأحداث مرتبط بعلاقة  بين المسبب والنتيجة ، فلا توجد نتيجة حاصلة دون وجود سبب حتمي خلفها ، إذ أن جميع المواقف أو الأحداث التي تحصل معنا  لا تقع بطريقة عشوائية أو بالمصادفة. مثال: غليان الماء سببه الارتفاع في درجة الحرارة.

ويمكن التميز بين نوعين من التفسيرات إحداها علمية كقولنا مثلاً : الحرارة سبب تمدد الحديد، والأخرى وهمية أي ذات صبغة خرافية التي سادت في المراحل السابقة من تطور العلم مثلاً :تفسير المرض بوجود أرواح شريرة.

قانون الحتمية :

تعد الحتمية صورة أخرى للسببية ، وبالتالي نحصل على نفس النتائج عند مرور نفس الأحداث ولكن بشرط وجود نفس الظروف.

ونتيجة لما سبق فالحتمية تقوم  على معرفتنا بشكل مسبق بالمستقبل بشرط توفر نفس الظروف.

قانون الغائية :

لا يوجد شيء أو حدث يحصل لنا دون وجود غاية منه.

ويعد ارسطو أول من تحدث عنه فالغائية هو المبدأ الذي تتحرك الأحداث بمقتضاه لتصل إلى صورتها الكاملة.

خصائص قوانين التفكير :

– ضرورية : حيث لا يمكن لأحد أن يفكر بطرق أخرى غيرها.

– قبلية : سابقة على كل تجربة.

– بديهية أي من المسلمات التي يتفق عليها الأغلبية العظمة.

– صادقة بذاتها : لا يوجد نقيض لها.

– كلية : يستعملها الجميع دون استثناء.

Report

Written by Rachel Al Khoury

What do you think?

Leave a Reply