in

الراحل صباح فخري

صباح فخري شخصية سورية فنية عريقة ساعدت في الحفاظ على الموسيقى العربية الكلاسيكية بحفلات موسيقية بطول الماراثون في جميع أنحاء العالم بما في ذلك العرض الذي استمر لمدة عشر ساعات دون انقطاع في كاراكاس فنزويلا في عام 1968 مما جعله يدخل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

ولد السيد باسم صباح الدين أبو قوص في حلب في 2 أيار1933 وقد لقب بصباح فخري نسبة إلى الزعيم السوري الراحل فخري البارودي الذي كان راعياً قوياً له بعد أن سمعه يرتل القرآن. 

في السادسة من عمره علّمه والده كيفية تلاوة القرآن وظهرت خامة صوته الفريدة عند ذلك لأول مرة.

غنّى عن الحب والألم وغنّى في بعض الأحيان أغانِ تشير إلى بعض الصفات الدينية مثل “قل للمليحة في الخمار الأسود” وفيها غنّى واصفاً رجلاً متديناً أخرجته امرأة رائعة الجمال عن دينه.

السيد فخري الذي تقاعد تقريباً في السنوات الأخيرة تزوج مرتين ولديه أربعة أطفال.

توفي صباح فخري يوم أمس في الثاني من نوفمبر / تشرين الثاني عن عمر يناهز الثمانية والثمانون عاماً.

جرت العادة أنه عندما يبدأ تصمت الآلات حيث تترافق كلماته الأولى فقط بالصمت ثم يزداد التصفيق والصفير والهتاف المحموم.

غنى السيد صباح فخري الطرب وهو شكل عاطفي ومتكرر من الغناء العربي التقليدي وقد كانت أغانيه تمنح الجمهور حالة من النشوة حيث تستغرق كل أغنية من أغانيه ما يقارب الساعة وأحياناً أكثر.

وقد كان يغني بإحساس عالِ يجعل سامعيه في قمة الطرب.

في مدينة حلب مسقط رأس السيد فخري كانت الجماهير تتجمع في كثير من الأحيان لحضور حفلاته المسائية وتستمع إليه وهو يغني حتى الفجر.

قال المايسترو السوري عبد الحليم الحريري رئيس نقابة الموسيقى في حلب ومدير معهد صباح فخري للغناء والموسيقى إنّ نقاء صوته وقدرته على إيصال مجموعة واسعة من المشاعر والأحاسيس هو ما يميز السيد فخري عن غيره.

لم يكن صباح فخري موسيقي ومغني فقط بل أصبح مدرسة تتعلم منها الأجيال وقد ابتكر ألحاناً تتماشى مع الشعر العربي وأقام عشرات الإيقاعات وساعد في إنشاء المقام العربي وهو نظام موسيقي يمثّل أساس الموسيقى العربية التقليدية.

غالباً ما كان يرافقه فرقة تعزف على الآلات التقليدية مثل العود  والقانون والناي والمزمار الخشبي. 

وقد روّج هذا الفنان الحلبي البدين الذي يرتدي دوماً بدلة وربطة عنق الأغاني الحلبية القديمة (القدود الحلبية)  مثل قدك المياس وربة الوجه الصبوح وخمرة الحب وغيرها الكثير.

في حفلاته الحية غالباً ما كان يتحول من الحركة والرقص إلى الوقوف بلا حراك بينما كان الجمهور مبتهجاً بالارتفاعات والانخفاضات المفاجئة في صوته.

كان يحظى بالاحترام في جميع أنحاء الشرق الأوسط ولكنه وجد أيضاً جماهير غفيرة في أوروبا والأمريكتين وحظي حفله الموسيقي عام 1992 في دار البلدية بنيويورك الذي استمر لمدة ساعتين ونصف تقريباً بالثناء من الناقد الموسيقي لصحيفة نيويورك تايمز جون باريلز بسبب غنائه المعبّر جداً وتفاعله الرائع مع مجموعته المكونة من سبعة رجال وثلاثة مطربين احتياطيين.

تتميز المطاعم السورية في الخارج بالحفلات الموسيقية التي تغنى فيها أغانيه وغالباً ما يتم عزف أغنية “يا مال الشام” التي اشتهر بغنائها وهي أغنية عن العاصمة السورية في تجمعات حنين للمغتربين السوريين الذين يغنون جنباً إلى جنب مع تقليد حركات يد السيد فخري المميزة.

بالنسبة إلى المعجبين الذين سمعوه على الهواء مباشرة في حفلاته الحية سيتذكرون صباح فخري دوماً لجاذبيته التي لا تنضب وتميزه في طريقة الوقوف أمام الميكروفون وذراعيه الممدودتين على جانبيه بزاوية تقارب 180 درجة وغنائه للألحان الطويلة.

Report

What do you think?

Leave a Reply