in

ما هي العولمة ؟

للعولمة تعاريف متعددة ولا يمكن حصرها بتعريف دقيق نظراً لانحياز الباحثين الإيديولوجيين واتجاهاتهم بالنسبة للعولمة رفضاً أو قبولاً.

فالترجمة الحرفية لكلمة العولمة في اللغة الأنكليزية Globalizatio  ) تعني الكوننة أو الكونية.

وفي اللغة العربية : تعني جعل الشيء عالمياً بفعل قوة دافعة.

العولمة هي :

اتجاه تقوده الرأسمالية يهدف إلى إضفاء طابع عالمي أو كوني على أنماط العلاقات والتفاعلات في المجتمع الدولي بكافة مظاهره ، حيث يهدف لتحقيق المزيد من الارتباط والاعتماد المتبادل بين جميع انحاء العالم.

تتضمن العولمة بمفهومها الواسع :

– انتشار أفكار ومشكلات المجتمع المحلية بكافة مجالاتها ، وعبورها حدود الدولة السياسية والجغرافية على مستوى العالم.

 – عدم الاهتمام بخصوصية المجتمع في الدول التي تغزوها العولمة ،لأنها  تنشر الميزات والخصائص التي تنسجم مع مصالحها.

– نتيجة تسارع وتيرة الاتصال العالمي وتقدم وسائله المستخدمة ، اصبح من السهل انتقال كل ما يراد نقله.

جوانب العولمة :

تتجلى جوانب العولمة في العصر الحالي في جميع مجالات الحياة منها :

العولمة السياسية :

حيثُ أن الرأسمالية انتجت مجتمعات تتميز بسيادة حكم القلة الثرية التي تتحكم في شؤون البشر وزيادة دوائر الفقر واتساعها عاماً بعد عام.

 ففرضت العولمة على الدول ما يسمى بنظام السوق العالمي ( المحكوم ) اقتصادياً بسياسة عالمية متعددة المراكز ، لا تكون الكلمة الوحيدة فيها لرأس المال ولا للحكومات الوطنية ، إنما يحاول الجميع جهدهم لتحقيق أهدافهم رغم ما بينهم من اختلاف في فرص القوة.

وما ساعد على ذلك : التغير والتطور الهائل لتقنيات الإعلام والاتصال .

 فالعولمة تعني التقنية التي ألغت المسافات ، عن طريق الطائرات النفاثة والكمبيوتر والأقمار الصناعية والعديد من الاكتشافات العالمية التي تُمكن الناس والأفكار والبضائع من تخطي الحدود بصورة متزايدة.

وهذه السياسة المتعددة المراكز تمارس نشاطها من خلال :

– المنظمات العابرة للحدود : مثل البنك الدولي – جمعية علماء الاجتماع الدولية – المافيات الدولية – المنظمات الدولية الجديدة غير الحكومية التي تعمل إلى جانب بعضها أو ضد بعضها البعض.

– المشاكل العابرة للحدود : مثل التغيرات المناخية والمخدرات والأمراض والنزعات العرقية وأزمات العملات وغيرها.

– الأحداث العابرة للحدود : حرب الخليج – بطولة كأس العالم لكرة القدم ، هذه الأحداث التي تنقل عبر الأقمار الصناعية والتلفزة تؤدي إلى حدوث اضطرابات في بلدان وقارات مختلفة.

– الجماعات العابرة للحدود : تنشأ هذه الجماعات عادة لأسباب تعود إلى الدين أو التوجهات السياسية أو العلم……الخ.

العولمة الاقتصادية :

اختلفت الآراء حول ظهور العولمة الاقتصادية ولكن بدايتها كانت مع بداية نشوء نظام الرأسمالية.

فالعولمة الاقتصادية كظاهرة لتطور النظام الرأسمالي ، تعني الانتقال من الاقتصاد الدولي الذي تتكون خلاياه القاعدية من اقتصاديات متنافسة ومعتمده على الذات ، إلى اقتصاد عالمي قائم على النظم الاقتصادية والمؤسسات الاقتصادية الكونية ، وعلى سلطة القرار الاقتصاد الدولي.

حيث ظهر التجليات الاقتصادية للعولمة في إنشاء منظمة التجارة العالمية ( WTO ).

العولمة الثقافية :

هنا تطمح العولمة إلى صياغة ثقافة كونية شاملة ، وهذه الثقافة تتضمن معنى توحيد أساليب الحياة والرموز الثقافية وهذا ما يدعى بالثقافة الشمولية.

وتجلت آثار العولمة الثقافية من خلال :

– القدرة على نشر المعلومات وحرية تداولها بعيداً عن عوامل الرقابة والتقييد.

– استطاعت العولمة أن تخترق معظم الحصون الثقافية والفكرية والعقائدية للمجتمعات ، فجعلت العولمة كل شيء مفتوح أمام الفرد دون وجود موانع.

العولمة الاجتماعية :

هنا معناها يتساوى مع معنى التجزئة حيث تنشأ جماعات متخطية الحدود والقارات منهم : 

السواح والمهاجرون واللاجئون والمنفيون والعمال وهذا كله يعمل على خلط الثقافات المتعددة والمتناقضة وخلق مجتمعات جديدة.

وتعد ظاهرة الهجرة من أهم الظاهرات التي أفرزتها العولمة.

العولمة البيئية :

إذا كان للعولمة السياسية والاقتصادية والثقافية بعض الآثار الإيجابية ، فالعولمة البيئية تغلب عليها الآثار السلبية.

ومن هذه الأثار السلبية :

– الدمار البئي المرتبط بالأخطار التقنية الصناعية ( الصناعات الكيميائية والنووية ) المتمثلة بثقب الأوزون ، وكذلك عواقب الهندسة الوراثية.

– الدمار البيئي الناتج عن الاستثمار غير الصحيح للموارد ، والإفراط في استغلال الطبيعة.

– كثيراً ما يكون الدمار البيئي سبباً في الحروب بين الدول ‘ كالصراع على الموارد الضرورية للحياة ( الماء ) أو موارد الثروة الاقتصادية أو الطاقة.

وللعولمة أدوات متعددة ومن أدواتها :

تمتلك العولمة اليوم ثلاثة من أضخم المؤسسات العالمية ، التي تعمل على تحقيق انتشارها ودمج كل دول العالم في مسيرتها وهي :

– المؤسسات المالية.

– منظمة التجارة العالمية.

– الشركات متعددة الجنسية.

Report

Written by Zain Khabbaz

What do you think?

Leave a Reply