in

نشأة التفكير الفلسفي

هل جميع اهتمامات الناس في المجتمع الواحد واحدة ؟

بالطبع لا.

اهتمامات الناس في المجتمع الواحد تختلف وهذا يعود إلى اختلاف الناس في ميولهم ورغباتهم وتوجهاتهم وشغفهم وغرائزهم.

ولكن هناك مواضيع وعناوين هامة شغلت بال الجميع منذ بداية وجود الإنسان في هذا الكوكب.

بعض من هذه الموضوعات والقضايا  الكبرى التي اهتم بها الجميع :

– معرفة الإنسان لنفسه :

نشأ هذا النوع من التفكير عند بداية وجود الإنسان ، حيث سعى لمعرفة نفسه وإمكانياته وقدراته ومشاعره وميوله.

– معنى الوجود :

من أكثر الأسئلة التي شغلت بال الإنسان من أنا ؟ أين أنا ؟ ما معنى الموت ؟ وما معنى الحياة ؟ وما هو الخلود ؟ والكثير من الأسئلة.

– الحياة والموت :

ماهي الروح ، من أين كانت البداية ، وإلى أين النهاية وما هو مصيرنا بعد الموت.

إذ أن هناك أسئلة فلسفية كبرى فرضت نفسها علينا ،وبكل فضول وشغف أردنا الإجابة عليها.

ومن هنا بدأت نشأة التفكير الفلسفي.

حيث جاءت كلمة فلسفة من أصل يوناني وتقسم إلى قسمين ( فيل – وصوفيا ) ومعناهم حب الحكمة.

أما المعنى الاصطلاحي : فهي التفكير الذي يسعى لبلوغ المعرفة والحقيقة.

ومن تعريف الفلسفة اشتق تعريف الفيلسوف :

فهو ذاك الإنسان الذي يهتم بالأمور الكونية ويبحث عن حقيقة الموجودات.

– أصل الفلسفة :

يعد الفيلسوف أرسطو من أشهر وأهم الفلاسفة اليونان ، حيث أكد أن أصل الفلسفة هو عبارة عن الدهشة ، والدهشة تعني ( الاستغراب – الخوف – القلق –المفاجأة – الذهول – والكثير من المعاني ).

وجاءت من دهشة الإنسان بالظواهر الكونية الكبرى قديماً ، والتي لم يجد لها أي تفسير عقلي ابداً ، فبدأ يبحث عن إجابة لهذه الحقائق ، علماً أن الدهشة هي قدرة أو مَلَكَة تولد مع الإنسان منذ بداية حياته ، ثم تبدأ بالضعف كل ما تقدم بالعمر ، ويعود هذا  إلى كثرة انشغال الإنسان بأمور تأخذ اهتمامه ووقته فهذا جعل من ما كان يدهشه وهو صغير أن يصبح نمطي في حياته وهو كبير.

ولكن هذه المَلَكَة عند الفيلسوف يعمل عليها جاهداً وبشكل مستمر لتنميتها ليبدأ بالبحث عن المعرفة والحقيقة.

ومن هنا ظهر نوعان للتفكير :

– التفكير الأسطوري:

كان التفكير الطاغي في البداية حيث أنه كان يرتبط بالخرافة والخيال والبعد التام عن الحقيقة.

– التفكير الفلسفي :

هو تفكير منطقي مقترن بالحكمة حيث أنه يعطي إجابة حقيقية عن الأسئلة التي تدور في ذهن الإنسان.

وكان التفكير الفلسفي رداً على أسئلة التفكير الأسطوري الذي لم يستمر طويلاً.

لهذا نشأت الفلسفة لتضع قواعد صحيحة بعد نقدها للتفكير الأسطوري.

هل الفلسفة ضرورة إنسانية ؟

يرى الإنسان الظواهر الكونية على اختلاف أنواعها ويفكر بها ويتأملها ويكون لهُ فيها رأي.

حيث لا يوجد في الغالب إنسان لا يتعاطى الفلسفة أو على الأقل فإن لكل منا في حياته لحظات يكون فيها فيلسوفاً ، ينظر ويتأمل ويحاول الوصول إلى أعماق الأمور.

فالفلسفة ليست نبتاً غير طبيعي في المجتمع ، وإنما هي ضرورة إنسانية ملازمة لوجود الإنسان.

بعض خصائص الفلسفة :

– العمومية والشمولية

– الاستقلال والتفرد

– الاهتمام بالإنسان

– لا غنى للإنسان عن الفلسفة

– اتخاذ المواقف بنقدية تامة

وفي النهاية يعد التفكير الفلسفي ظاهرة إنسانية تخص الإنسان ، باعتبار الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يفكر ولا يستطيع ان يستغني عنها طالما هو موجود ويفكر.

Report

Written by Maysoon Radwan

What do you think?

Leave a Reply