in

أهمية التنشئة السليمة للأطفال

رغم العدد الكبير للأطفال في العالم لكن أهميتهم لا تأتي من عددهم الكبير بل لأنهم البذرة الصغيرة للمستقبل الكبير ولأنهم الأمل والطاقة والحيوية و يقاس تقدّم أي مجتمع بمدى عنايته بالأطفال واهتمامه بهم وإعدادهم لمواجهة المشكلات التي تعترضهم في الحياة.

ففي مرحلة الطفولة تنمو بذرة الشخصية وتظهر ملامحها المستقبلية و تتأسس شخصية الفرد حيث يتعلم الطفل الأخلاق والقوانين فهو يكتسب سلوكيات ويضع في رأسه ما هو مقبول وما هو مرفوض اجتماعياً فيتعلم مثلاً قول الصدق والابتعاد عن أذية الناس واللعب مع الأصدقاء وهنا يظهر دور التربية في تنمية الخلق الحسن وترسيخه في نفوس الأطفال.

القيم الطفولية

القيم مهمة جداً و تعتبر محوراً أساسياً في حياة الطفل فالطفولة ذات القيم الهشة تنهار في المراحل العمرية اللاحقة وهذا بالتالي يظهر لنا ضرورة الاهتمام بالقيم و التركيز عليها لذلك دعونا نتعرف على أهميتها:

على المستوى الفردي

  1. تشكل شخصية الفرد وتحدد أهدافها.
  2. تسمح للفرد التعبير عن النفس.
  3. تساعد الفرد على التكيف بشكل إيجابي والتوافق مع المحيط.
  4. تشعر الفرد بالأمان والطمأنينة.
  5. تساعد الفرد على فهم العالم من حوله.
  6. تصلح الفرد وتوجهه نحو الخير وتجعله أفضل نفسياً وخلقياً.
  7. تمكن الفرد من ضبط شهواته والسيطرة عليها.

على المستوى الاجتماعي

  1. توحد المجتمع وتحدد مبادئه.
  2. تسهل على المجتمع الوقوف في وجه التغييرات وبالتالي تريح الناس وتيسر حياتهم.
  3. تبعد المجتمع عن الشهوات والأنانية وتزرع فيه القيم والمبادئ.

وهناك أمور يجب أن نأخذها بالحسبان عند بناء القيم فالقيم يحتاج تأسيسها إلى وقت طويل فبناؤها معقد وخطير لذلك على المعلم أن يفهم أن هذا البناء ليس بالأمر السهل لذلك يجب أن يتسلح بالصبر و يتحمل الأخطاء فالتربية تحتاج إلى نفس طويل.

بناء القيم ليس ترفاً وحباً للمظاهر وإنما هي ضرورةٌ ملحّةٌ فالآباء لا ينتبهون إلى مشاكل الأبناء إلا عندما تتأزم فيبدأ الأهل بالبحث عن حلول لهذه المشكلة دون النظر إلى أسبابها.

إن البناء الصحيح للقيم يحتاج إلى بيئة متكاملة وهذا يؤكد ضرورة الاهتمام بالبيئة وضرورة الاعتناء بها من قبل المعلم و المربي المشرف على تربية الأطفال.

التقانة والأطفال

على الرغم من الأهمية الكبيرة للتقانة في حياتنا اليومية ورغم ما أحدثته من تطور وحضارة وتسهيل للكثير من سبل العيش والتواصل إلا أن لها الكثير من الجوانب السلبية خاصة عندما يتعلق الأمر بأطفالنا الذين تراهم كل يوم يغرقون أكثر فأكثر في مياه البحر الإلكتروني فالفضاء الرقمي له أثر كبير على قيم الأطفال ويتعذر الانتباه منه. 

تخطّت التطبيقات الحديثة الهدر والانحطاط الأخلاقي وذلك لأجل المصالح المادية التي يحصل عليها مالكو هذه التقنيات فهي تسعى للربح على حساب القيم و الأخلاق الجيدة حيث اعتدت هذه البرامج الحديثة على الطفولة البريئة فشوهت صورتها و أثرت بها تأثيراً كبيراً.

وفي ظل غياب الرقابة على هذا الفضاء الرقمي الكبير وغياب الرادع الأخلاقي لا بد من الانتباه لكيفية استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي فهي مواقع وهمية خطيرة في غالبها فيها ما هبّ ودبّ من ثقافات ومستويات.

لذا يجب الحذر من تكوين أفكار متطرفة عند الأطفال أو زرع الحقد و الكراهية في قلوبهم أو تشجيعهم على العنف والقتال أو تزيين الانتحار لهم كوسيلة للتخلص من المشاكل وضغوط الحياة.

ومن هنا يتبين أهمية اقتراح قانون أخلاقي للفضاء الالكتروني لحماية الطفولة من الانتهاك والأذى وضبط المواقع والتحكم في محتواها الصادر للأطفال الذين يتأثرون بكل ما يدور حولهم ويؤثرون في مستقبل العالم بدورهم.

Report

Written by MONA AHMAD

What do you think?

Leave a Reply