in

نشأة الإنترنت وتطوره

شهدت تكنولوجيا الاتصالات تطورات كبيرة خلال الربع الأخير من القرن الماضي وتلاحقت التطورات الكبيرة في مجال ثورة المعلومات والاتصالات وكان من أهم نتائج التزواج بين ثورتي الاتصالات والمعلومات شبكة الإنترنت.

النشأة والتطور

عرفت شبكة اربانيت المحدودة قبل الإنترنت بفترة زمنية بسيطة وكان يلزم لنقل البيانات عبر تلك الشبكة أن تستخدم جميع أجهزة الكمبيوتر نفس المعدات الداخلية هارد وير وكذلك نفس البرامج سوفت وير ثم أمكن عبر صيغة تي سي بي تحويل اربانيت إلى الإنترنت.

ويرجع الفضل في تصميم البروتوكول الأساسي للشبكة إلى فينت سيرف وكان من أوائل الأشخاص الذين ابتدعوا الشبكة وأول من استخدمها لذلك أطلق عليه لقب أبو الإنترنت.

وقد اشترك سيرف مع بوب كان في وضع الصيغة الأصلية للشبكة التي أطلق عليها بروتوكول ضبط نقل البيانات أو بروتوكول الإنترنت.

أما شبكة الإنترنت فقد بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر الستينات عندما تم توصيل حاسبات وزارة الدفاع الأميركية تلبية لأهداف عسكرية وبعد نجاح هذه التجربة تم توصيل حاسبات هذه الشبكة مع جهات أخرى ويقول رائد الشبكة الدولية للمعلومات فينت سيرف إنه في أوائل السبعينات لم يكن أحد من المشاركين في تطوير تلك التكنولوجيا الوليدة يعتقد أنها ستتطور لتصبح على ما هي عليه اليوم.

ويعتقد سيرف أن العقد الأول للإنترنت ما بين عامي 197‪2 –  198‪2 كان عقد التصميم والتجريب ونشر التقنيات الأساسية تلاه العقد الثاني لترسيخ وضع الشبكة ودخولها المجال التجاري حيث أخذ عدد الحاسبات يتزايد وبدأت أهمية الإنترنت في التزايد مع إقبال العديد من المؤسسات التعليمية والجامعات الأمريكية والمؤسسات الأهلية والتجارية ومراكز الأبحاث على استخدام الإنترنت.

ثم أتى العقد الثالث ليشهد اتساع نطاق الإنترنت وتعميمه على مستوى الأفراد مما جعل الإنترنت شبكة عالمية تتناول مختلف ظروف الحياة.

وتعتبر شبكة الإنترنت أحد أهم الأطر الاتصالية التي أبرزت تجليات التفاعل بين ثورتي الاتصالات والمعلومات وطرحت نمطاً اتصالياً يختلف عن النماذج التقليدية للاتصال فشبكة الإنترنت إحدى الوسائل التي تعتمد على الاستخدام التفاعلي للوسيلة من جانب المتلقي بما يعني التحول من أنظمة الاتصال الخطية إلى أنظمة من اتجاهين بالشكل الذي يتيح للمستخدم فرصة أكبر للتحكم في البيئة الاتصالية والإعلامية.

ولكي تحقق الإنترنت قدراً كبيراً من التفاعل فإن مواقع المعلومات تتحرى هدفين عند إعداد الرسائل الاتصالية المتوافرة عليها وهما:

صياغة المعلومات في شكل النص الفائق أو المفتوح وليس في شكل النص المغلق بشكله القائم في وسائل الإعلام التقليدية فالنص الواحد على أحد مواقع الشبكة يمكن فتحه على نص ثان وهذا النص الثاني يمكن فتحه على نص ثالث وهكذا بما يحقق أكبر قدر من القدرة على الوصول إلى المعلومات بدرجة من الثراء ويتيح هذا الوضع مقداراً أكبر من التفاعل بين المتلقي والرسائل المتداولة في الوسيلة الاتصالية.

الثراء في الكم ونوع المعلومات المتاحة والثراء في كم المعلومات هو الذي يتيح فرصاً أفضل لخلق النصوص المفتوحة أما الثراء النوعي فيعني توافر معلومات تغطي اهتمامات متنوعة للملتقي بالإضافة إلى توزعها ما بين معلومات آنية ومعلومات تاريخية.

الإنترنت كوسيلة اتصال

ينظر الكثير من الباحثين إلى الإنترنت على أنها شكل من أشكال الاتصال التقليدي لأنها تعتمد على مرسل ورسالة ومستقبل وهي أهم عناصر الاتصال وقد يكون المرسل في بعض الأحيان شخصاً واحداً كما في الاتصال الشخصي أو مجموعة من الأشخاص كما في الاتصال الجماهيري كذلك المستقبل قد يكون فرداً أو مجموعة كبيرة من الأفراد فالإنترنت وسيلة اتصال جماهيري متعددة تحتوي على الاتصال الشخصي والاتصال الجماهيري فهي تحقق ثلاثة عناصر هي

  1. الاتصال من شخص إلى آخر.
  2. الاتصال من شخص إلى مجموعة.
  3. الاتصال من مجموعة إلى مجموعة.

الطبيعة الاتصالية للانترنيت

تغيّر مفهوم الاتصال عن ذي قبل وأصبحت هناك مجالات فكرية حول طبيعته بين ثلاثة اتجاهات

الاتجاه الأول

أنصار نموذج الاتصال النقلي القائم في جوهره على عمليتي النقل والإرسال للمعلومات مركزين على طبيعة انتقال المعلومات.

الاتجاه الثاني

أنصار نموذج الاتصال الثقافي الشعائري القائم على دعامتين أولهما حركة الرسالة عبر الفضاء وثانيهما الوجود البشري عبر الزمان.

الاتجاه الثالث

وهو الاتجاه الخاص بالجانب التكنولوجي فرأي البعض أن الاتصال عبر الإنترنت يمثّل جميع أشكال الاتصال من شخصي وجمعي وجماهيري غير أن بعض علماء الاتصال وهم قلة اختلفوا حول طبيعة الاتصال الدولي والاتصال الشخصي فبالنسبة للوسيط وهو الكمبيوتر لا يغير من الطبيعة الأساسية للاتصال أما الأفراد في الاتصال الدولي فهم غير متصلين بعضهم ببعض بعلاقة شخصية تفاعلية فمن الواضح أنهم يتصلون عبر الإنترنت ويتحدثون من خلال برامج الدردشة ويتبادلون الرسائل بعضهم مع بعض وكل هذه الأفعال الاتصالية لا تعبر عن الاتصال المباشر لأنها تفتقد طريقة المواجهة المباشرة إذ تتم من خلال وسيط وهو الكمبيوتر.

Report

Written by Yola Othman

What do you think?

Leave a Reply