in

الضرائب التصاعدية

الضريبة التصاعدية هي إحدى صور الضريبة القياسية والتي يحدد المشرع معدلها دون أن يحدد حصيلتها بصورة محددة فهي الضريبة التي يتغير معدلها بتغير مطرحها فيزداد معدلها كلما ازدادت قيمة هذا المطرح.

حيث أنّ هناك عوامل تؤثر في التصاعد ومثال ذلك الضريبة على التركات حيث أنّ معدلها يرتبط بدرجة القرابة بين المورث والوارث والمدة التي خضعت فيها التركة للضريبة ويبرر التصاعد وفق نظريتين:

1- نظرية الحد من التفاوت بين الدخول والثروات وهي نظرية اجتماعية تعتبر أنّ الضريبة التصاعدية تعتبر من أهم الوسائل التي تعمل على تخفيف حدة التفاوت بين الطبقات حيث تفرض بمعدلات مرتفعة على الأغنياء ومعدلات منخفضة على الفقراء وهذا ما يقلل من حدة الصراع الطبقي حيث أنّ السياسة الاقتصادية والاجتماعية تتطلب تخفيف حدة التفاوت في التوزيع.

2- نظرية تناقص المنفعة الحدية فالمنفعة الحدية للشخص المنخفض الدخل كبيرة بينما للشخص المرتفع الدخل قليلة والسبب في ذلك أنّ المنفعة الحدية تتناقص كلما زادت عدد الوحدات المستخدمة منها حيث أنّ وحدات الدخل الأولى تستخدم في إشباع الحاجات الأساسية والوحدات التالية تستخدم في إشباع الحاجات النافعة ومن ثم الكمالية.

طرق تحقيق التصاعد  

يمكن تحقيق التصاعد الضريبي في مجال الضرائب غير المباشرة تفرض بمعدل منخفض على السلع الضرورية المستهلكة من قبل الطبقات الفقيرة وبمعدل متوسط على السلع الشائعة وبمعدل مرتفع على السلع الكمالية التي تمثل الجزء الأكبر من استهلاك الطبقات الغنية أما في مجال الضرائب المباشرة كالضريبة على الدخل الذي يمثل المقدرة التكليفية للممول بصورة واضحة ويسمح بتطبيق معدلات مرتفعة ويظهر التصاعد في ضريبة التركات ومن هذه الطرق :

1- التصاعد بالطبقات وبهذه الطريقة تقسم المادة الخاضعة للضريبة إلى طبقات حيث يزداد معدل الضريبة في كل طبقة عن سابقتها أي أنّ معدل الضريبة واحد لكل طبقة والضريبة نسبية داخلها.

2- التصاعد بالشرائح وهنا تقسم المادة الخاضعة للضريبة إلى شرائح ويفرض على كل شريحة معدل خاص حيث يزداد المعدل بزيادة الشرائح ولا بطبق معدل واحد على الدخل كله بل معدلات متعددة وهذا الأسلوب من أكثر الأساليب تطبيقاً.

3- الضريبة التنازلية وفي هذه الطريقة يتحقق التصاعد عن طريق فرض معدل عام يطبق على كافة الدخول ثم يخفض هذا المعدل على الطبقات المنخفضة الدخل وهذه الطريقة تعاكس الأسلوبين  السابقين حيث تفرض الضريبة بمعدل منخفض ثم يأخذ هذا المعدل بالارتفاع أما هذه الضريبة فتفرض بمعدل عام مرتفع ثم يخفض بالنسبة للدخول المنخفضة.

4- خصم جزء من مطرح الضريبة حيث يتحقق التصاعد بأسلوبين هما:

  1. الخصم عند القاعدة وذلك بأن تفرض الضريبة بعد خصم جزء معين من مطرح الضريبة ويكون معدل الضريبة واحد هو تصاعدي وهذا يعني أنه كلما زادت قيمة المادة الخاضعة للضريبة كلما قل تأثير الخصم.
  2. وفيه يتحقق التصاعد عن طريق خصم جزء من المادة الخاضعة للضريبة ولكن بوجود معدل نسبي ثابت فكلما زاد حجم الدخل كلما زادت أجزاؤه الخاضعة للضريبة وبالتالي حدث تصاعد في المعدل الحقيقي للضريبة.

وإنّ التطور في الدول الحديثة جعل الضرائب القياسية هي السائدة بنوعيها الضريبة التصاعدية والضريبة النسبية ( وهي الضريبة التي تفرض بمعدل ثابت مهما كانت قيمة مطرح الضريبة ولا يتغير بتغير قيمة المطرح).

وإن هذه الضرائب تحتاج إلى تنظيم إداري  فني عالي الكفاءة من أجل التحديد الدقيق لمطرح الضريبة ومعدلها وتقدير الظروف الاقتصادية كما أنها تتفق مع مبدأ العدالة الضريبية وإنّ حصيلتها مرنة حيث تفرض بمعدل منخفض على السلع الضرورية وبمعدل مرتفع على السلع الكمالية كما  أنها تراعي الظروف الشخصية للممول.

Report

Written by Iyad Jamal

What do you think?

Leave a Reply