in

مهارة امتلاك التفكير الإبداعي

يمثل الابتكار والإبداع أحد الضرورات الأساسية لممارسة النشاطات إذ إن الزمان في تصاعد والحاجات والطموحات هي الأخرى في نمو واتساع فلا يعد كافياً أو حتى مرضياً أداء أي نشاط على اختلاف أنماطه وأنواعه بالطرق الروتينية التقليدية لأن الاستمرار بها يؤدي إما إلى الوقوف وهو بالتالي تراجع عن الركب المتسارع في المضي إلى الأمام أو الفشل.

لذلك فإنّ أي عمل من أجل ضمان استمراره قوياً ومؤثراً يجب ألا يقف عند حد الكفاءة بمعنى ألا يقتنع الإنسان بالقيام بأعماله بطريقة صحيحة أو يؤدي وظيفته الملقاة على عاتقه بأمانة وإخلاص وإنما يجب أن يكون طموح الشخص أبعد من ذلك فيرمون ببصرهم إلى الأبعد وبآمالهم إلى الأسمى حتى يكونون متألقين بأفكارهم وأدائهم وأهدافهم وبتعبير آخر حتى يكون عملهم خلاقاً مبدعاً ويصبح الابتكار والإبداع والتجديد السمات المميزة لأدائه وخدماته.

لقد اختلف العلماء في تعريفهم للإبداع فبعضهم يقصد بالإبداع القدرة على خلق شيء جديد أو مبتكر بينما يقصد آخرون أنه العملية أو العمليات السيكولوجية التي يتم بها خلق وابتكار الشيء الجديد ذي القيمة العالية ويرى فريق ثالث أنّ الإبداع ينشأ عن القدرة الإبداعية وعن العملية الإبداعية التي تؤدي في آخر الأمر إلى إنجاز العمل الإبداعي بحقيقته.

مكونات الإبداع

للإبداع عدة مكونات هي:

الإنتاج الإبداعي

هو أحد جوانب تفاعل الإنسان مع البيئة ويقاس الإبداع في أحد جوانبه بكمية الإنتاج وصوره فالإنتاج الإبداعي محك أو مقياس للإبداع.

العملية الإبداعية

عملية معرفية ذهنية حيث يكون الفرد في هذه العملية نشطاً منظماً للخبرات لكي يستجيب للموقف الجديد.

الشخص المبدع

تعددت النظرة إلى الشخص المبدع بسبب تعدد زوايا النظر فبعضهم يركز على الجوانب الأدائية وآخرون على الجوانب الذهنية والشخص المبدع يجب أن يتميز بخصائص عقلية ومعرفية وخصائص شخصية انفعالية.

الموقف الإبداعي

إن تكرار المواقف الإبداعية وتعددها يسهم بإطلاق صفة المبدع على الفرد وأيضاً الفرد يكون مبدعاً في موقف ويظهر سلوكاً عادياً في مواقف أخرى فالإبداع يرتبط بالموقف الذي تفاعل معه الفرد ويظهر حلاً غير مألوف.

مميزات التفكير الإبداعي

  1. تجنب التتابعية المنطقية.
  2. توفير بدائل عديدة لحل المشكلة.
  3. تجنب عملية المفاضلة والاختيار.
  4. البعد عن النمط التقليدي الفكري.
  5. تعديل الانتباه إلى مسار فكري جديد.

خصائص التفكير الإبداعي

  1. الحرص على الجديد من الأفكار والآراء والمفاهيم والتجارب والوسائل.
  2. البحث عن البدائل لكل أمر والاستعداد لممارسة الجديد منها.
  3. الاستعداد لبذل بعض الوقت والجهد للبحث عن الأفكار والبدائل الجديدة ومحاولة تطوير الأفكار الجديدة أو الغريبة.
  4. الاستعداد لتحمل المخاطر واستكشاف الجديد.
  5. الثقة بالنفس والتخلص من الروح الانهزامية.
  6. الاستقلالية في الرأي والموقف.
  7. تنمية روح المبادرة في التعامل مع القضايا والأمور كلها.

معوقات التفكير الإبداعي

  1. الخوف من الفشل والنقد.
  2. عدم الثقة بالنفس.
  3. الاعتياد والألفة.
  4. الخوف من المجهول أو من الجديد.
  5. المناخ المشحون بالتوتر والتخوف والاستبداد الفكري.
  6. الرغبة في التقليد والمحاكاة للنماذج السابقة.

الفرق بين التفكير الخلاق والتفكير المنطقي

هناك عدة فرروق بين التفكير المنطقي والتفكير الإبداعي يمكن إيجازها بما يلي:

التفكير المنطقي

التفكير المنطقي يتدرج حسب قانون الأسباب خطوة فخطوة حتى يتوافق مع القواعد المنطقية لذا فإنه لا يتجاوز الأعراف والتقاليد والأنظمة المفروضة والأساليب المألوفة في الغالب لأن المنطق يفرض على صاحبه مراعاة توازن الفكر مع العمل مع كسب الأرباح مع الخسائر الأقل ونحو ذلك من موازنات ضرورية لسلامة الإدارة.

التفكير الإبداعي

قد يتجاوز الأعراف والتقاليد ويخرق المألوف بشجاعة وإقدام فلا يخضع لقواعد ثابتة أو قرارات محكمة لذا فإنه في الغالب يخيف ويوقع المتعايشين معه بالحذر والارتباك لذلك فإن الفكر الخلاق قد يجد من يخالفه بشدة وينسب إليه النواقص حتى يثبت مصداقيته وصحته بعد حين والأمر الذي يهوّن الأمر هو أنه بعد النجاح سيشكل انتصاراً كبيراً لأصحابه ويزيد من مصداقيتهم وكفاءتهم.

Report

Written by Yola Othman

What do you think?

Leave a Reply