in

أسباب جنوح المراهقين

يودّع الطفل طفولته في سن تتراوح بين الثانية عشر والرابعة عشر ليستقبل مرحلة جديدة من عمره هي مرحلة المراهقة التي تتخللها الكثير من المشاكل والصعاب وقد يجتازها بسلام وأمان أو قد تسبب له عقداً تستمر حتى نهاية حياته.

الهروب من المدرسة والبيت

يتذمّر الطفل من المدرسة في مرحلة الطفولة إلا أنه لا يصل إلى درجة الهروب لكن عند وصوله إلى مرحلة المراهقة قد يكون الهروب من المدرسة صفة ملازمة وعرض من أعراض سلوكه وتزداد الرغبة في الهروب من المدرسة مع التقدم بالعمر وتزيد نسبته عند الفتيان أكثر من الفتيات ويفسر ذلك بأن المراهقين يظهرون نزعة واضحة للخروج عن السلطة والمراقبة.

إنّ المراهق والمراهقة يميلان إلى التمرد على سلطة أهلهم وخاصة الفتيان الذين يفضلون قضاء أوقات طويلة خارج المنزل لزيادة شعورهم بالحرية ويعبر المراهقون عن سرورهم البالغ عند قيامهم بتصرفات تعبر عن شعورهم بالقدرة على الاستغناء عن الآخرين وقدرتهم على العناية بأنفسهم.

أسباب الهروب من البيت

هناك العديد من الأسباب التي تدفع المراهق للهروب من المنزل أهمها:

الفقر

الفقر هو الحرمان أي عدم تحقيق رغبات المراهق وانعدام أسباب التربية والتوجيه بالإضافة إلى ظهور المشاكل في العائلة والتناقضات الاجتماعية والفقر من أهم أسباب الجهل والمرض كما أنه يثبط المعنويات ويحول دون قضاء الحاجات مما يدفع المراهق إلى السرقة والكذب والهرب من المنزل.

التثبيط

والمقصود به خيبة الأمل التي تنتج عند المراهق نتيجة عدم تحقيق رغباته فالحدث الذي يرى رفاقه ينفقون عن سعة بينما تجده غير قادر على مجاراتهم قد يميل إلى الانحراف والسرقة ليحصل على ما يريد.

وللتثبيط كما ورد علاقة وثيقة بالفقر إلا أن هذا لا يعني أن الفقر هو السبب الوحيد فقد يكون الوالدان بخيلان أو قد تكون الظروف الاجتماعية غير ملائمة لتحفيز المراهق وتلبية رغباته مثل وجود زوجة أب أو غير ذلك.

المشاكل الاجتماعية

تعد بطالة الأب من أهم أسباب جنوح المراهقين وانحرافهم واستهتارهم بالقيم الأخلاقية بالإضافة إلى أن عدم تنفيذ التعليم الإلزامي وعدم توفر وسائل التربية والتعليم وعدم إشغال الطلاب بأمور نافعة بالتالي فإن تلك التناقضات الاجتماعية وسواها وما يترتب عليها من نتائج اقتصادية وثقافية مسؤولة عن الكثير من مظاهر الشذوذ والخروج عن المألوف والمعتاد في الحياة الاجتماعية.

المشاكل البيتية والعاطفية

تعتبر الأمومة والأبوة مسؤولية كبيرة وعلى الوالدين إدراك هذه الحقيقة وقد لا نبالغ إذا قلنا أن البيت الذي يسوده عطف الأب وحنان الأم هو بيت قادر على أن يعوض الطفل عن كل مظاهر الفقر والحرمان فالعائلة المفككة والبيت الذي يسوده خصام الوالدين وغياب أحد الوالدين أو وجود زوجة ثانية من أهم العوامل التي تؤدي إلى تفكير المراهق في الهروب من واقعه فالأم المهملة التي تترك أولادها وتخرج للزيارات والأب القاسي الذي لا يصاحب أولاده كلها أسباب تؤدي إلى جنوح الأولاد والأحداث.

المقاييس الأخلاقية

يعتبر الوالدان قدوة لأولادهم وبالتالي سوف يحذون حذوهم بالأفعال وحتى بأسلوب الكلام فالمبادئ الأخلاقية الدنيئة والمفاهيم الاجتماعية السيئة تؤثر سلباً على الأولاد فالفتاة التي ترى أن أمها مستهترة بالقيم الأخلاقية ستصبح مثلها والفتى الذي يفتح عيونه على أب يجيز الأعمال السيئة سيسلك سلوك أبيه.

آثار الهروب من البيت والمدرسة

يهيئ الهروب من المنزل أو المدرسة للمراهق فرصة لتعرضه لكثير من أنواع السلوك غير الاجتماعي والذي يؤثر سلباً على أفعاله مثل التعدي على الناس وتأليف العصابات وتعاطي المخدرات والمسكرات والشذوذ الجنسي ومن الجدير بالذكر أن معدل الجرائم في هذه المرحلة العمرية تكون قليلة إلا أن عدم الانضباط إن كان في المدرسة أو في المنزل قد يشكل بيئة خصبة لخلق مجرمين لاحقاً.

Report

Written by MONA AHMAD

What do you think?

Leave a Reply